بينة الملحم- الرياض السعودية-
شاهدنا أمس الأول الإثنين 21 أغسطس 2017 الدعوة للمسيرة الاحتجاجية التي نظّمها مجموعة من أبناء الشعب القطري بعد رفض السلطات في الدوحة منح التصاريح للطائرات السعودية بالهبوط ونقل الحجاج وتواترت الأخبار عن توافد بعض المحتجين أمام جامع محمد بن عبدالوهاب على منع الحج من قبل النظام القطري في ظل ذلك تداول المغردون القطريون في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) الهاشتاق (الوسم) #ارحل_ياتميم، والذي يطالبون فيه تميم الحاكم الصُّوري للنظام القطري وتنظيم الحمدين بالمغادرة وترك الحكم لمن هو الكفؤ وله الأهلية لقيادة وحكم قطر وإنقاذها من براثن ومآلات سياسة وإرهاب النظام القطري الحالي.
علّمنا التاريخ السياسي كما تدين تدان؛ فمن يشعل نيران الحروب ويقتل الأبرياء ويتسبّب في سفك الدماء ويشرِّد الشعوب، سيأتي اليوم الذي يعاني الأمرّين ويشرب من ذات الكأس الذي سقى به تلك الدول التي سعى في خرابها أو حاول هزّ استقرارها وتآمر ضدّ أمنها وأمانها.
يدرك العقلاء والشعب القطري الأصيل الذي ضاق ذرعاً وتنبّه إلى ضرورة إنقاذ دولته من تنظيم الحمدين، هذا النظام الإرهابي المتآمر على أهله وأشقائه وإخوانه في الدم والعروبة والإسلام أنّ إفشال مخطط قيادة هذا التنظيم وقرار الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع العلاقات مع قطر إنَّما هو لصالح الشعب القطري ومقدراته في المقام الأول، وإلا لن يكون حال قطر ودوّل الخليج التي تآمر ضدها تنظيم الحمدين بأحسن حالٍ من دول ثورات الربيع العربي المزعوم، والتي تسبّب فيها هذا التنظيم الإرهابي وكشف مخططه التآمري وكيف وُظِّفت قطر أداة للتغيير ضمن ذلك المخطط الكبير تحت شعارات ثورية زائفة والذي عرَّى نوايا النظام القطري وخبايا مشروعها الساعي إلى هدم الأنظمة العربية.
فقد أصدرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، مقالاً وضح سياسات قطر في المنطقة، حيث تخطت دور الممول للجماعات المتطرفة، وقامت بتسليحهم مباشرة.
وتحت عنوان "الاتهامات ضد قطر لا تحصى.. لكن عينة منها ترسم صورة كافية"، وضحت "فورين بوليسي" سياسات قطر في المنطقة التي وصفتها بالمدمرة والمساهمة في زعزعة الاستقرار، وبحسب التقرير فإن قطر حولت الربيع العربي إلى فرصة لنشر التطرف، بتمويلها لجهود الإخوان ورئاستهم في مصر، ثم بمحاولتها إلحاق الضرر بشرعية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فضلاً عن تخطيها دور المموّل في ليبيا وسورية إلى تسليح جماعات متطرفة وإرهابية في البلدين بشكل مباشر في تناقض مع السياسات الأميركية في كلتا الأزمتين.
النظام القطري الإرهابي الذي يعرف كما نعرف تماماً كيف بدأ الربيع العربي المزعوم من الدوحة، يدرك هذا النظام كذلك أن طاولة مخطط ذلك الربيع التآمري باتت أن تنقلب عليه وشيكة جداً.. والتاريخ الذي دوّن اسم الدوحة باللون الأسود ابتداءً للربيع العربي هو ذاته من سيدوّن نهايته على صفحات سجل تنظيم الحمدين الملطخ بدماء الشعوب والأبرياء والحالك السواد.