مطلق القحطاني - وول ستريت جورنال-
مع دخول أزمة الخليج شهرها الثالث، من الواضح أنّ الحصار المفروض على قطر لم ينجح.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما الدولتان اللتان تقودان المواجهة، يأملان في تركيع قطر، فقد فشلتا. وإذا كانت دول الحصار تأمل في إلحاق الضرر بسمعة قطر وتحسين صورتها في المقابل، فقد فشلت. وإذا كانت تأمل في تعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة على حساب قطر، فقد فشلت مرة أخرى.
وبدلًا من ذلك، سلطت حملة التشويه ضد قطر الضوء على التاريخ المخجل والممارسات السيئة للسعوديين والإماراتيين أنفسهم. وتبرر السعودية الحصار من خلال الادعاء بأنّ السلطات القطرية «تدعم المتطرفين والمنظمات الإرهابية». لكنّ هذا الاتهام لم يقدم سوى تذكير المراقبين بأنّ السعوديين فشلوا دائمًا في منع التطرف بين مواطنيهم.
وكان 15 من بين الخاطفين الـ 19 في هجمات 11 سبتمبر/أيلول من السعوديين. وقد حمل آلاف المواطنين السعوديين السلاح للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الراديكالية الأخرى. وتُستخدم الكتب المدرسية السعودية في مدارس تنظيم الدولة. ويمول المواطنون السعوديون العديد من المجموعات التي أدرجتها وزارة الخارجية الأمريكية كمنظماتٍ إرهابية.
واتخذت الإمارات موقفًا منافسًا مماثلًا. ففي حين تصور الإمارات نفسها كأفضل خليفة للولايات المتحدة في المنطقة، فإنّ سجلها ليس أفضل من السعودية. وشارك اثنان من المواطنين الإماراتيين في عمليات الاختطاف التي وقعت في 11 سبتمبر/أيلول، وكشف تقرير فريق العمل للجنة 11 سبتمبر/أيلول أنّ جزءًا كبيرًا من تمويل الهجمات قد تدفق من خلال الإمارات، التي كانت مركزًا عالميًا لغسل الأموال.
وجدير بالذكر أنّ الإمارات تملك سجلًا سيئًا للغاية فيما يتعلق بحرية التعبير والصحافة. وفي عام 2014، ألقت السلطات القبض على رجلٍ بتهمة التخطيط لهجومٍ إرهابي على مضمار سباق الفورمولا ون في أبوظبي. لكنّ الإمارات منعت وسائل الإعلام الدولية من الحديث عن المحاكمة. وقد وُجهت الانتقادات للحملة التي شنتها الإمارات مؤخرًا على حرية التعبير، خاصةً بعد أن قالت وزارة العدل الإماراتية، في يونيو/حزيران، أنّ دعم قطر على وسائل التواصل الاجتماعي قد يُعاقب عليه بالسجن والغرامة.
وفي الوقت نفسه، تُظهر رسائل بريد إلكتروني مسربة أنّ المسؤولين الإماراتيين يتآمرون منذ وقتٍ طويل مع مجموعة متنوعة من جماعات المصالح وجماعات الضغط من أجل حملة تشهير ضد قطر، وذلك قبل فرض الحصار بفترة طويلة. وقد أكد خبراء الاستخبارات الأمريكية وخدمات الأمن السيبراني أنّ الإمارات كانت مسؤولة عن قرصنة وكالة الأنباء القطرية (قنا)، وبث أخبارٍ مزيفة منسوبة لأمير قطر، «تميم بن حمد آل ثاني»، كانت الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة الخليجية برمتها.
ومن المؤكد أنّ هذا النوع من الدعاية لم يكن ما يأمل به السعوديون والإماراتيون عند تحريضهم لبدء هذه الأزمة. وكلما طال الحصار، ظهرت معلومات للعالم أكثر ضررًا حول السعودية والإمارات، وزادت صعوبة حل خلافاتهم مع قطر.
لقد حان الوقت للتخلي عن حملات العلاقات العامة والحصار والإنذارات وتكتيكات الضغط، والاجتماع بدلًا من ذلك على طاولة المفاوضات، حتى نتمكن من التوصل إلى حلٍ عادل لأزمة الخليج.