مشاري الذايدي- الشرق الاوسط السعودية-
في الوقت الذي تحدث فيه مندوب قطر الوزير سلطان المريخي، بصلف عجيب، في اجتماع الجامعة العربية، عن شرف إيران، تتوالى جهود الكونغرس الأميركي لمزيد من العقوبات على إيران بسبب دعمها الإرهاب.
في الوقت الذي كان فيه سلطان المريخي يدافع عن شرف إيران السياسي، كان حسن نصر الله يعلن بفخر الانتصار ومعه مرشده الخميني وصديقه بشار على مَن؟ على الشعب السوري ومعه كل العرب وفي مقدمهم السعودية ودول الخليج... أو جلّ الخليج لا كله!
في الوقت الذي تحدث فيه مندوب قطر بـ«سعة وجه» عن عظمة قطر، وأنه لن يضيرها أحد، وأن السعودية «مو قدّ قطر» يعني ليست ندّا لها، كما في حديثه المباشر للسفير والمندوب السعودي أحمد قطان، كان المخلب الخميني الإيراني في اليمن، الجماعة الحوثية، يستكملون انقلابهم ويعزلون أنصار صالح، حلفاء الأمس، ويعدّون المزيد من الصواريخ لضرب المدن السعودية. في هذا الوقت الذي زار فيه أمير قطر الشيخ تميم، ووزير دفاعه خالد العطية، قاعدة الأميركان العسكرية بقطر، متحدثاً عن: تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب! كان منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، ناثان سيلز، يقول في جلسة استماع للكونغرس الأميركي، إن «إيران ما تزال الداعم الأكبر للإرهاب في العالم عبر فيلق القدس و(حزب الله) اللبناني». وهناك 13 مشروع قانون ولائحة أمام الكونغرس الأميركي ضد إيران بسبب دعمها المتزايد للإرهاب.
إيران، يصفها الوزير القطري سلطان المريخي بالشريفة، غاضباً من إجبار الدول الخليجية لقطر على سحب سفيرها من طهران بعد اقتحام وإحراق عناصر إيرانية إرهابية السفارة السعودية في طهران في يناير (كانون الثاني) 2016، إثر إعدام مجموعة إرهابيين، سنة وشيعة، ضمنهم نمر النمر قائد عصابات العوامية.
هذا المشهد يلخص الداء القطري العضال، وهو «الاستهبال» والعناد والتذاكي، والصراخ الإعلامي والثقة غير المنطقية ومصادمة الحقائق الساطعة.
صدق السفير السعودي أحمد قطان حين وصف كلام المندوب القطري عن إيران «الشريفة» بأنه «أضحوكة». وأزيد أنه ضحك كالبكاء.
العناد يورث الكفر كما قيل من قبل، وتباهي وصلف الخطاب القطري، غير المسوّغ، الذي مثّله شخص مندوبهم سلطان المريخي، هو المشكلة القطرية الحقيقية.
فعلا، كما تساءل الوزير السعودي ثامر السبهان معلقاً على هذا الانهيار السياسي الأخلاقي القطري، كما في مشهد الجامعة العربية الأخير: «عن أي شرف يتحدثون؟».
مشهد قطري لا يسرّ الناظرين، غير أنه لا بد للقيد أن ينكسر وللحق أن ينتصر بنهاية اليوم.