الخليج أونلاين-
مرة أخرى يحضر المحاصَر ويغيب المحاصِرون، في حدث مهمٍّ تحتضنه دولة الكويت، التي تسعى بقيادة أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى إنهاء الخلاف داخل البيت الخليجي.
ومرة أخرى، تُثبت قطر التي تعاني من حصار مرّ عليه نحو 8 أشهر، اهتمامها بنجاح حدث مهمٍّ يُقام على أرض الكويت، حيث تحضر معرض الكويت للطيران، في حين غاب كل من السعودية والإمارات، اللتين تشاركان في حصار قطر.
وشهدت دولة الكويت، الأربعاء 17 يناير 2018، انطلاق فعاليات "معرض الكويت للطيران"، بمشاركة دولية واسعة بحجم 140 دولة.
وقال الشيخ سلمان الحمود الصباح، رئيس إدارة الطيران المدني بالكويت: "إن 140 شركة تشارك في معرض الكويت للطيران في مطار الكويت، من بينها شركات طيران مدنية وعسكرية".
- دول الحصار.. غياب آخر
غياب السعودية والإمارات هذا عن حدث مهمٍّ تقيمه الكويت لم يكن الأول، إذ كان غياب زعماء الدول الخليجية المحاصرة لقطر أبرز مشاهد القمة الخليجية الـ 38، التي انطلقت واختُتمت في يوم واحد، بتاريخ 5 ديسمبر 2017.
وبرغم الدعوة التي وجّهها أمير الكويت لزعماء الخليج لحضور القمة الخليجية، التي انعقدت في وقت حرجٍ؛ حيث تمرّ دول الخليج بأزمة سياسية وخلاف حادٍّ، على أثر حصار السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لقطر؛ بدعوى دعمها الإرهاب، التي تنفيها قطر، فإنه لم يحضر أي زعيم خليجي القمة الخليجية المهمة سوى أمير قطر، واكتفى زعماء الدول المحاصرة بإرسال ممثلين عنهم.
وفي حين مثّل الدوحة في القمة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مثّل البحرين محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس وزرائها، أما دولة الإمارات فقد مثّلها وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، ومثّل السعودية وزير خارجيتها، عادل الجبير، بينما مثّل عُمان فهد بن حمود، نائب رئيس مجلس الوزراء، حيث يعاني سلطان البلاد من أزمة صحية تحول منذ مدّة دون مشاركته في مناسبات مختلفة.
حضور أمير قطر الشخصي تناولته مختلف وسائل الإعلام، واعتبر مختصون أنه دليل على سعي الدوحة لإزالة الخلاف والبدء بمرحلة جديدة أساسها التعاون والعمل المشترك، في المقابل كان سعي أطراف الحصار الخليجية يختلف عن سعي الدوحة؛ من خلال تمثيل اعتبروه دون المستوى المأمول، ولا يراعي أهمية المرحلة التي يمرّ بها الخليج العربي.
وكانت القمّة الخليجية الأخيرة أصدرت في ختامها "إعلان الكويت"، الذي تضمّن تأكيد التمسّك بمسيرة مجلس التعاون الخليجي.
وقال "إعلان الكويت" -الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني- إن المجلس ماضٍ في جهوده لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، مشيراً إلى أن القادة الخليجيين يؤكّدون أهمية التعاون بين دول المجلس لمحاربة الإرهاب.
وفي الجلسة الختامية، تلا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كلمة قصيرة أكّد خلالها أن القمة كانت "مناسبة طيبة لتبادل وجهات النظر حول التحدّيات التي تواجهنا"، مبيّناً أن القمة أثبتت صلابة الكيان الخليجي.
وعُقدت الجلسة الختامية بعد جلسة مغلقة استغرقت 20 دقيقة، ولم تتسرّب أي معلومات عما دار فيها.
وكان رئيس القمة دعا في الجلسة الافتتاحية إلى تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون بما يضمن فضّ النزاعات، مؤكداً أهمية المجلس وضرورة الحفاظ على كيانه.
- الإمارات تواصل اتهام قطر
لم تكن القمة الخليجية بالنسبة إلى دول حصار قطر مناسبة لطيّ صفحات الخلاف، وهذا ما توضّح من خلال زعم الإمارات، الاثنين 15 يناير 2018، أن طائرة قطرية مقاتلة اعترضت مسار إحدى رحلات الطيران العاديّة من الإمارات إلى البحرين، في وقت نفت فيه قطر تلك الادعاءات.
وردّت وزارة خارجية قطر: "تعلن دولة قطر أن ما صدر من أخبار متعلقة باعتراض مقاتلات قطرية لطائرة مدنية إماراتية هو خبر عارٍ عن الصحة تماماً".
ووسط هجمات إعلامية شرسة تقودها دول الحصار ضد الدوحة، وموقفها من ادعاءات الإمارات حول مزاعم الاعتراض، نفت 3 شركات طيران إماراتية، يوم الثلاثاء 16 يناير 2017، اعتراض قطر أياً من طائراتها، في حين رفضت شركة رابعة التعليق على الحادثة.
حيث أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية نفي طيران الاتحاد، وفلاي دبي، والعربية، اعتراض طائراتهم من قبل مقاتلات قطرية، في حين رفض طيران الإماراتية التعليق على تقارير بشأن الاعتراض.
ونفت أيضاً مواقع متخصصة في حركة الطيران الدولية وجود أي مؤشرات على اعتراض طائرات في منطقة الخليج العربي، يوم الاثنين 15 يناير 2018.
- الدوحة توثّق خروقات إماراتية
ويأتي ادعاء الإمارات بعد أن تحرّكت الدوحة دولياً لتسجيل شكوى ضد أبوظبي؛ على خلفيّة اختراق مجالها الجوي من قبل طائرات مقاتلة إماراتية، بحسب الدوحة.
وأكدت لولوة راشد الخاطر، المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية، في بيان مفصّل، الاثنين 15 يناير 2018، أن "الادعاء يأتي بعد يوم واحد من حادثة اختراق طائرة عسكرية للنقل الجوي، من نوع C-130، تابعة للإمارات العربية المتحدة، أجواء دولة قطر، في تمام الساعة 3:10 مساء بتوقيت الدوحة، الذي تنوي دولة قطر اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأنه"، ما يشير إلى 3 حوادث اختراق إماراتية حتى الآن.
- دعوة أمير الكويت لم تُجدِ نفعاً
أمير الكويت، الذي سعى كثيراً ويواصل سعيه لحل الأزمة الخليجية، من خلال تحرّكاته ومسؤولين كويتيين كبار، كان دعا في القمة الخليجية الأخيرة إلى ابتعاد الدول الخليجية عن الخلافات.
وكان لزاماً على هذه الدول الالتزام بهذه الدعوة، لا سيما لما يمثله أمير الكويت بين زعماء الخليج، ومكانته التي لها دلالة في التقاليد العربية التي يتمسّك بها سكان الخليج خاصة، فضلاً عما يحظى به من مكانة دولية مرموقة.
وبالرغم من دعوة أمير الكويت، كانت تحرّكات الإمارات، من خلال خرق المجال الجوي القطري، واتهام قطر باعتراض طيرانها، تثبت أن أبوظبي لا تبالي بالدعوة الكويتية، وتواصل إشعال فتيل الأزمة عبر تعنّت وادعاءات ثبت بطلانها دولياً.