صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية-
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الصفقة التي وصفتها بالمريبة بين الرياض و"جاريد كوشنر" صهر الرئيس السابق "دونالد ترامب" كانت بمنزلة مكافأة له على ما قدمه لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" طيلة 4 سنوات، رغم الاعتبارات التجارية المتعارضة بينهما.
وأشارت الصحيفة في مقالها الافتتاحي، الجمعة، إلى ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، من أن مشروع الأسهم الخاصة الجديد لـ"كوشنر"، حصل على استثمار بقيمة 2 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية في المملكة السعودية في عام 2021.
وبحسب ما ورد، فقد أمر "بن سلمان" شخصيا بالاستثمار في المشروع، على الرغم من اعتراضات خبراء صندوق الثروة، الذين رأوا أن "كوشنر" قليل الخبرة، وأن خطة عمله محفوفة بالمخاطر، وهو ما جعل دولا خليجية أخرى ترفض عرض "كوشنر" لأسباب مماثلة.
وقالت الصحيفة؛ إنه "من المتوقع أن يحصل كوشنر وشركاؤه على 25 مليون دولار كرسوم إدارية سنويا، بالإضافة إلى حصة من أي أرباح تحققها شركته".
وأضافت أن "كوشنر يُعرف بأنه كان محاميا خاصا عن ولي العهد داخل البيت الأبيض خلال السنوات الأربع التي قضاها ترامب في السلطة. واستمرت رعاية كوشنر لبن سلمان، حتى بعد أن أصبح واضحا أن الأخير أمر بالقتل الشنيع للصحفي السعودي جمال خاشقجي، كاتب عمود المقال في واشنطن بوست، وتم ذلك، في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) 2018".
واعتبرت الصحيفة أن "التقليل من شأن هذه الجريمة، وتستر نظام بن سلمان، وإدارة ترامب لاحقا عليها، أعاقت جهودا في الأمم المتحدة والكونجرس للحد من التجاوزات السعودية في حربها بالوكالة مع إيران، بشأن اليمن. وبدلا من ذلك، عزز ترامب مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الرياض".
وأضافت أن المكافأة "تخلق انطباعا إضافيا، بأن ما يستثمر فيه بن سلمان حقا ليس مشروعا عقاريا، بل المستقبل السياسي لعائلة ترامب، أي العودة المحتملة إلى البيت الأبيض للرئيس السابق حال ترشحه وفوزه في انتخابات 2024 الرئاسية".
وأكدت أنها "علامة أخرى لطبيعة كيف ينظر بن سلمان للعلاقة مع واشنطن، مع رفضه زيادة إنتاج النفط الخام عندما طلبت إدارة بايدن المساعدة في خفض الأسعار".
وأوضحت أن "بن سلمان لا يرى حكومته كحليف للولايات المتحدة، ولكنها حليف لطرف واحد في السياسة الحزبية المحلية".
وقالت؛ إنه من المؤكد أن ما قام به "كوشنر" مع السعودية ودول الخليج طالبا تمويل مؤسسته، يشبه في نوعه عمليات استغلال النفوذ في أوكرانيا والصين، التي يمارسها "هانتر" نجل "بايدن".
ولفتت إلى أن "الفارق المهم، هو أن كوشنر، على عكس بايدن الابن، لم يكن مجرد فرد من عائلة مسؤول كبير، بل كان مسؤولا كبيرا فعلا، مساعدا للرئيس، وكبيرا للمستشارين".