ملفات » الفساد في السعودية

تزايد وعي المواطن يحارب الفساد الكامن

في 2017/03/07

الأجهِزَة الرِّقَابيَّة فِي كُلِّ بُلدان العَالَم لَا تَعمَل وَحدهَا، بَل تَعمل بمُسَاعدة ووَعي ودَعم الشَّعب، وأَعنِي هُنَا الشَّعب الوَاعي الذي لَا يَقبَل الخَطَأ، ولَا يَسمح بالغَلَط، ويُطالب بحقُوقه ويُؤدِّي -قَبل ذَلك- وَاجِبَاته..!

إنَّ وَعي المُواطن -فِي نَظري ونَظَر الكَثيرين غَيري- هو السُّلطَة الرَّابِعَة، وهو أَهَم مِن الصَّحَافَة، لأنَّ المُواطِن مَوجود فِي كُلِّ مَكَان عَكس الصَّحفي، كَمَا أنَّ المُواطِن إذَا حَسُنت مُواطَنَته، سيَعتبر الوَطَن بَيته الكَبير، لذَلك سيهمّه أَي خَلَل يَنال أَي زَاوية مِن زَوَايَاه..!

بَعد هَذا أَقول: دَعونَا نَتأمَّل هَذا الخَبَر، الذي نُشِر مُؤخَّراً بصَحيفة الوَطَن، تَحت عِنوَان: (863 بَلاغًا يَوميًّا ضِد التُّجَّار)، حَيثُ يَقول الخَبَر: (تَستَقبل وزَارة التِّجَارَة والاستثمَار كُلّ دَقيقتين؛ شَكوَى مِن قِبَل المُستهلكين، ضِد الجِهَات المُقدِّمة للسِّلَع والخَدمَات، حَيثُ سَجَّلت مَنطقتَا «الرِّيَاض ومَكَّة المُكرَّمة»، أَكثَر مِن نِصف تِلك الشَّكَاوَى. وأَظهَر بَيَان للوزَارة حَول الاتِّصَالات والشَّكَاوى، التي تَلقَّتها عَبر رَقمها المَجَّاني (1900)، أَو عَبر خَدمَاتها الإلكترونيَّة، وعَبر مَركز بَلاغَات حِمَاية المُستهلك بالوزَارة؛ خِلال مُحرَّم المَاضي (71066) مُكَالمة، 36% مِنهَا لشَكَاوى وبَلاغَات تُجَاريَّة، بمُعدَّل (25897) بَلَاغًا تُجَاريًّا)..!

بَعد هَذا الخَبَر أَقول: صَحيح أَنَّ بلُوغ رَقَم البَلاغَات اليَومي؛ بمُعدَّل شَكَوى كُلّ دَقيقتين، أَمرٌ كَبيرٌ ومُزعج، ولَكن الجَانِب المُفرح فِي الأَمر، أَنَّ هَذه الشَّكَاوَى أَتَت مِن مُواطنين غَيورين، وحَريصين عَلَى أَنْ تَكون الأمُور فِي مَسَارها الصَّحيح..!

حسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّ الشَّعَب الوَاعِي هو الذي يُطبِّق النِّظَام، ويَسعَى للمُحَافَظة عَلَى القَانون، والالتزَام بالتَّعليمَات، وهَذا هو التَّطبيق العَمَلي للأثَر النَّبوي القَائِل: (كُلُّكم رَاعٍ وكُلُّكم مَسؤولٌ عَن رَعيّته)..!!

أحمد عبدالرحمن العرفج- المدينة السعودية-