ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

انعقاد القمة هو الأهم..

في 2017/12/09

سامي الريامي- الامارات اليوم-

حكمة ومكانة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، كانتا وراء انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في موعدها المحدد، وبشكلها التاريخي المعروف منذ نشأة المجلس، وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي يمر بها هذا الكيان المهم، ورغم استمرار الأزمة مع قطر، وعدم حضور قادة دول المقاطعة لها، إلا أن انعقاد القمة في حد ذاته نجاح للدبلوماسية الكويتية، وتأكيد لمكانة أمير الكويت، وفيه إشارة واضحة من دول المقاطعة لتأكيد حرصها على هذا الكيان الخليجي الموحد، رغم زيادة هوة الخلاف مع قطر بسبب استمرار سياساتها العدائية المستفزة!

صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد محل تقدير واحترام، ويمتلك رؤية طموحة، ولديه حرص كبير على استمرارية وصيانة مجلس التعاون، كما أن له حباً ومودة وتقديراً من الإمارات حكومة وشعباً، وكانت كلماته الافتتاحية والختامية في القمة الخليجية بلسماً شافياً، وتتضمن رغبة حقيقية صادقة لتطوير العمل في منظومة مجلس التعاون، ورؤية مستقبلية في احتواء الخلافات، والتنسيق في الأزمات والتحديات الصعبة التي تواجه المنطقة بشكل عام، ما كان له أكبر الأثر في نجاح أعمال القمة.

بالتأكيد القمة نجحت في هذا الجانب، وهو المهم في هذه المرحلة، أما الأزمة مع قطر فإنها لاتزال مستمرة، ومساحة الخلاف لم تتقلص بعد، بل إن ترويج قطر أنها حققت انتصاراً سياسياً بحضور أميرها للقمة، وغياب قادة دول المقاطعة، ومحاولة ترويج وهم أن دول المقاطعة تخشى من المواجهة، تزيد من هوة الخلاف، وتؤكد سياسة قطر الاستفزازية، فعدم رغبة القادة في الجلوس بجانب أمير قطر، في ظل تعنته ومكابرته وإصراره على مناكفة هذه الدول والإضرار بأمنها، موقف ضروري معبّر بوضوح عن رفضهم للتلوّن القطري، وهذا ما كان يستدعي أن تراجع قطر سياساتها ومواقفها، وأن تشمل مراجعتها كل شيء بما في ذلك الحفاظ على مجلس التعاون، بدلاً من أن تعمل على تكريس الخلاف وزيادة الهوة، واستفزاز هذه الدول بتحليلات وكلمات لا تخرج عن إطار سياسة الكذب والإنكار التي تمارسها منذ بداية المقاطعة، وهذا ما يجعل الجميع لا يتفاءل أبداً بوجود حل قريب لهذه الأزمة!

قطر لاتزال للأسف مستمرة في سياساتها المتناقضة، والمتابع للإعلام القطري يكتشف بوضوح تناقضه الذي يعتبر امتداداً طبيعياً لارتباك وتناقض ومكابرة السياسة الخارجية، فبعد أن هاجم الإعلام القطري بشدة مجلس التعاون الخليجي قبل أسابيع قليلة، وطالبت وسائل الإعلام القطرية الحكومة بالانسلاخ من هذا الكيان والانسحاب منه، كما هو منشور، تحاول وسائل الإعلام ذاتها اليوم إقناع الرأي المحلي والخليجي، أن الحكومة القطرية حريصة على استمرار المجلس، بل هي أشد حرصاً من بقية الدول على ذلك!

الحرص على بقاء المجلس لن يكون بالحضور لأسباب المناكفة والمكابرة وزيادة الفجوة الخلافية، وهذا ما كانت تسعى إليه قطر، بل بإثبات حسن النيات، وإبداء الرغبة الصادقة في الاستجابة لمطالب دول الجوار القائمة على وقف العبث بأمن المنطقة واستقرارها. فهل قطر راغبة في ذلك؟