ملفات » الفساد في السعودية

صفقة الـ110 مليار دولار بين «ترامب» والسعودية «زائفة»

في 2017/06/07

في الشهر الماضي، زار الرئيس «ترامب» المملكة العربية السعودية وأعلنت إدارته أنه أبرم صفقة أسلحة بقيمة 110 مليار دولار مع المملكة. المشكلة الوحيدة هي أنه لا يوجد صفقة. إنها أخبار وهمية.

لقد تحدثت إلى جهات الاتصال في قطاع الدفاع، وكلهم يقولون الشيء نفسه: لا يوجد صفقة بقيمة 110 مليارات دولار. بدلا من ذلك، هناك مجموعة من الرسائل المثيرة للاهتمام  ولكن ليس هناك عقود. هناك العديد من العروض التي تعتقد الصناعة الدفاعية أن السعوديين سوف يكونون مهتمين بها في يوم من الأيام. ولم يبلغ مجلس الشيوخ حتى الآن بأي شيء. إن وكالة التعاون الأمني الدفاعي، في جناح مبيعات الأسلحة في البنتاغون، تسميها «المبيعات المقصودة». ولم تكن أي من الصفقات التي تم تحديدها حتى الآن جديدة، وقد بدأت جميعها في إدارة «أوباما».

ومن الأمثلة على ذلك اقتراح بيع أربع فرقاطات (سفن مقاتلة سطحية متعددة المهام) إلى البحرية الملكية السعودية. وقد أبلغت وزارة الخارجية لأول مرة عن هذا الاقتراح في عام 2015. ولم يتبع ذلك أي عقد. ونوع الفرقاطة مشتق من السفينة التي تستخدمها البحرية الأمريكية ولكن السفينة المشتقة لا وجود لها حتى الآن. قطعة أخرى هي المحطة الطرفية عالية الارتفاع في نظام الدفاع الجوي (ثاد) التي تم نشرها مؤخرا في كوريا الجنوبية. وقد أعرب السعوديون عن اهتمامهم بالنظام منذ عدة سنوات ولكن لم يتم تطبيق ذلك في أي عقود. وقد وافق «أوباما» على البيع من حيث المبدأ في قمة في «كامب ديفيد» في عام 2015. ونجد أيضا على قائمة الرغبات 150 مروحية من نوع بلاك هوك. ومرة أخرى، هذه الأخبار قديمة ومعاد تجميعها. إن ما فعله السعوديون والإدارة هو وضع حزمة افتراضية من قائمة الرغبات السعودية للصفقات المحتملة وتصويرها كصفقة. إنها أخبار وهمية.

وعلاوة على ذلك، فمن غير المرجح أن السعوديين يمكن أن يدفعوا صفقة بقيمة 110 مليارات دولار بعد فترة أطول، وذلك بسبب انخفاض أسعار النفط والحرب التي استمرت عامين في اليمن. وقد باع الرئيس «أوباما» المملكة أسلحة بقيمة 112 مليار دولار على مدى ثماني سنوات، ومعظمها تمت في صفقة واحدة ضخمة في عام 2012 تم التفاوض عليها من قبل وزير الدفاع آنذاك «روبرت غيتس». ولإتمام هذه الصفقة تم أخذ موافقة الكونجرس، وتفاوض «غيتس» أيضا على اتفاق مع (إسرائيل) لتعويض الإسرائيليين والحفاظ على تفوقهم النوعي على جيرانهم العرب. ومع هبوط أسعار النفط، سعى السعوديون إلى تلبية مدفوعاتهم منذ ذلك الحين.

ستعرفون أن صفقة «ترامب» حقيقية عندما تبدأ (إسرائيل) في طلب حزمة للحفاظ على الجودة النوعية لقوات الدفاع الإسرائيلية. ما سيأتي قريبا هو صفقة بمليار دولار أو أكثر قليلا لمزيد من الذخائر للحرب في اليمن. وتحتاج القوات الجوية الملكية السعودية إلى مزيد من الذخائر لمواصلة القصف الجوي لأشد البلدان فقرا في العالم العربي.

وأخيرا، كما أن صفقة الأسلحة ليست كما تم الإعلان عنه، فإن هناك أمرا مفترضا أيضا وهو حملة الدول الإسلامية ضد الإرهاب. وبدلا من هذه الحملة، تحولت دول الخليج إلى الخلاف مع واحدة منها. حيث نظمت المملكة العربية السعودية حملة لعزل قطر. وفي نهاية هذا الأسبوع، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر. وقفز حلفاء السعودية مثل المالديف واليمن على العربة. وقد أغلقت السعودية حدودها البرية مع قطر.

هذه ليست المرة الأولى من نوعها ولكن قد تكون الأخطر. السعوديون وحلفاؤهم حريصون على معاقبة قطر لدعم جماعة الإخوان المسلمين، ولاستضافة الجزيرة، وبسبب الحفاظ على علاقاتها مع إيران. وبدلا من وجود جبهة موحدة لاحتواء إيران، فإن نتائج قمة الرياض تفاقم التوترات الطائفية والسياسية في المنطقة.

بروس ريدل- بروكينغز- ترجمة وتحرير أسامة محمد - الخليج الجديد-