ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

مذكرة تفاهم بين قطر وأمريكا لمكافحة الإرهاب.. ودعوة لانضمام دول الحصار لها

في 2017/07/12

وكالات-

أعلنت دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية عن توقيع مذكرة تفاهم بينهما اليوم لمكافحة تمويل الإرهاب. وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظير الأمريكي سعادة السيد ريكس تيلرسون إن دولة قطر التي طالما اتهمت بتمويل الإرهاب أصبحت الآن أول دولة توقع مع الولايات المتحدة الأمريكية مثل هذه الاتفاقية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب .

وأضاف سعادته أن مذكرة التفاهم تأتي في إطار التعاون الثنائي المستمر بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة للعمل المشترك بين الجانبين وتبادل الخبرات والمعلومات وتطوير هذه الآلية وكذا تطوير المؤسسات بين الدول.

ودعا سعادة وزير الخارجية الدول التي تحاصر دولة قطر إلى أن تحذو مثل هذا النهج "تنضم لنا في المستقبل" والتوقيع على اتفاقية لمكافحة تمويل الإرهاب.

وأكد سعادته أن مذكرة التفاهم تعتبر اتفاقية ثنائية منفصلة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية وقد خضعت للنقاش بين الجانبين على مدى أربعة أسابيع وليس لها علاقة مباشرة أو بشكل غير مباشر بالأزمة الخليجية أو بحصار دولة قطر.

ووصف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الاجتماعات التي عقدها مع نظيره الأمريكي بالبناءة على المستوى الثنائي بين البلدين الصديقين مشيرا إلى أنه تم أيضا عقد اجتماع ثلاثي حضره الأشقاء في الكويت حيث جرى مناقشة تطورات الأزمة الخليجية والجهود المقدرة والمشكورة التي يقوم بها الأشقاء في دولة الكويت بمساعدة الأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية .

وأوضح سعادة وزير الخارجية أن اجتماعه مع نظيره الأمريكي ناقش أيضا في الإطار الثنائي أهمية الاستمرار في التعاون والتشاور بين البلدين في كافة القضايا الإقليمية والسياسية لكنه نبه إلى أن أهم ما خرجت به هذه الاجتماعات هو مذكرة التفاهم التي تخص مكافحة تمويل الإرهاب التي طالما اتهمت قطر من دول الحصار بتمويله .

وجدد سعادة وزير الخارجية في سياق متصل دعم دولة قطر للدور الذي يقوم به الوسيط الكويتي بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية وقال "كنا إيجابيين وصريحين منذ البداية لحوار بناء يؤدي إلى تسوية وحل وهو سلوك دولة قطر المعتاد".. داعيا دول الحصار إلى أن تسلك نفس السلوك الذي تنتهجه قطر.

وفيما يتعلق بتسريب وثيقة اتفاق الرياض يوم أمس قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن تسريب وثيقة الاتفاق والتوقيت الذي تم فيه يدل على جهود واضحة للتقليل من شأن وساطة دولة الكويت والتأثير على زيارة سعادة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة والجهود والمساعي التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف قائلا "إذا كان هذا التسريب يعكس شيئا فهو يعكس نهج دول الحصار وهي نفسها التي سربت قائمة المطالب للأسف للتقليل من شأن هذه الوساطة وتساءل سعادته في هذا الصدد عن مستوى الثقة الآن في هذه الدول وعلاقاتها الدولية بتسريب مثل هذه الوثائق السرية التي عادة تحترمها الشركات فما بالك بالدول".

ونوه سعادة وزير الخارجية بأن ما صاحب هذه التسريبات من حملة إعلامية حول عدم التزام دولة قطر باتفاق الرياض كلها مغالطات وقال إن دولة قطر التزمت بكافة بنود الاتفاق وكانت هناك محاضر تشهد على التزامها بذلك مشيرا إلى أن اتفاق الرياض هو اتفاق جماعي وليس التزاما يخص دولة قطر فقط ولم تذكر قطر كدولة وحيدة يفرض عليها الالتزام بالاتفاق.

وشدد على أن ما اتخذ من إجراء ضد دولة قطر هو مخالفة واضحة من دول الحصار لهذا الاتفاق لأنهم لم يستخدموا أي آلية من آليات فض النزاع المذكورة في هذا الاتفاق "وإذا كانت هناك أي مظالم يجب أن تبحث وفق آليات مدرجة سواء في اتفاق الرياض أو في ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية".

من جهته أثنى سعادة السيد ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي على القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كونه أول من تجاوب مع قمة الرياض لمكافحة تمويل الإرهاب مشددا على دور كل دولة بالمنطقة في مكافحة التطرف والعنف وألا يكون لديها ملاذ آمن للإرهاب والإرهابيين.

وأوضح سعادة وزير الخارجية الأمريكي في المؤتمر الصحفي أن الولايات المتحدة ودولة قطر ستقومان بالمزيد من العمل لمنع تمويل الإرهاب والحفاظ على المنطقة آمنة مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها اليوم بين البلدين تعكس العمل الجاد والمناقشات المكثفة التي تمت بين الطرفين من أجل تعزيز نتائج مؤتمر الرياض.

وأضاف أن هذه المذكرة تحدد الخطوات التي ستتخذها كل دولة من أجل منع تمويل الإرهاب على مستوى العالم وتضع مواعيد زمنية محددة من أجل تحقيق ذلك.

وأكد سعادته على أن هذه المذكرة تم العمل عليها منذ عام تقريبا وهي بمثابة تجديد للمحادثات القائمة منذ فترة ونتيجة لقمة الرياض ودعوة الرئيس ترامب كما أنها تعد اتفاقا قويا ينص على التزامات باتخاذ أعمال فورية وفق زمن محدد مؤكدا أن دولة قطر اتخذت عدة خطوات في هذا الشأن وتنفذها بالفعل .

وثمن سعادة السيد ريكس تيلرسون عاليا المحادثات التي أجراها مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حول العديد من القضايا مؤكدا أن زيارته للدوحة تحمل نفس الروح التي توجه بها الرئيس ترامب إلى الرياض وهي أن الولايات المتحدة لديها هدف واحد هو محو الإرهاب من على وجه الأرض "والإبقاء على بلادنا آمنة" .

ووصف محادثاته مع القيادة القطرية بالمعمقة والبناءة منوها بأنه سيتوجه غدا إلى المملكة العربية السعودية للقاء الأطراف الأخرى واستطلاع مخاوفهم وخيارات حل الأزمة دون أن يتوقع موعدا زمنيا لهذه الحلول بسبب ما أسماه استمرار المحاولات والوساطات الحالية .

ولفت سعادة وزير الخارجية الأمريكي إلى أن هدفه من هذه الزيارة هو دعم جهود دولة الكويت في الوساطة الخليجية ومساعدة كلا الطرفين على فهم مصادر القلق والتوصل إلى حل ممكن لخلافاتهما .