وكالات-
لا تزال القيادة الكويتية تنتظر رداً رسمياً من دول الحصار، حول مبادرتها لإنهاء الأزمة الخليجية، والحصار الذي فرضه محور الرياض - أبوظبي ضد قطر، بموجب الرسالة الموحدة التي سبق أن وجّهها أمير الكويت، الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، إلى الدول الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) بالإضافة إلى قطر وسلطنة عمان، في الأسبوع الأول من أغسطس/آب الحالي، عبر وزير الخارجية، «صباح الخالد الصباح».
وقد عرض أمير الكويت، في الرسالة، بحسب ما أكدته مصادر خليجية، عقد قمة لدول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر، في الكويت، وبإدارة وزير الخارجية الكويتية، وبضمانة شخصية منه، وبدعم أمريكي.
وحدها دولة قطر ردّت على رسالة أمير الكويت، عندما سلّم وزير خارجيتها، «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني»، ردّ أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» المكتوب، إلى أمير الكويت، في 16 من أغسطس/آب الحالي.
وأعرب وزير الخارجية القطري، في حينها، عن استعداد الدوحة للتعامل مع الوساطة الكويتية واحترامها لها، فيما لم تقم دول الحصار الأربع بالرد على رسائل أمير الكويت، واختارت السير في طريق التصعيد الإعلامي والسياسي في المنطقة، وهو ما يطرح علامات استفهام حول احترام البروتوكول الدبلوماسي، لناحية عدم الرد على رسالة مكتوبة من أمير الكويت، بغض النظر عن مضمون الرد.
وفي هذا الإطار، قال «حماد النومسي»، رئيس حزب المحافظين المدني الكويتي، لـ«العربي الجديد»، إنّه «منذ اليوم الأول للأزمة (5 من يونيو/حزيران الماضي) ودول الحصار ناقمة على الموقف الكويتي المحايد، والذي اكتسب ثقة إقليمية ودولية كبيرة، ولا عجب في أن تقوم هذه الدول بعدم الرد على رسالة الأمير، أو حتى عدم إعطاء موعد للرد عليها، لأنّها تشعر بالغضب من الموقف الكويتي».
وسبق لدول الحصار، أن قامت بعدد من المحاولات لإفشال الوساطة الكويتية، أبرزها قيام أطراف محسوبة عليها، بتسريب بنود اتفاق الرياض التكميلي الموقّع عام 2014، وهو ما تسبب في غضب المسؤولين في الخارجية الكويتية آنذاك، بسبب محاولات إحراج أمير الكويت ودفع وساطته نحو الفشل، فضلاً عن غضبهم المتكرر من هجمات إعلام دول الحصار، والمقربين من النظام السعودي ضدّ الكويت.
وقالت مصادر مقرّبة من الديوان الأميري، إنّ القيادة في الكويت تشعر بالغضب بسبب تصعيد الحرب الإعلامية يوماً بعد يوم، خصوصاً مع تعهّد الجميع للأمير في جولته الخليجية بالتهدئة، فضلاً عن أنّ نيران هذه الحرب بدأت تطاول الكويت، على خلفية موقفها المحايد.
وقال الأكاديمي والباحث السياسي «عبدالرحمن المطيري»، إنّه «لا شك أنّ الجميع يشعر بالغضب من سياسات دول الحصار تجاه الكويت، خصوصاً فيما يخص مسألة تجاهل رسالة الأمير المكتوبة إلى دول الحصار، والتي نقلها مسؤولو الخارجية الكويتية، لكن هذا ليس بالأمر الجديد».
وأضاف «المطيري» أن «محاولات انتقاص الوساطة الكويتية أمر مستمر منذ بداية الأزمة، وهذا ما تبيّن على لسان وزير شؤون خارجية الإمارات، أنور قرقاش، حينما وصف الوساطة الكويتية بأنّها سوق وبازار، وهو أمر مهين لها بلا شك».
وأعرب «المطيري» عن اعتقاده بأنّ «القيادة الكويتية شعرت بخيبة الأمل، خصوصاً بعد تدخّل دول الحصار في محاولة فرض أمير على دولة ونزع الشرعية عن أمير، وهو عمل خطير لم يسبق لأحد أن قام به بهذه الصورة، بعد تأسيس منظومة دول مجلس التعاون الخليجي في عام 1980، وإذا ما استمر فإنّ ناره ستطاول كل الدول بلا شك».
وسبق للأستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة الكويت، الدكتور «فيصل أبوصليب»، أن تحدّث عن الوساطة الكويتية وعدم رضا دول الحصار عنها، مشيراً إلى أنّ سياسة الرياض وأبوظبي حولها اتسمت بعدم الوضوح.
وفي ظل صمت وزراء خارجية دول الحصار، عن الحديث عن الوساطة الكويتية، في الأيام الأخيرة، محاولين تجاهلها واعتبارها غير موجودة، صرّح وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، «خالد العطية»، من موسكو، عقب لقائه وزير الدفاع الروسي، «سيرغي شويغو»، بأنّ حل الأزمة يجب أن يبدأ باعتذار دول الحصار الأربع، عن اختراق وكالة الأنباء القطرية «قنا»، وفبركة تصريحات لأمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، ورفع الحصار، ثم الدخول في حوار بالكويت، والتي أكّدت قطر مراراً أنّها الوسيط الوحيد لحل الأزمة.
ومن جانبه أكد نائب وزير الخارجية الكويتي «خالد الجارالله» في 31 من يوليو/تموز الماضي استمرار الكويت في وساطتها بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، لإيجاد حل للأزمة الخليجية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن الوزير قوله إن الجميع يعلق على هذه الوساطة آمالا كبيرة.
وثمنت الدول الأربع في اجتماعها الأحد بالمنامة الدور الذي يقوم به أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» لحل أزمة قطر في إطارها العربي.