ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

قرقاش: البيان الأميركي القطري حول الإرهاب يثبت أن مخاوفنا مبنية على أدلة

في 2017/11/01

وكالات-

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن البيان الأميركي القطري حول الإرهاب «دليل أن مخاوفنا بشأن دعم الدوحة للتطرف والإرهاب مؤسسة على أدلة». في وقت أكد فيه موقع «موندياليزاسيون» البحثي الكندي، بعد تحليل حوار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، أن «المجرم اعترف بجرائمه».

وقال قرقاش، في تغريدة على حسابه على «تويتر»، أمس، «البيان الأميركي القطري حول الإرهاب دليل أن مخاوفنا بشأن دعم الدوحة للتطرف والإرهاب مؤسسة على أدلة، آن الأوان لتخرج الدوحة من مرحلة الإنكار».

وكان قرقاش أكد أن التصريحات الجديدة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لا تحمل جديداً، مؤكداً أنها تعكس فقط حالة المظلومية والإنكار.

وقال في تغريدة على «تويتر»، أول من أمس، تعقيباً على التصريحات التي أدلى بها تميم، خلال حوار مع برنامج «60 دقيقة» الذي تبثه قناة «سي بي إس» الأميركية «لا جديد في برنامج 60 دقيقة، حالة المظلومية والإنكار مستمرة، خطاب موجه إلى الغرب، بقاعدته وكنيسته، مقابلة منسية لن تُقدم ولن تساهم في حلّ».

وكان قرقاش أكد أن انحسار الاهتمام الدولي بأزمة قطر يقلق الدوحة، مشدداً على أن السيادة التي أسست عليها قطر مظلوميتها «سفينة مثقوبة غارقة».

وكتب في تغريدات على «تويتر»: «الاستنتاج الخاطئ للشقيق المرتبك أن حلّ أزمته المزيد من الإعلام، 120 دقيقة مع الماضي المسؤول عن الغدر، 60 دقيقة قادمة من المظلومية والإنكار».

وقال «التوجه للإعلام الغربي والهجوم على السعودية والإمارات في هذه المرحلة توجه يائس، ليقبل عزلته عن محيطه دون تباكٍ أو يبدأ ما يجب عليه عمله».

وأضاف: «انحسار الاهتمام الدولي بأزمة الشقيق المرتبك يقلقه، السيادة التي أسس عليها مظلوميته سفينة مثقوبة غارقة، آن الأوان لمراجعة حقيقية تنقذه».

وقال: «الإشكالية الحقيقية في طبيعة النصح والناصح، فهو ضائع بين المكابر والمدافع عن سجل الغدر والتطرف، والغريب الذي يخوض معاركه على حساب المرتبك».

من ناحية أخرى، كشف موقع «موندياليزاسيون» البحثي الكندي عن دور قطر في تخريب الدول العربية، والعلاقات المشبوهة التي تربط الدوحة بإسرائيل وجماعة الإخوان الإرهابية وإيران، مستنداً إلى تصريحات متناقضة لرئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، والتي عكف المركز على تحليلها.

وتحت عنوان «قطر حان وقت الاعتراف»، أشار المركز البحثي الكندي إلى تصريحات حمد بن جاسم، عام 2016 خلال مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، قائلاً: «أريد أن أقول شيئاً للمرة الأولى، عندما قررنا التدخل في سورية عام 2012، كان لدينا (القادة القطريين) الضوء الأخضر لإجراء عمليات استخباراتية في سورية، لأن السعودية رفضت التدخل في ذلك الوقت». وتابع بن جاسم: «وجدنا أنفسنا في سباق محموم إذا لم نتحرك بسرعة».

وفي ليبيا، أوضحت الورقة البحثية أن بن جاسم لخص، دون خجل، ما فعلته الدوحة بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بتدمير ليبيا، في جملة إنشائية قائلاً: «كان هناك العديد من الطهاة، لذا دمر الطبق»، مشيراً إلى الأطراف المستفيدة من سقوط النظام الليبي السابق.

وأشار المركز البحثي إلى أن بن جاسم لم يقل خلال حديثه إن الضوء الأخضر هو الإذن الأميركي - الصهيوني، والذي تحول إلى ضوء أحمر، بسبب الجرائم التي ارتكبتها قطر في سورية، وبالتعاون والتنسيق مع تركيا، وحركة «حماس»، وتنظيمي «القاعدة» و«الإخوان» الإرهابيين، في الوقت الذي فشلوا فيه في تدمير تنظيم «داعش» الإرهابي، ولا حتى النظام السوري، في غضون أشهر قليلة، كما زعموا.

ولفت المركز إلى التناقض بين تصريحات بن جاسم السابقة وبين تصريحاته خلال مقابلة مع قناة «مسرة» القطرية، التابعة للتلفزيون الرسمي القطري، والتي خصصت، في 25 أكتوبر 2017، أكثر من 110 دقائق لإجراء حديث طويل حول أزمة قطر الحالية، وعن العلاقات مع إيران وإسرائيل، والإخوان، وعن دعم قطر لما تصفه بـ«الثورات العربية».

وبحسب المركز، اعترف بن جاسم خلال الحوار بعلاقات الدوحة الجيدة مع إيران، مشيراً إلى قوله «عندما تعرضت السفارة السعودية في إيران للاعتداء، سحبنا سفيرنا، على الرغم من أن لدينا علاقات ممتازة مع هذا البلد، كما أننا نحترم الذكاء الدبلوماسي الإيراني، وهم شركاؤنا في حقل غاز ضخم نستغله معاً».

ولفت المركز إلى اعتراف المسؤول القطري بدعم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، قائلاً: «لم ندعم الإخوان المسلمين فحسب، بل أقمنا علاقات مع النظام المصري في عهد الإخوان بمجرد وصول محمد مرسي إلى السلطة».

وفي ما يتعلق بتسجيلات محادثات الدوحة مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وسعيه إلى تغيير النظام في السعودية، اضطر بن جاسم للاعتراف بأن هذه التسجيلات حقيقية، مشيراً إلى أن «القذافي سلم بلاده في إحدى المناسبات أشرطة ضد السعودية وطلب بثها عبر قناة الجزيرة، إلا أن الدوحة ماطلت في ذلك، وقال إن القذافي حاول ابتزاز قطر»، ما دفعهم إلى التخلص منه.

كما لفت المركز إلى اعتراف بن جاسم بعلاقات الدوحة مع إسرائيل، قائلاً: «إن الدخل القومي لإسرائيل يفوق أي دولة عربية أخرى على الرغم من أنها لا تملك النفط، وعدد سكانها لا يتخطى أربعة ملايين نسمة، معظمهم يحملون جنسية مزدوجة، ما يعني أنهم يمكنهم الهجرة إلا أنهم ظلوا في هذا البلد الصغير لأن لديهم أهدافاً يسعون لتحقيقها، وعمل صداقات والتطبيع مع البلدان الأخرى وهذه الخاصية نوفرها لهم».

وتابع بن جاسم: «أعرف الإسرائيليين جيداً وأعمل معهم، ووجهت لي إهانات عدة من قبل لهذا السبب، ولكن هدفنا هو السلام».

وحول قناة الجزيرة، اعترف حمد بن جاسم بعدم اهتمام القناة بعرض الأحداث التي تقع في الدوحة، بقدر تركيزها على الأزمات الداخلية في الوطن العربي بذريعة حرية الإعلام والتعبير، معترفاً بأن «موقف الجزيرة في دول (الربيع العربي) والسياسة التحريرية لها جاء بتعليمات من (أمير قطر السابق) حمد بن خليفة، وأن قناة الجزيرة لم تقدم خبراً واحداً عن قطر، بل اهتمت بالدول العربية الأخرى، وهو ما كان مصدر إزعاج بالنسبة لهم».

وأكد المركز أن حديث بن جاسم على الرغم من أنه لم يأتِ بجديد، لأن الجميع يعرف الأذرع القطرية في دعم الإرهاب، «إلا أنه من الجيد أن يعترف المجرم بارتكاب الجريمة صراحةً»، مشيراً إلى تصريحاته المثيرة حول الدور القطري في الأحداث التي تعصف بالعالم العربي، لاسيما الحرب على سورية، والذي اعترف بأن بلاده قدمت الدعم للجماعات الإرهابية في سورية من بينها «جبهة النصرة»، بالتنسيق مع تركيا وأميركا.

وأقر رئيس الوزراء القطري السابق بأن «الدعم العسكري الذي قدمته بلاده للجماعات المسلحة في سورية، كان يذهب إلى تركيا بالتنسيق مع واشنطن»، معترفاً بوصول مساعدات إلى جبهة النصرة، مشيراً إلى أنه «حين قيل إن النصرة غير مقبولة توقف هذا الدعم، وكان التركيز على تحرير سورية».