dw العربية-
شنت وسائل إعلام ومغردون بارزون في الدول المقاطعة هجوماً حاداً على الولايات المتحدة الأمريكية، والتي وقعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع قطر تقضي بمحاربة الإرهاب والتضييق على وسائل دعمه ماليا.
شنت وسائل إعلام الدول الأربع المقاطعة/أو المحاصرة لقطر - الإمارات والسعودية والبحرين ومصر- هجوما حادا على "مذكرة التفاهم" الأمريكية-القطرية لمحاربة الإرهاب، وأبدت غضبا مكتوما حيالها.
واعتبر إعلاميون وصحفيون وعدد من الشخصيات البارزة في هذه الدول أن الاتفاق يأتي تقويضا للجهود المبذولة في الضغط على قطر لإجبارها على تنفيذ المطالب، ويرون أن قطر صار موقفها أقوى في الأزمة وأنها أصبحت أكثر احتماء بأمريكا سياسياً، بعد أن ضمنت الحماية العسكرية التركية، معتبرين أن إعلان وزير الخارجية الأمريكي بأن الاتفاق مقتصر على مصالح أمريكا الأمنية فقط ولا يمتد إلى أكثر من ذلك ما هو إلا ذرٌ للرماد في الأعين.
وكانت الولايات المتحدة وقطر قد وقعتا "مذكرة تفاهم" لمحاربة الإرهاب وتمويله. الدول الخليجية - الإمارات والسعودية والبحرين- مع مصر أصدرت بياناً على إثر ذلك قالت فيه إن الاتفاق بين الدوحة وواشنطن لمكافحة تمويل الإرهاب خطوة غير كافية وأكدت أنها "ستراقب عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في تنفيذ الاتفاقية ومكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه"، وأكدت أن العقوبات قائمة إلى أن تنفذ الدوحة كافة مطالبها.
وزير الخارجية القطري نفى وجود أي صلة للاتفاق بالأزمة مع الدول العربية الأربع، وقال إن "العمل على صياغتها بدأ منذ وقت طويل، وإن مكوناتها الأساسية وضعت منذ سنة تقريبا، أما الآن فقد وضعت اللمسات الأخيرة على النص".
ورغم وجود فريق يرى أن الاتفاقية الأمريكية القطرية تعد رضوخاً قطرياً ضمنياً لمطالب الدول المقاطعة وأن الولايات المتحدة أجبرت قطر على مطالب هذه الدول وأن بنود الاتفاقية تتضمن جانباً كبيراً من مطالب هذه الدول، إلا أن هناك فريقا آخر ليس بالقليل يرى أن الأمر شكل ضربة قاصمة لضغوط الدول الأربع.
فعلى سبيل المثال، شن عدد من وسائل الإعلام المصرية هجوماً على "مذكرة تفاهم" الأمريكية –القطرية، مذكرة بأن أمريكا هي من طلبت من قطر استضافة قادة حماس وغيرها مما تعتبرها دول الحصار منظمات إرهابية، وذهب أحدهم إلى القول بأن الولايات المتحدة حينما أرادت هدم الإدارة المصرية استخدمت في ذلك قطر، وأن الولايات المتحدة يهمها استمرار الخلاف القطري-العربي للخروج بأكبر كم من المكاسب الاقتصادية والسياسية.
عبد الرحمن الراشد الكاتب الصحفي السعودي الليبرالي كان أحد المعبرين عن غضب دول المقاطعة بشأن الاتفاقية واتهم وزير الخارجية الأمريكي بالميل إلى قطر.
فيما شكك آخرون، ومن أبرزهم ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، في جدوى "مذكرة التفاهم" وأكد على أنها غير ملزمة لقطر ما يعني أن الإمارة الخليجية ماضية في طريقها ولم تهتم بالمطالب دول المقاطعة.
وهذا ما أكد عليه الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية والمستشار السياسي السابق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
فيما انتقد آخرون "التعنت القطري" والالتفاف على المطالب العربية والاتفاق مع أمريكا، عوضاً عن الاتفاق "مع أشقائها الخليجيين والعرب" .
لكن هناك من يرى أن الاتفاق القطري-الأمريكي سيضمن التزام قطر بمكافحة الإرهاب، وهو ما لا تستطع دول المقاطعة ضمانه. لأن أمريكا بثقلها ستضمن الالتزام القطري.
أما الخاسر الأكبر، بحسب بعض الآراء، فهو السعودية. خسرت من هذه الاتفاقية، وهي التي كانت قد اعتبرت أنها ضمنت المواقف الأمريكية إلى جانبها بعد اتفاقيات تعاون قدرت بالمليارات مع الولايات المتحدة.
ويرى آخر أن الاتفاقية تعد اعترافاً أمريكياً بعدم ارتباط قطر بالإرهاب.
فيما رأى مغردون أن الولايات المتحدة وبريطانيا تتلاعبان بالجميع وتستغلان ما يحدث بين الدول العربية وقطر.