قينان الغامدي- الوطن السعودية-
مناصرو «تنظيم الحمدين» من الأشقاء القطريين في الإعلام المكتوب والمسموع والمشاهد هم قلة لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين، أما المأجورون تجار الشنطة من العرب في الدوحة وتركيا وأوروبا وفي كل أستوديو تصوير وتسجيل مدعوم من التنظيم، فهم كثر، وهم لا يتورعون عن الكذب والتناقض، فهم لا يخجلون، وهم لا يفكرون، وهم يتلقون ما يمليه عليهم تنظيم الحمدين، ويحفظونه، ثم يرددونه، في شاشات القنوات، أو يكتبونه في وسائل التواصل المختلفة!
هؤلاء المناصرون والمأجورون والتنظيم معهم، يئسوا من إيجاد حجة مقنعة يدافعون بها عن جرائم التنظيم المثبتة! - وهل من المعقول أن يدافع أحد عن جريمة وهو عاقل!-، وبعد يأسهم، وجدوا فرصة، للتنفيس عن غلهم في الحج، وفي الانتقاص من جهود السعودية، بل وفي شتم رموز المملكة وأولهم القيادة - الملك وولي العهد، وأمير مكة - وغيرهم من الأمراء والوزراء، والطريف أن كلام بعض هؤلاء ينقض كلام الآخر، بل إن بعض مسؤولي حكومة التنظيم يناقض كلامه بنفسه ما بين تصريح وآخر، وبعض هذه التصريحات المتناقضة لا يفصل بينها سوى ساعات قليلة!.
هذا الارتباك الواضح، والذي يصل حد السخرية والشفقة في آن واحد، مبرر، إذا توقفنا عند ثلاثة أحداث جسام حدثت خلال الأسابيع القريبة الماضية، ومازالت آثارها ممتدة إلى اليوم والغد، هذه الأحداث هي:
الأول: الظهور المفاجئ للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني في قصر السلام بجدة أثناء استقبال ولي العهد له يوم الخميس «25 ذو القعدة الماضي» ثم استقبال الملك له اليوم الثاني الجمعة في طنجة، وقبول وساطته بالسماح للراغبين في الحج من قطر، حيث فتحت المملكة منفذ سلوى، ورحبت بالحجاج من الأشقاء القطريين بدون تصريح!
الحدث الثاني: استجابة الأشقاء القطريين لاستضافة الملك سلمان لراغبي الحج منهم، فتدافعوا على منفذ سلوى، وبلغ عددهم هذا العام 1564 حاجا بزيادة ثلاثين بالمئة عن عددهم في العام الماضي، أي بزيادة 354 حاجا، وكلهم كان حجهم مجانا على نفقة الملك، هذه الاستجابة للاستضافة، جعلت تنظيم الحمدين يدلي بتصريحات متناقضة مضحكة، فمرة قالوا: إن السعودية منعت حجاج قطر!، وإن عدد حجاج قطر هذا العام صفر!، ثم عادوا وقالوا: سلامة الحجاج القطريين مسؤولية السعودية!، وبعد ساعات ظهر مأجورو التنظيم ليقولوا: لم يحج من قطر أحد، وإن الذين خرجوا من منفذ سلوى ذهبوا لتفقد حلالهم وصلة أقاربهم، والسعودية أجبرتهم على الحج!، بل وتجاوزوا إلى القول إن السعودية أخذت عليهم تعهدات ليكونوا أدوات لها بعد عودتهم من الحج، يقومون بزعزعة الأمن في قطر!، وإن السعودية تفعل ذلك التعهد مع حجاج دول كثيرة حتى يكونوا أدوات لها وجواسيس في بلدانهم!، وهذه التهم كلها غير مستغربة من تنظيم الحمدين!، فهو ينظر إلى الآخرين بعين طبعه! وطبعه استخدام المال لإغراء الخونة في بلدان كثيرة للقيام بزعزعة الأمن والاستقرار في بلدانهم! المهم أن حدث الحج هذا أربك التنظيم وحيره وجعله يتخبط في تصريحاته وقراراته!
الحدث الثالث: دعوة المعارضين والإصلاحيين القطريين إلى مؤتمر حول الأزمة وسياسة تنظيم الحمدين، وقد استجاب لحضور المؤتمر عدد من صانعي القرار في دول الغرب، ومن المفكرين والمثقفين والصحفيين من الغربيين والعرب، وسيعقد المؤتمر في 14 سبتمبر الحالي في لندن، هذا المؤتمر بهذا الزخم هو الأول من نوعه، ويأتي بعد فشل حكومة التنظيم في حملات العلاقات العامة التي نظمتها بمليارات اليورو في أميركا وأوروبا!
هذه الأحداث الثلاثة جعلت أعضاء وأتباع تنظيم الحمدين، ومناصريه كما قلت قلة قليلة جدا من الأشقاء القطريين، أقول هذه الأحداث - التي تدخل كلها تحت عنوان واحد هو: المفاجآت غير المتوقعة للتنظيم - وهي مفاجآت جعلتهم جميعا يتحسسون رقابهم، إذ أصبحوا يشعرون أن لحظة حسم وجودهم قد حانت، بصفتهم تنظيما مجرما لا مناص من التخلص منه قريبا، وأعتقد، ومن خلال قراءتي للأحداث أن هذا الحسم والتخلص من التنظيم قريب جدا!