وكالات-
جدد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني استعداد بلاده للحوار من أجل حل الأزمة الخليجية، معتبرا أن الأزمة مفتعلة وغير قائمة على أي أساس، وأن منطقة الشرق الأوسط مليئة بالأزمات وليست بحاجة لأزمة إضافية مفتعلة.
وأعرب في كلمة له الجمعة أمام مؤتمر السياسة الدولية المنعقد في المغرب عن أمله في أن يسود منطق الحكمة وتتراجع «دول الحصار» عن موقفها الرافض للتواصل، وأن تنخرط في الحوار لحل الأزمة، وأن تحل مشاكل أزمات الشرق الأوسط عن طريق الحوار، مشددا على أهمية الاستفادة من دروس التاريخ، بحسب ما نقلته قناة «الجزيرة» القطرية.
كما قال وزير الخارجية «نأمل أن تُحل وتعالج الأزمة بشكل عاجل، ليس لأننا نعتقد بأن هناك تحديات داخلية عديدة، لكن التحديات تواجه المنطقة برمتها».
وأكد الوزير القطري أن المنطقة غير قادرة على تحمل أزمات إضافية، وتابع قائلا «فما بالك بأزمة ليس لها داع وليس لها أساس».
وتعصف بالخليج أزمة بدأت في 5 يونيو/حزيران الماضي؛ إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر؛ بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم «دول الحصار» بالتدخل في شؤونها السيادية ومحاولتها تغيير النظام السياسي فيها.
وفرضت تلك الدول مقاطعة اقتصادية شملت إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران القطري والحدود البحرية والجوية، منذ ذلك التاريخ.
غزة.. لا حماس
وفي سياق مختلف، نفى وزير الخارجية القطري دعم بلاده حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الفلسطينية، وقال إن قطر «لم تدعم أبدا» حركة حماس بل شعب غزة، كوسيلة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتلقى وزير خارجية قطر سؤالا من السفير الإسرائيلي الأسبق في أمريكا ومدير معهد إسرائيل للأبحاث وأستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، «إيتمار رابينوفيتش»، خلال ندوة على هامش مؤتمر السياسات العامة الدولية في المغرب، عن دعم قطر لـ«حماس» وتقاربها مؤخرا مع مصر واتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وعما إذا كان ذلك يعني أن قطر تبتعد عن حماس.
ورد الشيخ «محمد بن عبدالرحمن»، قائلا: «أولا يجب أن أوضح أن قطر لم تدعم حماس أبدا، قطر تدعم شعب غزة وإعادة إعمار قطاع غزة، «حماس» هي حزب لديه وضع في غزة، ولكن الدعم كان شفافا دائما وواضحا للجميع بما فيها حكومتكم (الحكومة الإسرائيلية)، ويعرفون جيدا أن تذهب الأموال ويعرفون مساهمة هذا الدعم في سلام واستقرار قطاع غزة»، بحسب ما نقله موقع «CNN» الأمريكي.
وأضاف: «علاقة حماس مع قطر تتمثل في وجود مكتب سياسي لـ«حماس» كان مفيدا جدا للجميع، وقطر كانت وسيطا لتسهيل إنهاء حروب في غزة في أعوام 2008 و2009 و2014، وشاركت في إعادة الإعمار التي تعد الخطوة الأولى لأي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وتابع بالقول: «الآن مع وجود علاقات بين «حماس» ومصر ومساهمة مصر في اتفاق المصالحة، قطر كانت أول دولة ترحب باتفاق المصالحة بين «حماس» والسلطة الفلسطينية، لأننا نؤمن بأهمية وحدة الفلسطينيين كأحد الشروط الأساسية لأي اتفاق سلام، وأيا كان من يتفاوض من أجل هذا الاتفاق، فإن قطر ترحب بذلك ومستعدة للمساعدة».
السؤال لـ«دول الحصار»
وأوضح وزير الخارجية القطري أن بلاده «دعمت تمويل إعادة إعمار المنشآت الحكومية في غزة لأننا نؤمن بوحدة الفلسطينيين وليس لأن «حماس» اليوم متقاربة مع مصر»، على حد قوله.
وأضاف: «أعتقد أن السؤال الذي يجب طرحه للدول التي تستخدم مع الولايات المتحدة أو مع الجمهور الغربي قصة أن هذا هو سببهم في فرض حصار على بلدي، هم يدّعون أن سببهم هو أن قطر تدعم حماس، بينما لم يقطعوا أبدا علاقاتهم مع حماس، ولم يعتبروها أبدا منظمة إرهابية، والآن أصبحوا يتكلمون عن ذلك، ثم فجأة وجدنا حماس في مصر تشيد بها الحكومة المصرية والحكومات الأخرى»، في إشارة إلى حكومات المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
واعتبر الشيخ «محمد بن عبدالرحمن» أن «موقف قطر كان واضحا جدا وشفافا جدا للجميع».
وقال: «سنواصل دعم الناس هناك في غزة لأنهم يحتاجون المساعدة، ونؤمن بأن دعمنا ومساهماتنا في غزة ساعدت في سلام واستقرار المنطقة، وسنكون أول من يحتفل بالوحدة الوطنية بين الفلسطينيين».