وكالات-
قال فهد بن محمد العطية، سفير دولة قطر لدى روسيا، إن سبب نشوب الأزمة الخليجية الحالية يكمن في اختلاف الرؤى بين دولة قطر والدول المحاصرة حول الحاضر والمستقبل.
وأضاف العطية، في حوار مع إذاعة "إيخو موسكفي" الروسية، نشر السبت: "منذ اندلاع ثورات الربيع العربي اتخذت قطر، من حيث المبدأ، موقفاً متناغماً مع تطلّعات الشعوب العربية وحقّها في الحرية والكرامة واختيار أنظمة الحكم، وهذا ينطبق على تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن".
وأضاف: "إن دولة قطر اتخذت موقفاً مبدئياً مفاده أن الشعوب التي ثارت على الظلم والاستبداد والحرمان تمتلك الحق في تقرير مصائرها دون أي تدخّل خارجي، سواء من طرفها أو من طرف الآخرين، وغالبية الشعوب العربية التي انتفضت وجدت في الموقف القطري عوناً لها في تحقيق ما تصبو إليه من حرية وكرامة ومستقبل واعد".
وأوضح أن "دولة قطر لم تُخرج شعوب دول الربيع العربي بالقوة من بيوتهم إلى الساحات ودفعتهم إلى التظاهر والثورة، هم خرجوا بأنفسهم مدفوعين بالظروف القاهرة التي ظلّوا يعانون منها طوال حياتهم؛ من قمع وتهميش وحرمان".
ورداً على سؤال حول سبب اتخاذ الدول المجاورة لقطر موقفاً معادياً، واتخاذ قطر موقفاً مختلفاً تماماً، قال السفير العطية: "نحن من يسير مع التيار الكبير والآخرون يسيرون عكس هذا التيار، إنهم أقلّية في مواجهة الرأي العام العربي والإسلامي، وهذا ما يخيفهم ويجعلهم يتصرفون تصرفات غير عقلانية".
ودعا السفير القطري في روسيا إلى "اعتماد الحوار وسيلة لتسوية الخلافات. لو أنهم كانوا يملكون وجهة نظر مقنعة لتبنّاها الشارع العربي، لكن أحداً لم يتبنَّ وجهات نظرهم؛ لأنها تهدف إلى إعادة إنتاج الأنظمة القمعية".
وتساءل السفير القطري "من أين أتى هذا الإرهاب الذي نعاني منه اليوم؟ وهل هو نتاج لنظام حكم ديمقراطي، ويحترم حقوق الإنسان؟ أم أنه وليد لأنظمة حكم قمعية مستمرة منذ 70 عاماً؟ نحن لا نتكلّم عن عدالة مطلقة، نحن نتوخّى عدالة نسبية، على أقل تقدير".
وأشار العطية إلى أن مصطلح "الإرهاب" فقد معناه الحقيقي، وأصبح وسيلة تستخدم لإقصاء الآخر، مبيّناً أنه "يجري استغلال الشعور العام بالخوف من العنف لإطلاق صفة (الإرهابي) على كل من يعارضنا، وأصبحت دول العالم كلها من كبيرها إلى صغيرها تدّعي أنها تحارب الإرهاب".
ورداً على سؤال أن دولة قطر تستضيف الإخوان من مصر، أوضح العطية أن بلاده "لا تستضيف الإخوان"، مشيراً إلى أن "عدداً من قيادات الإخوان قبل 2014 كانوا يعيشون في قطر، لكنهم غادروا قطر إلى دول أخرى"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "الإخوان ليسوا مصنّفين كتنظيم إرهابي، لا في الأمم المتحدة، ولا في أوروبا، ولا حتى في 90% من دول العالم الإسلامي".
وحول مدى تأثير الأزمة الخليجية في وتيرة التحضيرات لإقامة بطولة كأس العالم 2022، أكد الدبلوماسي القطري أنها "لم تؤثر جذرياً، خاصة مع وجود احتياطي جيد من المواد اللازمة لإنشاءات المونديال، بالإضافة إلى أن الدولة نجحت في توفير مصادر بديلة".