ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

محللون أمريكيون: الأزمة الخليجية تدشن النظام الجديد في المنطقة

في 2018/01/06

الراية القطرية-

توقع محللون أمريكيون استمرار الأزمة الخليجية التي قطعت فيها السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر، وقالوا إن «القطيعة والخلافات ستكون ببساطة عنواناً للنظام الجديد في المنطقة».

وبحسب صحيفة الراية القطرية، لفت المحللون، إلى أنه لا يوجد أي دليل على أن السعودية والإمارات وتحالفها في المنطقة مستعدون للتفاوض حول الحصار الذي فرضوه بدون أسباب مقنعة على قطر منذ يونيو/حزيران الماضي، بما في ذلك مزاعم دعم الإرهاب.

معادلات جديدة

وشددوا على أن محاولات عزل قطر لم تنجح بل أسفرت عن «معادلات جديدة» في تحالفات المنطقة، بما في ذلك زيادة نفوذ تركيا وعودة العلاقات بين قطر وإيران إلى مستويات معقولة.

إلى ذلك، أكد خبراء أمريكيون من معهد (ثنك بروجرس) أن قطر لم تمثل تهديدا للسعودية أو الإمارات ولكنها أرسلت إشارات متعدّدة إلى المنطقة بأن لها خيارات كثيرة للردّ على الحصار.

إشارات مزعجة

ووفقاً لآراء العديد من المحللين الأمريكيين، فإن هناك إشارات مزعجة بشكل لا يصدّق من أنه سيكون من الصعب إصلاح العلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي في أي وقت قريب وأنه من المرجح أن تزداد علاقات قطر مع تركيا وإيران.

وتحدّث محللون أمريكيون عن نزاعات داخل الإمارات بشأن العلاقة مع إيران. وقالوا إن دبي تحث أبوظبي على استمرار العلاقة التجارية القوية مع طهران، وقالوا إنه لا يوجد أي أمل في الوقت الحاضر في تشكيل تحالف سني ضد إيران.

نموذج الحكم السعودي

وسخر المعلقون الأمريكيون من محاولة السعودية والإمارات فرض نموذجها في الحكم على دول المنطقة بسبب عدم وجود نماذج حقيقية للحكم في هذه الدول تستطيع الصمود أمام النقد أو المعارضة الجدية.

وتوصل العديد من المحللين في واشنطن إلى استنتاج مهم للغاية هو أن محاولة عقاب قطر بسبب عدم معارضتها لأشكال سياسية معينة تثبت أن السعودية أو الإمارات لا تريد التسامح مع أي شكل من الأشكال السياسية المعارضة.

واستنتج المحللون أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن العديد من المسؤولين الخليجيين تشير إلى أن الخلافات والشقوق ستتعمق أكثر في عام 2018 بعد سنة من المعارك السياسية المريرة التي قسمت منطقة الخليج العربي إلى معسكرين.

ولاحظ محللون أمريكيون اتساع قائمة أعداء تحالف السعودية والإمارات إلى تركيا والاتهامات الرسمية لإسطنبول بمحاولة فرض النفوذ على العالم العربي بما في ذلك التصريحات والتغريدات التي نقلتها منصات إعلامية أمريكية عن العديد من مسؤولي الإمارات، بأن إيران وتركيا لن تلعبا أدواراً قيادية في العالم العربي، وذلك رداً على موافقة السودان وتركيا بالتعاون في مشروعات الموانئ العسكرية والمدنية في البحر الأحمر، وهي منطقة كانت الإمارات تطمح في تكوين نقطة جديدة لتوسيع النطاق العسكري.

اتجاهات خاطئة

وقال خبراء إن السعودية والإمارات تنظران في الاتجاهات الخاطئة في محاولة لتحديد التأثيرات غير المبررة، وعدم الإشارة إلى الانتشار المتنامي لروسيا في المنطقة وعلاقات موسكو الوثيقة مع إيران وتركيا ومصر وزيادة نفوذها العسكري في سوريا وربما ليبيا.

وأكد محللون أمريكيون أن السعودية والإمارات اتخذتا خطوات جديّة كبيرة في محاولة لتخريب مجلس التعاون الخليجي الذي يضم قطر وأطرافاً خليجية أخرى محايدة مثل الكويت وعمان عبر تشكيل لجنة جديدة لدول المنطقة.

وأضاف الخبراء أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لعب بشكل غير مباشر في توسيع الخلافات وإبعاد الأطراف عن نقاط الاتفاق في منطقة الخليج والتركيز على محاربة إيران ولكن سياسته فشلت في جذب دول المنطقة إلى معركة مع طهران بما في ذلك مصر التى أبدت اهتماماً ضئيلاً في إظهار العضلات أمام إيران بسبب انشغالها في الحرب الكبيرة ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على أراضيها.

العلاقات المصرية الروسية

وعلى النقيض من ذلك، حاول الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» تقوية العلاقات مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين» حيث وقعت مصر وروسيا اتفاقيات في وقت سابق لبناء منشآت نووية واستئناف الرحلات بين البلدين.

وتوقع المحللون الأمريكيون استمرار ما يسمّى بالأزمة الخليجية التي قطعت فيها السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر.

وأكد المحللون الأمريكيون أن الولايات المتحدة لم تكن وسيطاً فعالاً في الأزمة ولكنها أسهمت، أيضا، في إشعال نيران الخراب في الخليج مع رسائل «ترامب» المختلطة المضمون، حيث أشاد «ترامب» بقطر ثم زجّ إليها اتهامات غير مدروسة كما صدرت تصريحات متضاربة من البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وحتى الآن، لم تتحدث الحكومة الأمريكية في لغة واضحة بشأن أزمة الخليج ولم تصدر عن واشنطن تحركات أو إجراءات فعليّة صادقة للمساعدة في حل الأزمة.