ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

«عبدالله آل ثاني» يعزز الشكوك حول تورطه في مخطط انقلابي

في 2017/08/21

الخليج الجديد-

عزز «عبدالله بن علي آل ثاني»، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، ما تم تداوله في وسائل الإعلام الأيام القليلة الماضية من شكوك حول تورطه في مخطط انقلابي في الدوحة يتم التحضير له في السعودية.

وأصدر «آل ثاني» بيانا نشره عبر حسابه على «تويتر»، هاجم فيه وزير الخارجية القطري الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، نافيا أن تكون وساطته لدى السلطات السعودية لأمور شخصية، قائلا: هذا الحديث «جانبه الصواب».

وأضاف: «مع احترامي للشيخ محمد بن عبدالرحمن، فلقد جانبه الصواب فأنا لم أعرض أي أمر شخصي على الملك وولي العهد.. هدفي كان تيسير أمور الحجاج القطريين، ثم تسهيل زيارات الشعب القطري لأقاربهم وأهاليهم في السعودية، وتيسير الأمور لأصحاب الأملاك القطريين لمتابعة شؤونهم».

وتابع: «وقد تفاعل ولي العهد مع وساطتي لأهل قطر، وأكرمني الملك ليس بقبول شفاعتي فقط بل أمر فورا بإنشاء غرفة عمليات خاصة تعمل على مدار الساعة لخدمة الشعب القطري ووضعها تحت إشرافي».

لافتا إلى أن «هذه الاستجابة الكريمة السريعة ليست بالغريبة على إخوان (نورة الأمجاد) الذين يجمعنا معهم النسب والمصير المشترك والتاريخ العريض، وتربطنا بهم صلات الأخوة منذ وقت الآباء والأجداد».

هذا البيان يقترب كثيرا من تأكيد الشكوك حول الرجل الذي يحاول أن يتخطى نهج الحكومة القطرية وتعاملها مع الأزمة الخليجية الحالية مع دول الحصار، خاصة ما يتصل بأزمة الحجاج القطريين، فتدخله بهذا الشكل فيها والاستجابة السريعة لملك السعودية وولي عهده وترويج الإعلام السعودي الفج لتلك الوساطة، يصب كله في محاولة تلميع بديل للقيادة القطرية.

وكان مصدر من عائلة «عبدالله بن علي آل ثاني» نفى أن يكون الأخير توسط لدى السلطات السعودية لحل أزمة الحجاج القطريين، كاشفا أن المملكة هي من حولت الأمر لوساطة للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه.

وعبر حسابه الرسمي على «تويتر»، قال الرئيس التنفيذي لـ«المؤسسة القطرية للإعلام»، «عبدالرحمن بن حمد آل ثاني»: «زيارة خالي الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى السعودية كانت فقط بهدف حل بعض الأمور المتعلقة بممتلكاته الشخصية في منطقة حائل»، شمالي المملكة.

ورغم هذا النفي، تبارى الإعلام السعودي في تعديد إنجازات «عبد الله آل ثاني» وتلميعه، فقالت صحيفة «سبق» الإلكترونية السعودية إن «الرجل هو أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر»، وجده هو ثالث حكام قطر الشيخ «عبدالله بن جاسم آل ثاني»، ووالده رابع حكام قطر الشيخ «علي بن عبدالله آل ثاني»، وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ «أحمد بن علي آل ثاني».

و لم تتوقف وسائل الإعلام في الدول التي تحاصر قطر عن الترويج للشيخ «عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني» المعروف بقربه من ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، وهو تلميع يدلل، بحسب مراقبين، على تمسك تلك الدول بسيناريو إجراء مخطط انقلابي في الدوحة.

وكانت فضائية «العربية» السعودية قد أعدت تقريرا عن الرجل وصفته فيه بأنه «سلسال أسرة باني قطر الحديثة»، وقالت إنه يحظى بقبول داخل الأسرة الحاكمة في قطر.

كما وصف موقع «صدى البلد» المصري المؤيد بقوة للنظام الحاكم، «آل ثاني» بأنه «الحاكم الشرعي لقطر».

وكان المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، تحدث في 24 يوليو/تموز الماضي، عن أن ولي العهد السعودي استضاف شخصية قطرية من أسرة «آل ثاني» ليكون له دور في مخطط الإطاحة بأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد»، دون الكشف عن هوية تلك الشخصية آنذاك.

وكان «الخليج الجديد» قد حصل على تفاصيل هجوم عسكري على قطر خططت له السعودية والإمارات، لكن إعلان تركيا نشر قوات لها في الدوحة عرقل تنفيذ المخطط؛ ما أثار غضبا سعوديا إماراتيا ضد تركيا

وكانت السلطات السعودية أعلنت الأسبوع الماضي أن ولي العهد «محمد بن سلمان» استقبل، في «قصر السلام» في مدينة جدة غربي السعودية، «عبدالله بن علي آل ثاني»، زاعمة أن الأخير توسط من أجل فتح منفذ «سلوى» الحدودي لدخول الحجاج القطريين إلى الأراضي السعودية.

وأبدت «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» القطرية ارتياحها لتلك الخطوة، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن الحج لا يمكن إخضاعه لوساطات سياسية، حسب بيان صدر عنها.

بينما أعرب إعلاميون وسياسيون قطريون، عبر حساباتهم على «تويتر»، عن رفضهم الذهاب للحج بطائرات على نفقة العاهل السعودي، أو الخروج من منفذ «سلوى»، مؤكدين أن الحج لا يقبل المنة أو المزايدة.

وكانت حكومة المملكة اشترطت على الحجاج القطريين دخول أراضيها لأداء الحج عن طريق مطارين فقط، وأنه يجب عليهم السفر عن طريق الدوحة فقط، شريطة عدم استخدام طيران «القطرية».

وانتقد «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، القيود السعودية على الحجاج القطريين، معتبرا أنها تحد من قدرتهم على أداء الفريضة، داعيا السعودية إلى عدم استخدام الحج، لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الحرية الدينية للشعب القطري.