ناقش مجلس الشورى توصية مقدمة من الدكتورة لطيفة الشعلان وعطا السبتي واللواء علي التميمي، تطالب بدمج هيئة الأمر بالمعروف مع وزارة الشؤون الإسلامية مما لذلك من منفعة اقتصادية، فقد تجاوزت ميزانية الهيئة 1.164.452.000 ريال، علما أنه لا توجد نصوص شرعية تدعو إلى تكوين جهاز مستقل للحسبة.
أثارت هذه التوصية بلبلة من أحد الأعضاء ولسنا هنا بصدد اعتراضه من عدمه، فيبقى شخص لا يمثل شريحة كبرى رحبت بالتنظيم مسبقا وسترحب أكثر بدمجهما، ولكن لنا وقفة على «ماذا حدث» بعد تنظيم الهيئة، وماذا سيحدث لو دمجت في وزارة الشؤون الإسلامية؟
مرت سنة كاملة على تنظيم الهيئة ولم نجد أي تغير أو انفلات كان يحذر منه وعاظ البكائيات، بل بدأنا نلمس مجتمعا لا يحتاج رقيبا وهراوة، ولكنه يحتاج «شوية» ثقة مع بعض من مظاهر الحياة الطبيعية للبشر، مرت سنة برزت في نهايتها أنشطة ملموسة لهيئة الترفيه من تنظيم الفعاليات العائلية المبشرة والتي لم نر خلالها تجاوزات أو انفلاتا أو أيا مما كان يحذر منه بعض المتوجسين الصارخين باسم حماية المجتمع والفضيلة، فحمدا لله الذي أراح المجتمع من تجاوزات بعضهم من سحل ومطاردات واعتداءات وتكسير أبواب إلخ..
نعم حمدا لله أن صلاحياتهم قد قيدت لنشاهد الناس تنتشر بكل أريحية في الأسواق ومواقع الفعاليات دون خوف أو وجل، أما من ناحية من لا زال يتأمل عودة تلك الصلاحيات، فيجب أن يقطع الأمل وأن يتعايش مع الواقع وينتزع فكرة المطالبات بعودة هذه الممارسات من دماغه!
شاهدت قبل سنوات فيلما لا زال عالقا في ذاكرتي باسم القرية «thevillage»، وتدور أحداث الفيلم حول قرية منعزلة في مواجهة الرعب والأشباح التي تقطن الغابة المحيطة بالقرية من كل الجهات، وللوهلة الأولى تبدو هذه القرية وكأنها مثالية وآمنة بفضل كبارها الذين ورثوا هذه الأسطورة وورّثوها وعبأوها في عقول السكان، فلا يجرأ أحد أبدا الاقتراب من حدودها ولا يستطيع أحد من سكانها الخروج، لذلك فأفرادها لا يعرفون شيئا عن العالم الخارجي، وذات يوم تقرر فتاة كفيفة «عمياء» المخاطرة وعبور حدود البلدة لجلب الدواء لحبيبها الجريح الذي يطارح الموت، وإذا بمصير هذه القرية يتغير إلى الأبد بعد أن لمست بحواسها العالم الخارجي، وبعد أن خرجت بنتيجة وهي أن الأشباح مجرد «وهم» صنعه من استفاد من خوفهم..
ألا يذكركم هذا الفيلم بمجتمع ما مع هيئة ما؟.
هيلة المشوح- عكاظ السعودية-