وكالات-
أعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عن «شعوره بالمرارة وتأثره البالغ للتطورات غير المسبوقة» التي يشهدها «بيتنا الخليجي»، مؤكداً عزمه على مواصلة مساعيه، و«لن نتخلى عن مسؤولياتنا التاريخية وسنكون أوفياء لها حتى يتم تجاوز هذه التطورات وانجلاؤها عن سمائنا».
وتزامن موقف سمو الأمير مع اقتراب تحقيق خرق في جدار الأزمة بين قطر والدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، إثر توقيع واشنطن والدوحة، أمس، مذكرة تفاهم للتعاون في مكافحة تمويل الإرهاب.
وقال سمو الأمير إن مما خفف من آلام التطورات «وضاعف من عزم إرادتنا على معالجتها، ما لمسناه من ردود فعل إيجابية وتأييد لتحركنا ومساعينا لاحتواء هذه التطورات منذ بدايتها، وما حظينا به من دعم ومؤازرة من إخواننا وأبنائنا المواطنين لهذا التحرك والمساعي، عبروا عنه من خلال أدوات التواصل الاجتماعي والبيان الشامل لمنظمات المجتمع الكويتي المدني، وعبر مختلف وسائل الاعلام المحلية، والتي جسدت الشعور بالروابط التاريخية الراسخة بين دول المجلس والتاريخ والمصير المشترك لأبنائه، وهو ما لمسناه أيضاً في دول المجلس الشقيقة على المستويين الشعبي والرسمي، فضلاً عن الدعم والتأييد لنا على مستوى دول العالم ومن المنظمات والهيئات الدولية والاقليمية، ورسخ إصرارنا وعزمنا على مواصلة تلك المساعي، وكان ذلك محل التقدير من جانبنا لما انطوى عليه من حرص بالغ على وحدة وتماسك الموقف الخليجي».
وأكد سمو الأمير أن «مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية المباركة وما حققته من منجزات تمثل الخيار والتطلعات المنشودة لأبنائنا في المنطقة التي لا يمكن التفريط بها، والتي تستدعي الحفاظ عليها والتمسك بها».
وأضاف «اننا لن نتخلى عن مسؤولياتنا التاريخية وسنكون أوفياء لها حتى يتم تجاوز هذه التطورات وانجلاؤها عن سمائنا، وتعود المحبة والألفة لبيتنا الخليجي الذي سيبقى وحده قادراً على احتواء أي خلاف ينشأ في إطاره».
في غضون ذلك، انتقل الحراك الديبلوماسي من الكويت، التي شهدت ليل أول من أمس اجتماعاً ثلاثياً كويتياً - أميركياً - بريطانياً، إلى الدوحة التي شهدت أمس اجتماعاً كويتياً - قطرياً - أميركياً، فيما يُعقد اليوم في جدة لقاء خماسي بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزراء خارجية الدول الأربع.
وجمع لقاء الدوحة الثلاثي وزير الخارجية الأميركي ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي وزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الاجتماع، الذي عقد في قصر البحر، «تناول الأزمة الخليجية وتطوراتها وتداعياتها سواء على صعيد المنطقة أم على المستوى الدولي، بالإضافة إلى استعراض جهود الوساطة الكويتية والمواقف الدولية الداعمة لها من أجل حل الأزمة القائمة، والحفاظ على استقرار المنطقة ومصالح دولها وشعوبها».
وقبيل الاجتماع الثلاثي، أجرى وزير الخارجية الأميركي محادثات مع الأمير تميم والشيخ محمد بن عبد الرحمن، في اجتماعين منفصلين، جرى خلالهما استعراض المساعي الأميركية الداعمة لوساطة الكويت لحل الأزمة عبر الحوار والطرق الديبلوماسية.
وعقب المحادثات، أعلنت واشنطن والدوحة توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الارهاب.
وقال وزير الخارجية القطري، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي، «لطالما اتهمت دولة قطر من قبل دول الحصار بمسألة تمويل الارهاب، واليوم دولة قطر أول من يوقع على برنامج تنفيذي مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الارهاب، وندعو بقية دول الحصار للانضمام لنا في المستقبل».
وشدد على أن المذكرة لا علاقة لها بالأزمة، «بل الهدف منها تعزيز جهود قطر وواشنطن في مكافحة الإرهاب».
من جهته، أوضح تيلرسون أن المذكرة تتضمن أن البلدين يتحملان المسؤولية في التعاون ووقف تمويل الإرهاب.
وأشاد بمواقف قطر في مجال مكافحة الإرهاب، قائلاً إنها أول دولة تجاوبت مع مخرجات قمة الرياض (الإسلامية - الأميركية) التي عقدت في شهر مايو الماضي، وبحثت مكافحة الإرهاب ووقف تمويله.
وفيما وصف آر سي هاموند كبير مستشاري تيلرسون توقيع المذكرة بأنها «خطوة مبشرة للأمام»، أوضح بيان صادر عن فريق الوزير أن المذكرة تحدد «الجهود المستقبلية التي يمكن لقطر أن تقوم بها لتعزيز حربها على الارهاب ومعالجة مسائل تمويل الارهاب بطريقة عملية».
ولدى وصوله الدوحة، أدلى تيلرسون بتصريحات لافتة أشاد فيها بموقف قطر، قائلاً إنها «كانت واضحة جداً في موقفها ومنطقية جداً، ونحن نريد أن نناقش الآن كيفية المضي قدماً وهذا هو الغرض من مجيئي».
وبعد لقائه الأمير تميم، قال الوزير الأميركي «لدي أمل بأننا قادرون على احراز تقدم لدفع الأمور نحو الحل»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ترغب في «تجنب أي تصعيد اضافي».
ورد وزير الخارجية القطري بالقول ان الدوحة «تؤيد الانخراط في حوار بناء لإنهاء هذه الأزمة، بما يحفظ سيادة البلاد».
ومن الدوحة، تنتقل المحادثات الديبلوماسية اليوم إلى جدة، حيث يعقد لقاء بين تيلرسون ونظرائه السعودي والإماراتي والمصري والبحريني.