صحيفة «ديلي ميل» البريطانية-
قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» تفاخر بموقف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الداعم له في «الانقلاب» الذي أجراه في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، عندما نفذ حملة اعتقالات واسعة بحق أمراء ووزراء ورجال أعمال بارزين.
وأضافت الصحيفة أن «بن سلمان»، الذي يعد الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية حاليا، أبلغ مساعديه المقربين أن «ترامب» دعمه بشكل واضح في عملية «انتزاع السلطة» التي قام بها، إثر اعتقاله الأمراء والوزراء ورجال الأعمال في مداهمات منتصف الليل.
ونقلت عن مصدر مقرب من ولي العهد السعودي، أنه «تفاخر» بعلاقاته الحميمة مع الرئيس الأمريكي وصهره «غاريد كوشنر».
ووفق المصدر، فإن «ترامب» وافق على السماح لولي العهد السعودي بالاستيلاء على جميع الأموال والموجودات على الأراضي الأمريكية، والتي تعود للمسؤولين والأمراء السعوديين الذين تم اعتقالهم.
وقال المصدر إن هذه الأصول تشمل «العقارات والشركات والطائرات الخاصة واليخوت وكميات ضخمة من النقد في الاستثمارات القصيرة والطويلة الأجل».
المصدر ذاته، كشف أنه كان هناك شرطين لإدارة «ترامب» لاستيلاء السلطات السعودية على تلك الأموال، الأول أن تبقى الأموال في البنوك الأمريكية «ولا يتم نقلها أبدا إلى السعودية».
أما الشرط الثاني، بحسب المصدر، فهو أن «يكون النقل مستندا الى توكيل موقَّع من أفراد العائلة المالكة المحتجزين»، وتتم إدارة هذه الأموال والممتلكات من قبل السفارة السعودية لدى واشنطن.
ونفذ «بن سلمان» حملة اعتقالات ضد عدد من الأمراء بشكل مفاجئ في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، بينهم أحد أكبر أغنياء العالم الملياردير «الوليد بن طلال»، ووضعهم في فندق «ريتز كارلتون» في الرياض، فيما تحدثت مصادر لـ«ديلي ميل»، إن بعضهم - ومن بينهم «الوليد» - تعرضوا للتعذيب.
ووفق الصحيفة، تريد السلطات السعودية استرداد 100 مليار دولار من أصول المعتقلين بزعم أنهم جمعوها عبر الفساد، ويبدو أن الكثيرين منهم بالفعل قد أبرموا صفقات مع السلطات من أجل حريتهم.
ورفض البيت الأبيض التعليق على ما نقله المصدر لـ«ديلي ميل»، غير أن كتاب «وولف» كشف عن العلاقات الحميمة بين إدارة «ترامب» و«بن سلمان».
ويقول «وولف» في كتابه، إن «بن سلمان (32 سنة) أصبح صديق كوشنر (37 عاما) بعد الانتخابات الأمريكية، وعرض نفسه عليه لأن يصبح رجلهم في المملكة العربية السعودية».
وأضاف «وولف» أن العلاقة بين فريق «ترامب» والأمير السعودي الطموح كانت معززة عندما اختار البيت الأبيض المملكة العربية السعودية كأول دولة يزورها الرئيس الأمريكي في مايو/أيار من العام الماضي.
وعلاوة على الاستقبال الحافل لـ«ترامب» وزوجته «ميلانيا» وابنته «إيفانكا»، وزوجها «كوشنر»، في عربات مذهبة، وإنفاق نحو 75 مليون دولار على هذا الاستقبال، وقع العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز»، و«ترامب» صفقة أسلحة بقيمة 350 مليار دولار، قبل أن يقوم العاهل السعودي بتصعيد نجله إلى ولاية العهد وإبعاد «محمد بن نايف» من المنصب.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قام «كوشنر» برحلة ثالثة، سرية، إلى المملكة حيث ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه «بقى حتى الساعة الرابعة صباحا تقريبا في اجتماع مع بن سلمان»، وذلك قبل أيام قليلة من انقلاب نوفمبر، وفق الصحيفة.
وكان الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، حذر الشهر قبل الماضي، من نقل ملكية شركتي «بن لادن» و«دلة» وشركات أخرى، إلى صندوق الاستثمارات السعودية العامة، وذلك في سياق الأنباء التي ترددت عن سعي السلطات للسطيرة على أملاك الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين. (طالع المزيد)
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ألقت السلطات السعودية القبض على أكثر من 200 فرد، منهم أمراء ووزراء ومسؤولون سابقون ورجال أعمال، بتهم فساد.
ومن أبرز المعتقلين من رجال الأعمال الملياردير الأمير «الوليد بن طلال»، و«ناصر بن عقيل الطيار»، ورجل الأعمال المعروف «صالح كامل» وأبناؤه، بالإضافة إلى وزير الاقتصاد والتخطيط «عادل فقيه»، ووزير المالية الأسبق «إبراهيم العساف»، ورئيس مجموعة «بن لادن»، «بكر بن لادن»، قبل أن يفرج عن بعضهم لاحقا بموجب تسويات مالية.