ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

أمير قطر وملك المغرب يبحثان العلاقات الثنائية والأزمة الخليجية

في 2017/11/13

وكالات-

أجرى أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، أمس الأحد، مباحثات مع العاهل المغربي الملك «محمد السادس»، الذي وصل العاصمة القطرية الدوحة، قادما من الإمارات العربية المتحدة، ضمن جولة خليجية، لتعزيز العلاقات الثنائية، وسط توقعات بمساع يقودها لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة الخليجية.

وتأتي المساعي في ظل حالة الجمود التي يحيط بالأزمة الخليجية، بسبب رفض دول الحصار الجلوس إلى طاولة الحوار مع قطر، لإيجاد حل للأزمة التي دخلت شهرها السادس على التوالي.

وبحث الجانبان في الديوان الأميري في العاصمة الدوحة، مجالات التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة بما يخدم مصلحة الشعبين، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث على الساحتين العربية والدولية، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا».

وهنأ الشيخ «تميم»، الملك «محمد السادس» والشعب المغربي بمناسبة تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم لنهائيات بطولة كأس العالم 2018.

ولم يتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل حول مدة الزيارة، وجدول أعمالها.

ورافق ملك المغرب خلال الزيارة وفد رسمي، يضم ابن عمه الأمير «إسماعيل»، ومستشاريه «فؤاد عالي الهمة»، و«ياسر الزناكي»، و«عبداللطيف المنوني»، كما ضم الوفد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي «ناصر بوريطة»، ووزير الثقافة والاتصال «محمد الأعرج»، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف «المهدي القطبي»، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.

وتعد هذه أول زيارة لعاهل المغرب لقطر منذ اندلاع الأزمة الخليجية منذ 5 يونيو/حزيران الماضي؛ إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، بدعوى «دعمها للإرهاب»، الأمر الذي نفته الدوحة، وقالت إنها تواجه حملة «افتراءات وأكاذيب».

وكان المغرب، أعلن الحياد منذ بدء الأزمة، حيث دعا الملك «محمد السادس» وفق بيان لوزارة الخارجية المغربية في 11 يونيو/حزيران الماضي أطراف الأزمة، إلى «ضبط النفس، والتحلي بالحكمة من أجل التخفيف من التوتر، وتجاوز هذه الأزمة وتسوية الأسباب التي أدت إليها بشكل نهائي، انسجاما مع الروح التي ظلت سائدة داخل المجلس».

وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية حينها إن «المملكة التي تربطها علاقات قوية بدول الخليج في كافة المجالات، رغم أنها بعيدة عنها جغرافيا، تشعر أنها معنية، بشكل وثيق، بهذه الأزمة دون أن تكون لها صلة مباشرة بها».

ونوه بيان وزارة الخارجية إلى أن «المملكة المغربية تفضل حيادا بناء لا يمكن أن يضعها في خانة الملاحظة السلبية لمنزلق مقلق بين دول شقيقة».

كما أعلنت الرباط استعدادها للوساطة بين الأشقاء الخليجيين، مؤكدة استعدادها لبذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومحاربة التطرف الديني والوضوح في المواقف والوفاء بالالتزامات».

وفي يونيو/حزيران الماضي، قررت السلطات المغربية إرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى دولة قطر، للتغلب على تداعيات الحصار.

وترتبط دولة قطر والمملكة المغربية، بعلاقات دبلوماسية منذ سنة 1972، تبادل خلالها مسؤولي البلدين الزيارات، حيث يزور الملك المغربي قطر للمرة الرابعة بعد زياراته السابقة عام 2002 و2012 و2016، بينما زار أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» مدينة مراكش عام 2013.

ووقع البلدان على مدار الـ36 عاما الماضية أكثر من 45 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وفي عام 2016 عقدت الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة القطرية المغربية بالدوحة، وتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات للتعاون المشترك.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت قطر استثناء المغرب من قائمة الدول المعفية من تأشيرة الدخول من بين 80 دولة ، خلال سفرهم على متن الخطوط الجوية القطرية.

ويحتفظ «مجلس التعاون الخليجي» بعلاقات وثيقة مع الرباط، وفي وقت سابق، بحث إمكانية منحها عضوية بالمجلس، وكان المغرب من أوائل الدول التي انضمت إلى التحالف الدولي بقيادة السعودية في اليمن.

وتهدف السعودية إلى ضم المغرب والأردن إلى «مجلس التعاون الخليجي» منذ عام 2011، ولكن الرباط لم تتخذ أي خطوات ملموسة نحو الانضمام، ويحتاج «محمد السادس» إلى المال والدعم السياسي من قبل دول الخليج، لكنه لا يريد أن يخضع لنفوذ عربي أو خليجي يؤثر على بوصلته السياسية.