«الهاشتاغ الأخضر» على جناح «الطائر الأزرق»، كاشفاً عن قضايا شغلت أذهان السعوديين في العام 2016، تفاعلوا معها، وأدلوا بدلوهم فيها، حتى أصبحت على رأس قوائم «الترند» اليومية والأسبوعية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وشارك فيها الملايين من مستخدمين الموقع.
وسجّلت شركات التسويق والرصد الإلكتروني، أرقاماً مليونية لمستخدمي «تويتر» في المملكة، إذ قدر عددهم بحوالى تسعة ملايين مستخدم سعودي، ينشرون نحو نصف مليون تغريدة يومياً، ويحظى عدد من الشخصيات بمتابعة مليونية.
وبرزت في العام 2016 وسوم سعودية تتناول شأناً محلياً أو إقليماً وحتى دولياً، في مواضيع سياسية واقتصادية وفنية وثقافية أيضاً، اكتسحت الخط الزمني في الموقع، وجذبت مشاركات عالمية، وأحدثت فرقاً كبيراً في الشأن الذي تناوله «الهاشتاغ».
سياسياً؛ ما يزال وسم «عاصفة الحزم» يستخدم إلى اليوم، مواصلاً نشاطه المكثف منذ آذار (مارس) العام 2015، محققاً المركز الأول عربياً، والثاني عالمياً، ومسجّلاً أكثر من 20 مليون تغريدة.
استهل العام 2016 بإعلان وزارة الداخلية تنفيذ حكم القتل في 47 مداناً بتهم تتعلق في الإرهاب، بينهم نمر النمر، ما أثار ردود فعل واسعة، وتصدّر «إعدام النمر» الترند السعودي والعربي بمليوني تغريدة، خصوصاً بعد تأزيم إيران العلاقات السياسية بين البلدين، إثر الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، بدورها قطعت المملكة علاقتها الديبلوماسية مع إيران.
وطنياً، برزت وسوم «رؤية السعودية 2030»، و«التحول الوطني»، و«Saudivision2030»، والتي انطلقت مع إعلان الحكومة خريطة طريق لتحقيق أهداف الدولة في التنمية الاقتصادية خلال الأعوام الـ15 المقبلة، وحصدت خلال يومين من إطلاقها حوالى مليون تغريدة.
وارتباطاً في القضية السورية، يتفاعل السعوديون في «الساحة الزرقاء» بإطلاق وسوم وتغريدات متضامنة مع الأبرياء في سورية، وخصوصاً «الطفل عمران» الذي انتشرت صورته آب (أغسطس) الماضي، مغطى برماد الحطام الذي دمر بيته وأفقده عائلته، وعلى رغم كل ذلك الألم لم يبك عمران، بل ظل يتأمل يديه ويمسح دمه.
وفي أيلول (سبتمبر)، أقر الكونغرس الأميركي قانون تطبيق العدالة على داعمي الإرهاب (جاستا)، الذي يسمح لأسر ضحايا هجوم 11 ايلول (سبتمبر) بمقاضاة الحكومات المتهمة بدعم الإرهاب، وبينها السعودية، على الأضرار التي لحقت بهم، ما دفع السعوديين إلى الاستنكار والدفع بأصابع الإتهام إلى من يقف وراء التشريع، في مقابل تضامن العرب مع المملكة «السعودية أقوى من جاستا».
فيما تشارك مستخدمي «تويتر» من العالم الإسلامي في وسم «المدينة المنورة»، معزين المملكة في استشهاد جنودها الذين كانوا يحمون المسجد النبوي الشريف، حين استهدفه «انتحاري داعشي» بحزام ناسف في مواقف سيارات قريب من الحرم في تموز (يوليو) الماضي.
ولم تتخلف المرأة السعودية عن الرجل في حضورها البارز في خطوط «تويتر» الزمنية، إذ دعمت تصدر وسم «إسقاط الولاية» حتى وصل إلى «الترند»، كاشفة فيه عن الكثير من «مصاعب حياتها» التي تتكبدها، والذي دفع بهن إلى إعادة إحياء المطالب بـ«قيادة المرأة السيارة». وشهدت الوسوم دعماً قوياً من الجنسين، وحتى من دول أخرى، ليصل الأمر إلى اقتراح في مجلس الشورى بمناقشة قيادتها السيارة.
وتعرف الوسوم السعودية بأنها من أبرز وأنشط الوسوم، بسبب ردود الفعل الجماعية والأثر الذي تتركه، ويتحذر الكثير من نشطاء مواقع التواصل من الوقوع في فخ «هاشتاغات» السعوديين، مثلما وقعت في شباكه الفنانة الكويتية مريم حسين، حينما نشرت صورة فتاة سعودية، إثر خلاف بينهما.
وهاجم السعوديون الفنانة الكويتية المتزوجة من سعودي، في وسم «كلنا ضد مريم حسين»، استمر نشطاً إلى ما يقارب 230 يوماً، تعرضت بسببه حسابات الفنانة إلى القرصنة.
اقتصادياً؛ فاجئ وزير المياه السعوديين بقوله: «لا تسحب سيفونك»، باعتباره «المسبب الرئيس في ارتفاع قيمة فاتورة المياه»، ما أثار استنكار المواطنين، متداولين جملته في «هاشتاغ»، وأعفي الوزير في وقت لاحق.
وخلال ستة أشهر، أعادت تصريحات الوزراء الصدمة والاستنكار إلى سطوح «تويتر»، بعدما أدلى وزير الخدمة المدنية خالد العرج بتصريح تلفزيوني، قال فيه إن «عمل الموظف الحكومي لا يتجاوز الساعة يومياً»، لتتصاعد أرقام التغريدات المحبطة والمنددة في التصريح في هاشتاغ «ساعة العرج» الذي لم يخمد فيه نشاط السعوديين حوالى 30 يوماً.
واشتركت جموع من السعوديين في مقاطعة شركة الاتصالات السعودية (STC) على تويتر «راح نفلسكم»، بعد حجبها الكثير من الخدمات المجانية المستخدمة على الهواتف الذكية، إلى جانب ضعف وبطء خدمة الإنترنت، وما تزال المقاطعة مستمرة، مع إعادة إطلاق الوسم يومياً، في الوقت الذي صمتت «شركة الاتصالات» عن الرد أو التعقيب.
ثقافياً، تغنت ألسنة السعوديين بـ«سكنانا»، وهي مفردة جاءت ضمن أبيات ألقاها الشاعر حيدر العبدالله أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته إلى المنطقة الشرقية أواخر العام 2016، إلا أنها لاقت رواجاً كبيراً في وسوم انتعشت بمداخلات كثيرة، مثل غناء القصيدة في شيلات، أو إعادة إلقاءها بأسلوب ساخر، وحرص العبدالله على حفظ حقوق كلمته، بتسجيل ملكيتها في جهة معنية بحفظ حقوق المؤلف تابعة لوزارة التجارة والاستثمار.
الحياة السعودية-