ملفات » الفساد في السعودية

أرامكو.. لنذبح الدجاجة الذهبية

في 2017/07/17

فؤاد السحيباني- خاص راصد الخليج-

يؤطر الأمير الصغير وحاشيته من حملة المباخر، لتحقيق الفشل في إدارة شؤن المملكة من حيث انتهى الآخرون، لا يقتربون من الإبداع حتى حين يتعلق الأمر بإغراق أكبر اقتصاد عربي في جبّ الديون، وهو أمر لو أدركناه عظيم.

تتجه الدول العربية الشقيقة إلى الخصخصة كدليل على تراخي الإدارة، وتخلصًا من شركات صغيرة خاسرة أو متقادمة، مصانع فشلت في أثبات وجودها بخضم تنافس عالمي شرس، أو شركات تمسكت بالآلة الكاتبة، في حين يبحث العالم عن تحقيق الانتقال الآني.

كانت الدول الخارجة لتوها من عباءة الشيوعية، تبيع الشركات المتعثرة والمصانع المتهالكة، للحصول على مال يكفل تقديم خدمات استثمارية حقيقية، لجذب رجال صناعة ومشاريع قادرة على تحقيق انتقال الدولة إلى عصر جديد، عصر يعتمد الأفكار الشابة والمبدعة بدلا من تعليمات الحزب وأوراق المكاتب، لكن البيع الآن لا يهدف إلا إلى توفير سيولة مالية ضخمة تشبع نهم الأمير نحو المغامرة.

لكن "ظل" الأمير الصغير، الشهير بخالد الفالح، رئيس أكبر شركة على وجه الأرض من حيث موجوداتها الفعلية، نجح بجدارة إعجازية في تحقيق المعادلة المستحيلة، جعل فكرة خصخصة شركة أرامكو النفطية ممكنة ومطروحة، بل زين الباطل بتعداد فوائد بيع الدجاجة التي تبيض كل صباح ذهبًا.

طمع "الفالح" ومن ورائه محرك الصفقة الحقيقي "بن سلمان" في ذهب أرامكو، جعلهم يخططون لذبح الدجاجة، في سبيل الحصول على كل الذهب الآن، والشركة التي آلت لحكومة المملكة في 1980، بطريق التحول لشركة أجنبية من جديد، وبورصات العالم تفتح ذراعيها للطرح الأكبر على الإطلاق، وتفرش السجاجيد المذهبة أمام بطانة السوء.

الشركة الأكبر في العالم، بقيمة قدرها مسؤولي المملكة عند تريليوني دولار، ستكون مطية لـ "رؤية 2030"، الطرح كما يبدو ينحصر في تقييم الشركة وفقًا لأسواق المال الدولية، قبل التفكير في طرح المزيد والمزيد من الأسهم، وأسواق الأسهم تتسابق للحصول على جزء من كعكة الشركة التي تفيض نفطًا وذهبًا.

ورغم التوقعات العالمية التي تقترب من أرقام "الفالح"، الذي يظهر اسما على غير مسمى، فإن الشركة ستتفوق على "آبل" الأمريكية بعدة أضعاف، حيث تبلغ قيمة "آبل" السوقية ما يربو على 500 مليار دولار، كما ستتفوق بعشرين مرة على أكبر شركة نفطية مدرجة بأسواق المال "إكسون موبيل"، والتي لا تزيد قيمتها السوقية عن 74 مليار دولار فقط، ما يؤشر لأن "أرامكو" ستعبر حاجز 1.5 تريليون دولار على الأقل.

مئة مليار دولار أو يزيد، ستكون جاهزة لمغامرات الأمير التي لا تتوقف، فور طرح 5% فقط من أكبر شركة في العالم، لكن هل تحقق الأموال نقلة للمجتمع السعودي، الذي يتوق لتحول اقتصادي واجتماعي يناسب ما تذخر به الأرض من ثروات طائلة، أم يكون لمهندسي الصفقة رأي آخر.

واحدة من مهندسات الصفقة، وهي سارة جماز السحيمي، رئيسة سوق المال السعودية، تقدم الإجابة على التساؤل السابق، والتي تم تجاهل تعيينها بفعل الأحداث السياسية خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث عينت في فبراير الماضي، وهي ابنة جماز السحيمي رئيس الهيئة الأسبق.

سارة السحيمي جاءت لهدف تجهيز طرح "أرامكو" في بورصات العالم، حيث تغيب عن الشركة قواعد الشفافية والإفصاح المطلوبة للطرح ببورصة نيويورك مثلًا.. لكن ما هي مؤهلات السيدة سارة لتولي أكبر طرح في التاريخ.

مؤهلات رجال الأمير وحلقته الضيقة هي الولاء، هذا ما يشي به واقع حال تعيين السحيمي، لا تهم الكفاءة ولا مجال للسؤال عن الأفضلية، فهل عدمت المملكة رجال مال وأسواق قادرين على تجهيز الطرح، إن كان صالح الوطن هو الهدف..