خالد السويدي- الامارات اليوم-
لم أكن أتمنى أن أشاهد منظر رجل الأعمال القطري، الذي خنقته العبرة في لقاء اقتصادي على قناة الجزيرة، كان مشهداً مؤلماً، بغض النظر عن تأييدي للمقاطعة، التي تسببت فيها قطر فألحقت الضرر بمواطنيها، بفعل سياستها المارقة في المنطقة.
المشكلة القطرية قائمة على المكابرة والعناد، والحديث عن السيادة التي لم تتبقَّ فيها أي سيادة مجرد نفخ في بالون ممزق، الإخوة في قطر أخذتهم العزة بالإثم، يعتقدون أنهم قادرون على مناطحة الكبار، مستغلين الطرق الملتوية والأساليب القذرة، وقناة الجزيرة التي تحولت إلى قناة كذب وتدليس وخداع، بل أصبحت الدناءة مكشوفة، سخرت فيها المأجورين في كل مكان، ليجعلوا من قطر شريفة مكة، التي يُضرب بها الوصف في الشرف والصدق والأمانة.
عندما أستعرض سياسة قطر التخريبية في المنطقة، يتبادر إلى ذهني قول الشاعر: «واعجب لعصفور يزاحم باشقاً ... إلا لطيشته وخفة عقله»، حقيقةً لا أعرف متى سيعي الإخوة في قطر أن المال وحده لن ينفع، وتلك التحالفات المبنية على المصلحة لن تصمد طويلاً، من يقف معك لأجل المال سيبيعك لمن يدفع أكثر، حينها ستدرك أنه لن يحك ظهرك إلا ظفرك، ولن يبادر إلى نصرتك إلا الجيران الذين سعيت دائماً للإساءة إليهم، والتحريض عليهم وفعل كل ما يمكن لإلحاق الأذى بهم.
لا أعتقد أن قطر تخلو من العقلاء، إنما المشكلة في صوت الغباء الذي يفرض القرار على العقلاء، فيدفع ثمنه الصغار والكبار، قبل أيام شاهدنا رجل أعمال معروفاً تخنقه العبرة على الهواء مباشرة، وبالتأكيد هناك غيره يعاني، ولكن لا نعلم عنه شيئاً.
سبق أن أشرت، وأعود للإشارة مجدداً، إلى أنه لا يوجد مواطن خليجي شريف، يود أن تبقى الحال على ما هي عليه الآن، ما يضر قطر يضرنا، وما يضرنا سيضر قطر عاجلاً أم آجلاً، إطالة الأزمة ليست في صالح قطر، والاستمرار فيها مغامرة غير محسوبة المخاطر.
عندما تتوقف الشقيقة قطر عن مغامراتها الشيطانية، سيلتف الجميع معها، وستزول تلك الخلافات بمضي الوقت، نعم قد تكون الأزمة مؤلمة تصدعت فيها الجدران واهتزت فيها الثقة، إنما عندما تكون الرغبة صادقة في حل الأزمة لن يقف شيء أمام رأب هذا الصدع، ليكون في المستقبل سداً منيعاً ضد أي خلاف.