لم يستوعب سكان مناطق سعودية عدة حتى الآن ما الذي يحوّل مدنهم إلى مستنقعات مياه في كل موسم أمطار، خصوصاً معاناة مدن بحجم الدمام وأبها، إذ لا يزال تأثير الصدمة قائماً لديهم، سيما وأن مشاريع تصريف الأمطار ودرء السيول أنفق عليها بلايين الريالات، علاوة على أنه وبحسب تعليق لهيئة الأرصاد وحماية البيئة لـ«الحياة» فإن كمية الأمطار لم لم تتجاوز 133 ملليمتراً في الوقت الذي شهدت فيه أبها والدمام حالات مطرية أعلى من ذلك في وقت سابق.
وكان السؤال الأبرز عن غياب الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) عن الأحداث فيما كشفت مصادر مطلعة لـ«الحياة» أنها تتابع جميع ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، كما تلقت بلاغات من مواطنين ومقيمين عبر وسائل مختلفة من موقع إلكتروني، وتطبيق «نزاهة»، وحساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي، والهاتف المجاني.
وأشارت مصادر إلى أن «نزاهة» رصدت أخيراً، عبر إدارة البحث والتقصي، عدداً من المخالفات والقصور في مشاريع خاصة تتعلق بتصريف مياه الأمطار والسيول.
وأكدت أن «الهيئة وعبر فرقها الميدانية المنتشرة في جميع أنحاء ومناطق المملكة رصدت مخالفات عدة، وأن الفرق تابعت عدداً من المشاريع مع بداية هطول الأمطار، إذ كشفت أن المخالفات تسببت في عدد من الأضرار بمناطق مختلفة، وأنها كشفت قصوراً في تنفيذ بعض الأمانات لعدد من مشاريع الطرق وتصريف مياه الأمطار والسيول».
وإضافة إلى غرق أحياء كاملة في معظم مدن وبلدات المنطقة الشرقية، شهدت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، واحداً من أسوأ الحوادث التي وقعت أخيراً، إذ أصيب 20 راكباً إثر انقلاب عربة قطار ضمن الرحلة المتجهة من الرياض إلى الدمام فجر أمس (الجمعة)، وتعرضوا إلى إصابات متفاوتة.
ولم تتضح بعد أسباب الحادثة وسط استمرار التحقيقات، إلا أن وقوعها تزامن مع سوء الحالة الجوية التي كانت تعيشها المنطقة الشرقية، نتيجة لغزارة الأمطار التي شهدتها مدنها ومحافظاتها الخميس الماضي، كما شوهد تأثر قضبان السكة بالأمطار.
وكالات-