ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

لماذا تقوم قطر ببناء قوة جوية ضخمة؟

في 2017/10/03

زكاري كيك - ناشيونال إنترست- ترجمة أسامة محمد -

جاءت آخر التطورات في سبتمبر/أيلول، عندما وقع وزير الدفاع البريطاني «مايكل فالون» ووزير الدفاع القطري «خالد بن محمد العطية» رسالة نوايا لشراء 24 طائرة «يوروفايتر تايفون» من لندن. وجاء ذلك بعد أن أعلنت قطر عن صفقة لشراء 36 طائرة بوينغ F-15 المتطورة من الولايات المتحدة مقابل 12 مليار دولار. وفي عام 2015 وقعت قطر صفقة بقيمة 7.5 مليار دولار مع فرنسا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز «داسو رافال» وصواريخ «MBDA»، فضلا عن تدريب الطيارين والدعم.

وما يجعل هذه الصفقات صادمة بشكل خاص هو مقدار الزيادة التي تمثلها على القوات الجوية القطرية حاليا. وعلى الرغم من استضافة قاعدة جوية أمريكية كبيرة، فقد اعتمدت قطر على نفسها في المقام الأول على 12 مقاتلة من طراز «داسو ميراج 2000-5». وهكذا، فإن 84 مقاتلة مختلفة هي بمعدل زيادة 7 أضعاف. هذا النمو في القدرات الجوية لم يسبق له مثيل في الآونة الأخيرة، ومن المرجح أن يعود المؤرخون إلى وقت اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث تم رؤية هذا النمو السريع لأسطول جوي من قبل. وأيضا فإن الجوانب الكمية ليست الجوانب الوحيدة التي تفسر الأمر. وكما قال موقع «أي إتش إس جينز»: «إن قرار قطر استبدال مقاتلها الحالي بثلاثة أنواع مختلفة هو أمر غريب».

وفيما يتعلق بقدرات الطائرات، ذكر الموقع الشهير: «يتفوق نظام طائرات F15 البديل في الدوحة على النماذج السابقة حيث أنه يضم اثنين من محطات الأسلحة تحت الحمراء الإضافية (بزيادة العدد من 9 إلى 11) مع مساحة كبيرة لقمرة القيادة، وأنظمة ردار وحماية ونظام إلكتروني للحرب الإلكترونية إضافة لمجموعة من التحسينات الأخرى».

ويمكن للطائرة أن تحمل 16 صاروخ جو-جو متوسط المدى من طراز «إيم-»120؛ و4 صواريخ قصيرة المدى «إيم-9 إكس سيدويندر»؛ و صاروخين عاليي السرعة مضادين للإشعاع.

و«يوروفايتر تايفون» هي طائرة ذات محركين تنتجها مجموعة من الشركات الأوروبية، بما في ذلك ليوناردو في إيطاليا، وإيرباص في فرنسا و بي إي سيستمز في المملكة المتحدة. وكما أوضح «روبرت فارلي» أن هذا هو ما يعتبره الكثيرون الجيل المطور من الجيل الرابع للمقاتلات، ويتمتع بقدرات تفوق منصات الجيل الرابع.

ولدى «تايفون» سرعة قصوى مع نظام «ماخ 2» وهي مزودة بأحدث مجموعة رادار ميكانيكية مجهزة ليتم نشرها في مقاتلة متقدمة، على الرغم من أن المصفوفات الممسوحة ضوئيا وإلكترونيا قد تحل محل هذه الرادارات في النماذج القديمة.

كما أن لديها قدرة عالية على المناورة مما يجعلها مقاتلة ممتازة وهي تحمل صواريخ إيم-120. ومن المتوقع أن تكون الطائرات القطرية مزودة بصواريخ «مارتي إير» المضادة للسفن.

رافال هي مقاتلة آخرى متعددة الأدوار وتعود أصولها إلى الثمانينيات عندما استخدمتها فرنسا لتحل محل عدد من الطائرات المختلفة. وهي أصغر من تايفون ولكن أيضا تتميز بميزات الجيل الرابع المطور. ولم تتمتع رافال بمبيعات دولية قوية مثل تايفون. وفي حين أن طائرة «يوروفايتر» استخدمت من قبل ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والنمسا والسعودية وعمان والكويت، كانت فرنسا المشغل الوحيد لرافال . وقد بدأ هذا التغيير في الآونة الأخيرة أولا مع بيعها قطر وما تلاها من اتفاقات مع مصر والهند.

ومن غير الواضح ما هي المهام العسكرية التي تتطلع إليها قطر لهذا التدفق الهائل لقوة النيران. وقد أبدت الدوحة استعدادا أكبر في السنوات الأخيرة للمشاركة بطريقة ما في الائتلافات العسكرية الإقليمية مثل الائتلاف ضد تنظيم الدولة. ولكن هذا وحده ربما لا يمكن أن يكون السبب وراء شراء الكثير من أنواع مختلفة من الطائرات التي سيكون من الصعب للغاية دمجها نظرا لصغر حجم سلاحها الجوي. في الواقع، هناك تكهنات قوية بأن قطر قد تضطر إلى استخدام أفراد أجانب للتعامل مع الطائرات الجديدة.

وكما رجح «توني أوسبورن»، فإن السبب المنطقي هو على الأرجح مدفوع باعتبارات سياسية استراتيجية. وتتعرض قطر حاليا لعزلة متزايدة في المنطقة بسبب قيام التحالف الذي تقوده السعودية بقطع العلاقات مع الدوحة بسبب علاقاتها الودية مع إيران وجماعات مثل حماس والإخوان المسلمين.

إن توقيع عقود دفاعية ضخمة مع الدول الغربية سيجعل من الصعب على تلك الدول أن تنضم إلى الحملة السعودية ضد قطر. وعلى الرغم من الثمن الكبير، فإن هذه النتيجة ربما تستحق ذلك بالنسبة لبلد يفتخر بأكبر نصيب للفرد من الدخل في العالم.