خالد السليمان- عكاظ السعودية-
اختبرت عام ٢٠٠٦ قسوة السباحة ضد التيار عندما انتقدت حزب الله وزعيمه حسن نصر الله في الوقت الذي لم ينقص فيه البعض في ذلك الوقت سوى أن ينصبوا له التماثيل في كل ميدان وزاوية، لكن نفس الذي هاجموني عادوا لنقد الحزب الإلهي وزعيمه المؤله بمجرد سقوط ورقة التوت وانكشاف عورته العرقية المذهبية العنصرية!
اليوم في الأزمة مع قيادة قطر، نفس النماذج تحاول أن تنطلق لتحييد مواقف الكتاب والمهتمين بالشأن العام بحجة اعتزال الفتنة أو الانشغال بالشأن المحلي وترك الشأن السياسي لأصحاب القرار السياسي، لكنهم في الحقيقة -وهم الذين لم يدعوا شأنا على الكرة الأرضية لم يدسوا أنوفهم فيه- يمارسون دورا لتخفيف الضغط على الطرف المخطئ في المسألة الخلافية والخصم الأضعف فيها، فأي شأن وطني أهم اليوم مما تنعكس عليه أزمة قطر وأسبابها!
وإذا كان البعض مدفوعا بحسن النية شفقة على فرقة الأشقاء وتعميق الخلاف، فإن هناك من تدفعه حزبية فكرية وأيديولوجية لا تترك له خيارا سوى الوقوف ضد وطنه!
في حرب احتلال صدام حسين للكويت، وقف سعوديون «قومجيون» وبعثيون مع صدام إن لم يكن بأيديهم وألسنتهم فبأفئدتهم، وعندما ناقشت أحدهم يومها عن صدمتي من وقوفه مع الباطل ضد الحق بل ضد وطنه، كان جوابه إن توحيد العرب يبرر التضحيات، في الحقيقة كان يضحي بأخلاقه ووطنيته وإنسانيته!
اليوم لا يختلف الأمر كثيرا عن عامي ١٩٩١ و٢٠٠٦، وإن كان على قاعدة أكثر هشاشة وتشرخا، حسابات في تويتر لحزبيين أو سذج أو متقمصي معرفات بأسماء سعودية يحاولون أن يرهبوا كل من أراد تناول مسألة الخلاف مع سلطة قطر حتى وإن تناولها من زوايا الرأي الرصين وحق التعبير المتزن بعيدا عن المهاترات والإساءات، لكن فات هؤلاء أن من لم ترهبه جحافل حزب البعث العراقي وحزب نصر الله الإيراني لن يرهبه مراهقو نادي أصدقاء «الجزيرة» !