جاسر الدخيل- خاص راصد الخليج-
لا يحتاج شعبنا الى كثير عناء حتى يبتكر ما يسليّه ويخرجه من حالة الرتابة لا بل الضجر التي هو عليها.. مع كل الأسف على الضحايا الذين سقطوا في هجوم اسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية، والذي أدى الى سقوط العشرات قتلى وجرحى، وبينهم عدداً ليس بقليل من مواطنينا السعوديين، رجالا ونساء.. رحمهم الله جميعاً.
ليس في الأمر ما يحرجنا في قول إن بعض مواطنينا كانوا هناك في أماكن اعتاد الكثير من السعوديين والسعوديات على ارتيادها، إن كان في امريكا أو في أوروبا أو بعض البلدان العربية.. وتركيا دائما هي الوجهة التي يفضلها بعض السعوديين وخاصة في السنوات الأخيرة.
لا يجب أن نحرج من أن بعض مواطنينا الذين لا يجدون متعتهم في بلدنا، يذهبون الى ملاهٍ هنا أو هناك، للحصول على سعادة، أو تفريغ مكبوتاتهم، وللحقيقة هو حال الكثير من كبار موظفي الدولة ومن الأمراء وحتى ملوك السعودية.. واذا انكرنا ذلك فهناك ألف الف دليل سنواجَه به، وبضربة بسيطة عبر محرك البحث "جوجل" ستجد الألاف من الصور الفوتوغرافية او مشاهد الفيديو تدل على ذلك، ولا يمكننا أن ننكر أن هناك دعاوى واحكام قضائية صادرة بحقنا في بعض الدول التي خالف فيها سادة القوم عندنا، الأنظمة هناك، لا سيما في علاقاتهم النسائية في تلك الدول.
واذا كان يعيب علينا المشايخ الكرام ان بعض المواطنين يفرّون الى ملاهي الترك او الفرنجة او العرب لقضاء نزواتهم، فما بالهم هم حين يذهبون بأنفسهم الى تلك البلاد، وماذا يفعلون فيها؟
لا أظن أنهم سيحبسون أنفسهم في مراكز الدعوة، ويتفرغون فيها لهداية نساء الغرب أو الشرق الى الدين، أو أنهم يظنون أن احابيلهم تنطلي علينا، على أنهم لا يتزوجون هناك من حسناوات الاتراك أو غيرهن، بزواج المسيار أو المسفار أو غيرها من الزيجات التي هم أدرى بفتاواها..
ما أردت قوله أن اصحاب الحظ السيء من المواطنين الذين سقطوا ضحايا لتلك الجريمة البشعة في ملهى رينا في #اسطنبول... (نعم ملهى وليس مطعم وبكل اصرار..) كانوا يمارسون نزواتهم الدنيوية، مثلكم تماماً، مثل الامراء، ومثل الشيوخ الدعاة.. لا يختلفون عنكم شيئاً، ولكن حظهم العاثر وضعهم امام فوهة بنادق الإرهابيين، فافتضح أمرهم.. وقررنا نحن هنا ان نطلق النار عليهم مرة ثانية حين تناسينا من قتلهم.. وأخذنا النقاش الى انهم سقطوا في مطعم او ملهى ليلي.. لنقول إن مواطنينا المهذبين والذين ربيناهم عنوة على ديننا لا يرتادون الحانات ولا يرقصون ولا.. ولا.. وفهمكم يكفي.
اما ما لم يجرؤ أحد على قوله.. ان من قتل هؤلاء المواطنين هم من تربوا على مالنا... وشربوا من معين كتبنا.. وجندناهم ضد غيرنا.. فاذا بنا نصبح ضحاياهم..
هو ملهى ليلي.. أو مطعم.. لن يكون الفارق كبيراً.. ما دام القاتل الذي علمناه وحميناه.. ووفرنا له كل ما يحتاجه، لم نعلّمه كيف يفرّق بين مطعم وملهى ليلي، بين جامع وكنيسة، بين كافر ومشرك ومؤمن.. فقط أعطيناه السلاح وحشونا رأسه بما تحويه كتبنا من حقد وضغينة وبغضاء ضد كل بني البشر وقلنا له اذهب.. أنّى ذهبت فريعك عائد الينا.
إن شهد ولبنى وبسمة.. فتيات كحبات الذهب في رمل صحرائنا.. ومحمد وأحمد ووسام، هم الماء في عزّ ظهرانينا.. كيف لا نبكيهم وقد قتلوا دون ذنب،.. كيف لا نبكيهم وهم ضحيتنا نحن.. ضحية جهل عشناه طويلاً.. وأردنا تعميمه فانقلب علينا.