الجزيرة السعودية-
لطالما كانت جُعبة السلطة القطرية «حُبلى» بالخزي و«العار».. مليئة بالادعاءات والأكاذيب.. تفوح من «سراديب» دوائرها المتعددة لصنع القرار رائحة «الجيف» المُنتنة.. بأفعال الدوحة مع أشقائها.
دولة شريفة!!
بالأمس ألجم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر والمندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية أحمد قطان، ألجم وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي، إثر استفزاز الأخير لدول «الرباعية العربية» الداعية لمكافحة الإرهاب.
إذ جاء رد قطان على تبرير المريخي لعلاقات بلاده بإيران وأقسم بأنها دولة شريفة، في افتتاح أعمال الدورة الـ 148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية المنعقدة في القاهرة.
أكاذيب وادعاءات
وقد جاءت أحداث الجلسة متسلسلة حين قال المريخي في مداخلته - مُدعياً - إن الموضوع اختلف وتغير، «صار» المحور الآن تغيير النظام، حتى الحج تم تسييسه!!.
ومضى المريخي في سرد - أكاذيبه - بالقول: «جابوا» واحد من الأسرة على أساس أنه سيكون هو الحاكم القادم.. أين ميثاق الجامعة العربية.. أين ميثاق مجلس التعاون.. نتعامل مع من؟.
وتابع المريخي قائلاً: تتهمنا بالعلاقات مع إيران، أقسم بالله إيران أثبتت أنها حقيقة دولة شريفة.. إيران لم تُجبرنا على افتتاح أو إغلاق سفارة لنا هناك.. نحن تعاطفنا مع السعودية مساندة لها وسحبنا سفيرنا تضامناً مع السعودية.. ورجعنا إلى إيران مما شفناه منكم أنتم كدول.. هل تظنون أن ذلك سيضرنا بشيء!! الضرر يقع على العوائل الخليجية، وعلى الخليج كله، أنتم حتى الحيوانات ما تسلم منكم، أخرجتوها بطريقة همجية!! - على حد قوله -.
قطان
في غضون ذلك استهل السفير قطان رده على الوزير القطري: يقول مندوب قطر إن إيران دولة شريفة!.. والله هذه «أضحوكة»!.. إيران التي تتآمر على دول الخليج العربي، إيران التي لها شبكات جاسوسية في الكويت والبحرين وفي عدد كبير من الدول.. أصبحت دولة شريفة.. إيران التي تحرق سفارة السعودية.. وتحرق عدداً كبيراً من السفارات.. دولة شريفة، هذا هو المنهج القطري التي دأبت عليه.
الآن تقول قطر إنها تتعاطف مع إيران من أجل المملكة، نحن لا نريد أحداً أن يتعاطف معنا.. من أجل أي شيء، نحن قادرون - بحول الله وقوته - أن نتصدى لكل من يحاول أن يتعرض للمملكة العربية السعودية، فهنيئاً لكم إيران وإن شاء الله عما قريب سوف تندمون على ذلك».
وفي شأن أكاذيب المريخي حول أن المملكة تسعى للإطاحة بأمير قطر، قال قطان: «هذا شيء عيب أن يقال مثل هذا الأمر، والسعودية لن تلجأ لهذا الأسلوب الرخيص، ونحن لا نريد تغيير نظام الحكم ولكن عليكم أن تعوا أيضاً أن المملكة قادرة على أن تفعل أي شيء تريده إن شاء الله.
خرق البروتوكولات الرسمية
لتجيء بعد ذلك عدة تعليقات «متداخلة» بين السفير قطان والوزير المريخي - الذي خرج عن «البروتوكولات» الرسمية - فقال: الأخ أحمد قطان نبرته فيها تهديد.. وأنا أعتقد أنه ليس «قد» هذه المسؤولية ويقدر يقولها، فيقاطعه قطان بالقول «لا أنا قدها وقدود» إنا شاء الله، فيرد المريخي: لا لا مانت «بقدها»، ويعاود قطان: «لا لا قدها»، فيقول المريخي: «لما أنا أتكلم أنت تسكت»، فيرد قطان: لا أنت اللي تسكت.
«مهاترات» غير مقبولة
من جهته رفض وزير الخارجية المصري سامح شكري تعليقات مندوب قطر في الجامعة العربية، وقال إن ما ذكره مندوب قطر «مهاترات» غير مقبولة، وإن الدوحة مستمرة في دعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في دول المنطقة.
وقال شكري: نحن نعلم جميعا التاريخ القطري في دعم الإرهاب وما تم توفيره من أسلحة وأموال لعناصر متطرفة في ليبيا وسوريا واليمن وداخل مصر أدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر.
وأكد أن هذه الحقوق لن تضيع، وأن بلاده مستمرة في الحفاظ على مصالحها والدفاع عن مواطنيها، واتخاذ كل الإجراءات التي تكفلها القوانين الدولية والسيادة التي نتمتع بها.
ومضى شكري في القول: نحن شعوب لنا رصيد من التاريخ يمتد إلى 7 آلاف سنة، وعندما نتكلم نتكلم عن حقائق، وعندما نتصرف نتصرف بمسؤولية، مؤكدا أن كلام مندوب قطر خارج وغير مقبول.
قرقاش
على صعيد ذي صلة، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن «الكرة» في ملعب قطر للتعامل مع مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مؤكداً على تقدير الدول الأربع للوساطة الكويتية والدور الذي يلعبه أمير الكويت.
وأضاف قرقاش أن الدول الأربع قدمت أدلة واضحة على دعم قطر للإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولن يجدي إنكار قطر أو تهربها من تحمل المسؤولية.
السبهان
من جانبه علَّق وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان على حديث المريخي عبر تغريدة على حسابه في «تويتر» بالقول: عن أي شرف يتحدثون؟.. القتل والإرهاب والطائفية وتدمير الأمم أصبح في قاموسهم شرفاً ونصراً!!.. هنيئاً لكم هذا الشرف الذي نتبرأ منه، الحمد لله على نعمة العقل، وتابع: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.. ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
المعارضة
وفي شأن متصل تنظم المعارضة القطرية يوم غد الخميس مؤتمر «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي»، تركز فيه على قضايا الدعم القطري للجماعات الإرهابية في المنطقة والاختراقات لحقوق الإنسان، ودور وسائل الإعلام القطرية وعلى رأسها قناة الجزيرة في الترويج للأجندة القطرية.
وأوضح المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل أن المؤتمر المنعقد في جنوب لندن، يضم العديد من صانعي القرار من الساسة العالميين والأكاديميين، وعدداً من المواطنين القطريين، مشيراً إلى أنه يهدف إلى إبراز حقائق الأمور التي تشهدها قطر، إذ يستعرض خمسة محاور رئيسية: دعم قطر للإسلام السياسي والإرهاب، ومخالفة السياسة القطرية لثوابت السياسة الخليجية في محاربة جماعات الإسلام السياسي والإرهاب بشكل عام، والعلاقة بين قطر وإيران التي تعد مصدراً رئيساً لعدم الاستقرار الإقليمي، وأبعاد العلاقة وتأثيرها في تأجيج حالة عدم الاستقرار الإقليمي.