ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

وزير خارجية قطر: أزمة الخليج عطّلت مجلس التعاون

في 2017/11/14

وكالات-

أكد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الاثنين، أهمية زيارة الرئيس رجب طيّب أردوغان إلى الدوحة الأربعاء، التي تهدف إلى بحث ملف العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية فضلاً عن آخر التطورات في المنطقة، مشيراً إلى متانة العلاقة بين البلدين.

وأضاف الوزير خلال مقابلة نشرتها قناة "TRT العربية" أن الزيارة تأتي في إطار اجتماع اللجنة الاستراتيجية بين البلدين، بعد أن عُقدت العام الماضي في تركيا. وأوضح أن أهمية اللجنة الاستراتيجية تكمن في أنّ تركيا حليف استراتيجي لقطر، وهناك علاقات اقتصادية وعسكرية، وتنسيق على مختلف المستويات بين أنقرة والدوحة.

وأكد الوزير القطري أنّ زيارة الرئيس أردوغان تأتي من أجل بحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وآخر التطورات في المنطقة، مشدداً على أن تركيا تُعد حليفاً استراتيجياً لدولة قطر، "علاقتنا طيبة ومتينة بأنقرة".

وحول دعم أنقرة للدوحة، أكد آل ثاني أنّ إرسال تركيا للدعم العسكري جاء في إطار اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك التي تمّ توقيعها قبل عامين، مشيراً إلى أن هناك وجوداً عسكرياً قطرياً أيضاً في تركيا، "وهو تواجد يهدف إلى التنسيق وإدارة بعض الملفات".

وشدد على أنّ "الموقف التركي السياسي الداعم لقطر لم يأت بسبب اختلاف قطر عن باقي دول الخليج في طبيعة علاقاتها بتركيا، إنما جاء بسبب تقييم الجانب التركي للمشهد، وإدراكه بأنّ ما تعرضت له قطر كان عبارة عن إجراءات غير عادلة" (في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه 4 دول عربية منذ 5 يونيو الماضي في خضم الأزمة الخليجية).

وأكد تقدير قطر لوقفة تركيا و"تجاوب أنقرة الفوري على الصعيد الاقتصادي، وتفعيل الاتفاقية العسكرية لحفظ الأمن في المنطقة بشكل عام".

وحول الأزمة الخليجية، قال وزير خارجية قطر: إنّ "غياب الحكمة في الأزمة هو السبب الرئيس في التطورات الإقليمية في المنطقة بشكل كامل". وأضاف: "نجد غياباً كاملاً لمنظومة مهمة جداً وهي مجلس التعاون الخليجي؛ لأنّ الأزمة عطّلت هذا المجلس، واليوم في ظل التطورات لا توجد أيّ آلية للتشاور ودراسة الموقف وتقييمه".

وتابع: إن "قطر كانت تدعو إلى فهم أسباب الأزمة وسبب الاعتداء عليها، لكن دول الحصار استمرت في إطلاق الاتهامات والأكاذيب، وخالفت الأعراف الدبلوماسية، بينما اتخذت قطر سلوكاً أكثر اتزاناً في التعامل مع الأزمة وتفنيد الأكاذيب الموجهة، ومحاولات الشيطنة التي اتخذتها دول الحصار في المحافل الدولية".

وفي ظل غياب منظومة مجلس التعاون الخليجي، أكد الوزير القطري "استعداد قطر التام على كافة السياقات لمواجهة من يحاول العبث في أمنها واستقرارها"، مشدداً في الوقت نفسه على "أهمية التهدئة والعودة إلى الحوار، وإيقاف العبث والمغامرات السياسية، والتوقف عن سلوك خلق أزمات استراتيجية من دون الخروج منها".

وأوضح الوزير القطري أنّ بلاده أبدت استعدادها للحوار، "لكن دول الحصار ما زالت تتبع سلوكاً خاصاً، وترفض أي سلوك حضاري لحل الأزمة، وما زالت تتخذ أسلوباً بدائياً وغير حضاري، من خلال محاولة زعزعة الاستقرار الداخلي لقطر والتدخل في شؤونها، ولا توجد لديهم أي أجوبة أو مبررات لاتباع هذا السلوك والاستمرار في تلفيق الأكاذيب ضد الدوحة".

وقال: إنّ "دول الحصار فشلت في اثبات أي اتهام على دولة قطر، ونشرت الأكاذيب وقامت بمحاولات كثيرة لإثبات أي اتهام على قطر بيد أنّها لم تنجح، لأنّ كل ما قامت به لا أساس له، وهذه الدول قد بدأت الأزمة من لا شيء، ولو كان لديها أرضية صلبة لما لجأت إلى ارتكاب جريمة قرصنة ضد وكالة الأنباء كي تصعد ضدها".

وحول المشهد اللبناني وتعقيداته، قال وزير خارجية قطر: "نرى أنّ مسألة لبنان حساسة، يجب النأي بها عن أي صراعات بين الدول المختلفة، وأن يتجنب الجميع التدخل في شؤونها الداخلية".

وأكد أنّ "خلق الأزمات بدون حل أزمات أخرى ليس من الحكمة، ونحن في ظل توتر عام في المنطقة، ولا نحتمل خلق أزمة في لبنان التي تعد دولة حساسة تحتوي على تركيبات مختلفة، ويحب أن تكون هناك مساع للذهاب إلى الحوار ووقف التدخل في شؤون هذه الدولة".

وعن العلاقات الخليجية الإيرانية، أكد الوزير القطري أنّ اتخاذ أي سلوك تصعيدي بين إيران والسعودية "من شأنه أن يخلق أزمة جديدة قد تضر بالمنطقة على المدى القصير والبعيد".

وأضاف: إن "موقف الدوحة واضح ولم يتغير خلال الأزمة الخليجية أو قبلها؛ نرى أن المشاكل بين إيران والخليج يجب أن تُحل باحترام وعلى أساس الحوار المتبادل وفق احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية؛ لأننا لسنا على بعد آلاف الأميال من إيران، وهناك مصالح مشتركة بيننا، فهل من الحكمة أن نستمر في التصعيد والمواجهة؟".