ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

إعلام دول الحصار يفبرك اتهامات لقطر من الصحافة الأجنبية

في 2017/08/10

وكالات-

بعد القرصنة الإماراتية لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، وفبركة تصريحات لأمير قطر، «تميم بن حمد آل ثاني»، وصل الأمر من جانب دول الحصار إلى فبركة اتهامات لقطر نقلا عن وسائل إعلام أجنبية.

وكان مجلس الوزراء القطري قد وافق، الأسبوع الماضي، على مشروع قانون بشأن بطاقة إقامة دائمة لغير القطريين تُمنح وفق ضوابط لعدد من الفئات من بينها الذين أدوا خدمات جليلة للدولة، وذوو الكفاءات الخاصة التي تحتاج إليها الدولة.

وفي حملة تحريضية، نقلت وسائل إعلام دول الحصار مقالاً نشر على موقع قناة (سي إن بي سي) الأمريكية، تضمن تحليلات مشككة بمنح قطر الإقامة الدائمة للمقيمين، فعمدت وسائل الإعلام تلك إلى تضخيمه بل قامت بعدم ترجمة ما قاله المحللون أصلا.

سكاي نيوز عربية (مقرها دبي) عنونت «الإقامة في قطر... لعبة علاقات عامة»، ولصقت التهمة بسي إن بي سي مع عرض رأي المؤسسة في متن النص.

أما قناة العربية، فقد نقلت تحليل سي إن بي سي، وعنونت (خبراء: قانون قطر للإقامة الدائمة تمويه عن أزمة الإرهاب)، مع أن المادة الأصلية لم تأت على ذكر كلمة إرهاب أصلاً، إلا في ذكر صفة المحلل «فراس موداد».

بينما وضعت صحيفة الخليج الإماراتية، كلاما على لسان المحللين، فجعلتهم ساخرين من القرار القطري بمنح الإقامة الدائمة للمقيمين، وهو ما لم تذكره المادة الأصلية أيضاً.

ويأتي ذلك التحريض في ظل إشادة منظمات حقوقية على القرار القطري، حيث اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن مشروع قانون بطاقة الإقامة الدائمة الذي وافق عليه مجلس الوزراء القطري، يعد خطوة إيجابية لتوفير الأمن لبعض المغتربين.

فبركات سابقة

ونشرت وسائل إعلام دول الحصار منذ بدء الأزمة الخليجية سلسلة أخبار وتقارير مفبركة كان أبرزها ما نشرته صحيفة مصرية الشهر الماضي، حول خروج الشعب القطري في تظاهرات حاشدة، للإطاحة بالشيخ «تميم بن حمد».

ودعت صحيفة اليوم السابع، المعروفة بقربها من أجهزة استخباراتية في البلاد، الجيش القطري إلى «الانقلاب» على «تميم» وحكم أسرة «آل ثاني».

وعنونت الصحيفة، المؤيدة للانقلاب العسكري في مصر، عدة مانشيتات، توحي بتفاقم الأوضاع في قطر، و«اندلاع اشتباكات دامية في البلاد بين قوات الأمن القطرية والمتظاهرين»، على حد زعمها.

ونشرت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، صورا مزعومة، قالت إنها لـ«مظاهرات غاضبة في قطر»، وأن «المتظاهرين أشعلوا النيران فى إطارات السيارات لمنع قوات الأمن التركية والإيرانية المنتشرة فى العاصمة لحماية تميم بن حمد ونظامه، من الاشتباك معهم»، دون أن تورد أي وكالة رسمية ما يفيد بتأكيد رواية الصحيفة المصرية.

وكان موقع «وكالة الأنباء القطرية» قد تعرض لقرصنة في الساعات الأولى من يوم 24 مايو/أيار الماضي، وتمت فبركة ونشر تصريحات مزعومة عليه نسبت لأمير دولة قطر وهو ما أدى إلى تفجر الأزمة الخليجية الحالية.

ورغم طلب الوكالة من وسائل الإعلام تجاهل ما ورد من تصريحات ملفقة على موقعها المخترق، فإن وسائل إعلام عدة محسوبة على دول الحصار خاصة السعودية والإمارات تجاهلت النفي القطري وشنت حملة إعلامية مستندة فيها على أخبار مفبركة ومعلومات مزعومة.

وبعد نحو 10 أيام من الاختراق، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بريا وبحريا وجويا، بزعم تمويلها جماعات متطرفة والتحالف مع إيران، وهو ما تنفيه الدوحة بشكل كامل.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نقلت عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية أن دولة الإمارات هي التي قرصنت وكالة (قنا).

وذكرت «واشنطن بوست» في تقرير لها أن المسؤولين الأمريكيين علموا بنتائج تحليل للمعلومات التي جمعتها المخابرات الأمريكية، وبينت أن مسؤولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا خطة الاختراق في 23 مايو/أيار الماضي، وجرى تنفيذها في اليوم التالي.

وبحسب الصحيفة، فإنه ليس من الواضح من معلومات المخابرات الأمريكية ما إذا كانت الإمارات هي التي قامت بالقرصنة بشكل مباشر، أو أنها أوكلت لمتعاقدين القيام بذلك.

وأعربت قطر عن أسفها لضلوع الإمارات ومسؤولين كبار فيها في جريمة القرصنة التي تعرضت لها الوكالة، مشيرة إلى أن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة القطرية ما تزال مستمرة.

في المقابل، نفى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش» أن تكون بلاده خلف اختراق مواقع قطرية في مايو/أيار الماضي، وهو ما زعمه أيضا سفير الإمارات لدى واشنطن «يوسف العتيبة» في وقت سابق.