وول ستريت جورنال-
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي اشترى لوحة المسيح المخلص بمبلغ 450 مليون دولار، من خلال وكيل أعمال سعودي هو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، الذي يرأس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق.
وبحسب أجهزة المخابرات الأمريكية فإن بن سلمان هو المشتري الفعلي للوحة سالفاتور مندي للرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي، والتي بيعت في مزاد أقيم في الرابع عشر من نوفمبر الماضي، في صالة "كرسيتنز".
ويعتبر السعر الذي دفعه وكيل بن سلمان هو الأغلى في تاريخ اللوحات الفنية، كما أنه يأتي في وقت يسعى فيه بن سلمان إلى تهميش كل الشخصيات القوية والثرية في العائلة السعودية الحاكمة، حيث زجّ بالعشرات منهم في السجون بتهم تتعلق بالفساد، بحسب الصحيفة.
وسبق لوكيل بن سلمان (الأمير بدر) أن تعاون معه في بعض المشاريع؛ منها التجاري والخيري، وقد ظهر على أنه مشتري اللوحة قبل أن تكشف المخابرات الأمريكية أن ولي العهد السعودي هو المشتري الفعلي للوحة.
وتكشف الصفقة محاولة جديدة من بن سلمان من أجل الدخول إلى عالم الفن والمزادات؛ بهدف سحب البساط من تحت أقدام قطر التي عرف عنها دفع مبالغ لاقتناء التحف الفنية، وخاصة الإسلامية، وعرضها في متحف الفن الإسلامي، علماً بأن السعودية لا يُعرف عنها أنها كانت تسعى وراء مثل هذه الأعمال، كما أن الحركة الثقافية فيها لا يمكن مقارنتها بمثيلتها في الدوحة أو الإمارات.
وتشير الصحيفة إلى أن شراء اللوحة تزامن مع تفشي حالة عدم ثقة بالسعودية اقتصادياً وسياسياً؛ فالبلد يعيش مرحلة تقشف واسعة شملت كل وزارات الدولة الحكومية لمواجهة انخفاض أسعار النفط، كما أن شراء اللوحة يأتي مخالفاً لتلك التوجهات والحملة التي شنّها بن سلمان لمكافحة الفساد.
مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الخبير في السياسة السعودية، بروس ريدل، قال للصحيفة الأمريكية، إن هذا المبلغ الضخم الذي دفع للوحة يأتي معاكساً لحملة مكافحة الفساد التي أطلقها بن سلمان.
وسبق لمعرض "لوفر أبوظبي" أن أعلن من خلال حسابه على "تويتر"، قبل نحو شهر، أنه سيقوم بعرض لوحة "المسيح المخلص" دون أن يحدد زمن ذلك، كما رفض المتحدث باسم المتحف إعطاء أي تفاصيل حول الموضوع.
لكن طبيعة العلاقة التي تربط الرياض بأبوظبي خلال هذه الفترة يمكن أن تعطي تفسيراً لذلك.
وتجسد اللوحة السيد المسيح في وضعية "سالفاتور مندي"؛ أي "مخلّص العالم"، وهي الوضعية التي يتخذها "يسوع" المسيح- بحسب المعتقد المسيحي- ويظهر فيها جالساً رافعاً يده اليمنى، وفي يده اليسرى يحمل كرةً زجاجيةً يعلوها صليب.
وقد رسمت اللوحة بين عامي 1506 و1516 لأجل الملك لويس الثاني عشر، ملك فرنسا، ثم ضاعت مدة من الزمن، ثم أعلن اكتشافها وأعيد عرضها عام 2011، وكانت في يوم ما ضمن المجموعة الفنية التي يملكها تشارلز الأول ملك إنجلترا عام 1763.