ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

سياسة «المكايدة» السعودية تجاه قطر تفشل في تحقيق أهدافها

في 2017/08/25

أسوشيتد برس - ترجمة شادي خليفة -

أعادت قطر علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، متجاهلة مطالب الدول العربية المحاصرة لها حاليا، في نزاع إقليمي مع الدول الغنية بالطاقة، التي طالبتها بتخفيض علاقاتها مع طهران.

ولم تذكر قطر، في إعلانها عن قرارها، الأزمة الدبلوماسية التي تعصف بالدول العربية الخليجية منذ يونيو/حزيران الماضي، عندما أغلقت السعودية والإمارات والبحرين الطرق البرية والبحرية والجوية أمام قطر، بزعم اتهامات للدوحة تتعلق بسياساتها فى جميع أنحاء الشرق الأوسط.

إلا أن هذه الخطوة تأتي بعد أيام من بدء السعودية في الترويج لرجل من العائلة المالكة القطرية، من الفرع الذي أطيح به في انقلاب القصر عام 1972.

وقال «كريستيان كوتس أولريخسن»، زميل الأبحاث في معهد جيمس بيكر الثالث للسياسة العامة في جامعة رايس:«لقد أظهرت قطر أنها عازمة على الذهاب في اتجاه مختلف». وأضاف: «وقد تعتبر هذه الخطوة تعزيزا لفكرة أن قطر لن تنحني أمام هذا الضغط الإقليمي الذي فرض عليها».

وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أعلنت، في وقت مبكر الخميس، أنها ستعيد سفيرها إلى طهران. وكانت قطر قد سحبت سفيرها مطلع عام 2016، بعد هجوم على موقعين دبلوماسيين سعوديين في إيران ردا على إعدام السعودية لرجل دين شيعي بارز، في محاولة لإظهار التضامن مع المملكة.

وقال بيان لوزارة الخارجية «تعرب دولة قطر عن تطلعاتها إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع جمهورية إيران الإسلامية في كافة المجالات».

واعترفت وسائل الإعلام الإيرانية بهذا التطور دون تفاصيل.

وعلى الرغم من سحب السفير عام 2016، حافظت إيران وقطر على علاقاتهما التجارية القيمة. وتتشارك قطر وإيران في حقل ضخم للغاز الطبيعي البحري، يسمى حقل بارس الجنوبي من قبل طهران، وحقل الشمال من جانب الدوحة.

وقد ساعدت احتياطيات حقل الغاز الضخمة في حصول القطريين على أعلى دخل للفرد في العالم، كما قام بتمويل شبكة الجزيرة الفضائية في البلاد، وأمن استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.

ومنذ بدء النزاع الدبلوماسي مع الدول العربية في يونيو/حزيران، أرسلت إيران شحنات غذائية إلى قطر. وقامت إيران الشيعية أيضا بإدراج الأزمة في انتقاداتها المنتظمة للمملكة العربية السنية، في جزء من الحرب طويلة الأمد بين القوى في الشرق الأوسط.

ولم تخرج ردود فعل فورية من الدول العربية التي تقاطع قطر. وأعلنت دولة تشاد، الواقعة في وسط أفريقيا، الأربعاء، أنها ستغلق سفارتها في الدوحة، متهمة قطر بمحاولة زعزعة استقرارها بدورها في ليبيا المجاورة.

وكانت الأزمة الدبلوماسية قد بدأت في 5 يونيو/حزيران، عندما قطعت البحرين ومصر والسعودية والإمارات علاقاتها مع قطر، بسبب مزاعم بتمويل الدوحة للمتطرفين، وتمتعها بعلاقات ودية جدا مع إيران. وقد نفت قطر منذ فترة طويلة تمويل المتطرفين.

وقد أصدرت الدول المقاطعة فيما بعد قائمة بـ 13 مطلبا إلى قطر، بما في ذلك تخفيض الدوحة لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران. وتجاهلت قطر المطالب، وسمحت للموعد النهائي للالتزام بتلك المطالب بالمرور، الأمر الذي يخلق حالة من الجمود في تلك الأزمة. وقد فشلت محاولات الكويت والولايات المتحدة وغيرها في إحراز أي تقدم.

إلا أن السعودية قد أعلنت في الأيام الأخيرة أنها ستسمح للقطريين بالحج. وذكرت وسائل الإعلام السعودية أن ذلك جاء جزئيا بسبب شفاعة من قبل الشيخ «عبد الله آل ثاني»، عضو العائلة المالكة الذي اجتمع مع ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، ثم الملك «سلمان»، الذي يقضي عطلته في المغرب.

لكن الشيخ «عبد الله» ليس له دور في حكومة قطر، وكان آخر ما قام به شغله لمنصب رئيس اتحاد سباقات الفروسية والإبل منذ عقود. وكان جد الشيخ ووالده وشقيقه حكام قطر حتى تمت الإطاحة بفرعه من العائلة المالكة عام 1972، واقترح كاتب سعودي بارز أن يرأس «عبد الله» حكومة قطرية في المنفى.

وحذر «أولريخسن» من أن التحركات السعودية قد لا تبدو حتى الآن أكثر من مجرد مكايدة.

وأضاف: «نظرا لأن التصعيد الرسمي من حيث العقوبات قد يكون مطروحا على الطاولة الآن، نشهد هذا الضغط غير الرسمي على قطر لمحاولة تحريك الماء الراكد». وأضاف: «أعتقد أن الضغط غير الرسمي آخذ في التزايد بسبب عدم وجود تدابير بديلة رسمية قد يأملون من خلالها تغيير رأي قطر».