ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

التحالف السعودي الإماراتي يهدم البيت الخليجي ويضرب استقراره

في 2017/12/07

د. ربيعة بن صباح الكواري- الشرق القطرية-

جاءت بالأمس قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي بعيدة كل البعد عن طموحات وآمال الشعوب .. وكان واضحاً مدى الحزن الذي ارتسم على وجه الحضور وبخاصة سمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة بسبب غياب القادة عن الاجتماع ومنهم قادة " دول الحصار " التي كانت وما زالت تعمل على عكس ما يطمح إليه أهل الخليج من أجل إنشاد الوحدة بين دول المجلس وإعطاء بيتنا الخليجي الأولية في كل شيء وهو ما لم يحدث ؟!! .
وتتردد أنباء عن قيام تحالف جديد من السعودية والإمارات يخدم الجانبين الاقتصادي والسياسي،  مع إلغاء دور " منظومة مجلس التعاون الخليجي " التي تأسست سنة 1981 م عندما سعت إلى تعزيز الوحدة الخليجية والدفاع المشترك والتعاون العسكري والاقتصادي بشكل خاص والسياسي .
فقد أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية قبيل ساعات من انعقاد القمة الخليجية التي استضافتها الكويت الثلاثاء الماضي بأن الإمارات ستشكل لجنة عسكرية واقتصادية جديدة مع السعودية منفصلة عن مجلس التعاون الخليجي، مضيفةً أن اللجنة ستتولى " التنسيق بين البلدين في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية "..
يذكر أن البلدين حليفان عسكريان وثيقان وخصوصًا في اليمن ..

التحالف لا يخدم وحدتنا 
فاستحداث أي تحالف استراتيجي قادم يضم بعض دول المنطقة (بشكل انفرادي) لا يخدم الوحدة الخليجية بقدر ما يخدم من يتربص لمجلس التعاون الخليجي لإنهائه والقضاء عليه .. والمتابع للأحداث المتسارعة لما حدث ويحدث على أرض الواقع سيجد أن دول الحصار بدأت تخطط لهذا التحالف منذ يونيو 2017 م وحتى الآن لتشتيت هذا المجلس الذي أصبح - كما تراه هذه الدول - لا يسهم في تحقيق أهدافها وتوجهاتها التي تقوم على التفريق بين دول الخليج الواحد .
ويرى بعض النقاد والمحللين أن الوحدة الخليجية باتت تحتضر وتعيش في خطر .. وأن السعودية والإمارات ومعهما البحرين الدولة الثالثة التابعة أصبحوا جميعا خارج خدمة الوحدة الخليجية .. لأن التوجهات أصبحت تقوم على نصب العداء لدولة قطر حكومة وشعباً ، وهو ما ستسعى دول الحصار لتحقيقه بكل ما تمتلك من قوة - مع كل أسف - لتمزيق الصف الخليجي.

 شعب الخليج يرفض 
ومع ظهور هذا التحالف والإعداد لإطلاقه .. بدأت الأصوات تعلو في دول الخليج منددة بهذا التوجه الذي يسهم في العصف بكل المعاهدات والاتفاقيات المبرمة بين دول المنطقة عبر بوابة ومنظومة مجلس التعاون الخليجي.
فالتحالف الاقتصادي والسياسي والعسكري يجب أن تقوم به جميع الدول وليس بعض الدول المنتمية للمجلس .. لأن هذا التوجه سوف يضعف من قوة المجلس ويفرق بين الدول والشعوب .. وقد يكون ذلك بداية النهاية للمجلس أو خروج هذه الدول المتحالفة منه .. وهو ما سيزيد من البون الشاسع بين دولنا وسيجعلنا جميعا أضحوكة أمام العالم!!؟.

قوتنا في بقاء المجلس 
فبعد فشل قمة الكويت بالأمس ورغم كل المحاولات الكويتية الصادقة لجمع الشمل الخليجي من جديد .. إلا أن التشاؤم بات يلوح في الأفق بين دول المنطقة بعد الكشف عن وجود هذا التحالف الاستراتيجي المزمع إنشاؤه .. والذي لا شك سيكون نقطة تحول في تاريخ الخليج وهدم للبيت الخليجي الأول الذي احتضن الوحدة ونبذ كل الخلافات السياسية.
ومن الغريب أن تكون " لجنة فض المنازعات " التي توجد في هيكل مجلس التعاون مازالت غائبة عن التفعيل .. والمؤسف أن دول الحصار هي التي ساهمت في قتلها وتغييب دورها بهدف الضغط على دولة قطر بطريقة استفزازية غير لائقة ولم تكن مسبوقة ؟!!. 
 كلمة أخيرة:    
مطلوب استقرار الخليج .. وتوحيده .. واستحداث تحالفات جديدة في دول المنطقة سيضر بمجلس التعاون الخليجي ، بل سيسهم في تبذير ثرواتنا على أمور لا تخدم اقتصادنا ولا سياستنا الموحدة.