ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

مغردون: «بن زايد» حفيد «أتاتورك»

في 2017/08/16

الخليج الجديد-

 

على خطى «مصطفى كمال أتاتورك» يسير ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» في طريق العلمانية ومحاربة كل ما هو إسلامي، ففي الوقت الذي حارب فيه «أتاتورك» الإسلاميين حتى غير المهتمين بالسياسة منهم كالنورسيين أنصار «سعيد النورسي» ومنع الآذان وأغلق المدارس الدينية، أشهر «بن زايد» سيفه ضد الجماعات الإسلامية والسنية بشكل خاص، وعلى رأسهم «الإخوان المسلمون»، منفقا الكثير في سبيل انقلابات على الإسلاميين، متفوقا على «أتاتورك» بتصنيفه كل حركات الإسلام السياسي  وداعميها كـ«منظمات إرهابية».

تبنى «أتاتورك» العلمانية لأول مرة في التاريخ الإسلامي، كما تبنى نظام حكم فردي استبدادي لا مكان فيه للرأي المخالف، وأحاط نفسه بمجموعة من المؤسسات والأفراد الذين يتلخص دورهم في الثناء على جميع مبادراته، وإحاطته بهالة من التعظيم.

ففي 3 مارس/آذار عام 1924 كانت بدايته، عندما قام بإعلان إلغاء الخلافة وإعدام كل من يتآمر على عودتها، وإلغاء الآذان في المساجد.

ولم يقف عند هذا الحد بل قام بإلغاء التعليم الديني في المعاهد وسن قانون يمنع دراسة الفقه الإسلامي في الجامعات.

وأصدر «أتاتورك» قانونا عاما بمنع وجود المصاحف في الأماكن العامة والحكومية، كما أصدر قانونا أخر بإلغاء الحجاب ومنع أي امرأة من ارتدائه في الأماكن العامة والمدارس والجامعات.

ومنع «أتاتورك» الكتابة بالحروف العربية واستبدلها بالحروف اللاتينية، كما ترجم القرآن للتركية ووزع النسخ على المساجد بدلا من النسخ العربية.

أما الإمارات فبدأت في تنفيذ خطتها بدعم الأطراف العلمانية لاستئصال الإسلاميين في دول عدة، وبدا ذلك واضحا بشكل جلي عقب ثورات الربيع العربي، وخشية الدولة الخليجية من انتقال هذه الثورات إليها خاصة وهي تنظر للإسلاميين الذين علا نجمهم في هذا الوقت على أنهم تنظيم دولي يريد بسط نفوذه على العالم أجمع.

فبدأت الإمارات باستخدام قوتها المادية في إبعاد الإسلاميين وعلى رأسهم «الإخوان المسلمون» من الوصول للحكم في الدول العربية أجمع.

ففي مصر دعمت انقلابا عسكريا على حساب الرئيس «محمد مرسي» المنتخب ديمقراطيا، فيما دعمت في تونس المرشح العلماني (الرئيس الحالي) «الباجي قايد السبسي».

وفي اليمن، ما إن برز حزب «الإصلاح» بعد الثورة، حتى وجهت الإمارات قبلتها نحو «الحوثيين» الشيعة ضد أكبر الأحزاب السنية لإفساد ما جنته الثورة اليمنية والوقوف في طريق الحزب والعمل على عودة المخلوع «صالح» الموالي للإمارت.

وأعقاب الثورة الليبية، دعمت أبوظبي «خليفة حفتر» ضد الإسلاميين، وانتهكت حظر الأسلحة المفروض على ليبيا بتقديم مروحيات قتالية وطائرات حربية لقوات اللواء المتاقعد الموالي لها.

وفي سوريا، لا تعلن الإمارات دعمها للنظام صراحة، لكنها تنظر إلى استبداده وتوسعه في القتل والقمع كأحد أسباب ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» وهو ما يجعلها تقف ولكن بحذر، ضده، بما يتوافق مع سياستها الإقليمية المتمثلة بالعداء لأي تيار للإسلام السياسي.

وفي العراق، تدعم أبوظبي مشروع انفصال إقليم كردستان، نكاية في تركيا تحت غطاء زعزعة استقرار إيران.

ولم تكتف الإمارات بذلك فحسب، بل سعت أيضا إلى تصنيف العلماء والحركات الإسلامية البارزة كمنظمات إرهابية.

وعملت على دعم إعلامي قوى ضد الإسلاميين سواء من خلال الدراما أو المراكز البحثية أو حتى القنوات والمؤسسات الدينية.

ولعل ذلك ما دفع النائب الكويتي «مبارك الدويلة» للتساؤل عن سبب كره «بن زايد» للإسلام السني، ومحاربته بشدة في السنوات الأخيرة.

والأمر ذاته مع الأمير السعودي «عبدالعزيز بن فهد» والذى أعرب عن استغرابه من محاربة «بن زايد» للإسلام داعيا إياه للتوبة إلى الله والعودة للصواب.

ومؤخرا برز دور الإمارات ضد تركيا الحديثة بزعامة الرئيس «رجب طيب أردوغان»، خاصة بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة وذلك لدعم أنقرة للإسلاميين، وهو ما كشفته تسريبات سفير أبوظبي لدى واشنطن «يوسف العتيبة».

الأمر نفسه حدث مؤخرا مع قطر بعد أن فرضت الإمارات إلى جانب السعودية والبحرين ومصر حصارا ضد الدولة الخليجية الصغيرة بزعم دعمها للإرهاب، وذلك لمواقفها المؤيدة لثورات الربيع العربي.

لعل كل ما سبق دفع مغردين لتدشين وسم «#بن_زايد_حفيد_اتاتورك»، تناولوا فيه وجه التشابه بين الرجلين، فقال حساب peace  إن الصفة المشتركة بينهما هي «محاربة الدين وأهله»، وهو ما أيده فيه «عبدالرحمن الشمري»، لافتا إلى قرار صدر مؤخرا بـ«حظر جزئي للنقاب في إمارة أبوظبي في وزارة الصحة».

أما حساب «الإسكافي»، فأكد أن «الإمارات منذ وفاة الشيخ زايد بدأت بالحرب على الاسلام بتعيينها المستشار دحلان».

مغردون نشروا صورا لـ«عبدالله بن زايد» و«محمد بن زايد» أثناء زيارتهم لقبر «أتاتورك» ساخرين «الحين عرفت ليش يتعنون لزيارة الضريح اثاريهم يزورون جدهم».

«رجل في الظلام» شارك عبر الوسم أيضا بقوله «بالتأكيد سيكون بن زايد الابن البار للمجرم اتاتورك الذي قتل الابرياء بدعوى الديمقراطية».

وفي سياق تحركات أبوظبي المربية، جاءت زيارة زعيم التيار الصدري في العراق «مقتدى الصدر» للإمارات بعد أقل من أسبوعين على زيارة رسمية أجراها إلى السعودية، التقى خلالها ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، وذلك في تحول لافت للعلاقات بين أحد الأطراف الشيعية العراقية والدول الخليجية.