من كتاب البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية-
في حوارها في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ذكرت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز أن الأزمة بين السعودية وقطر قديمة ولها مقدمات، مضيفة انه رغم أن الأزمة بين المملكة وقطر، تفجرت حديثا، لكنها موجودة على الساحة منذ فترة طويلة وانها كانت متابعة للعلاقات بين البلدين، وتابعت كيف تشكلت الأزمة تصاعديا عبر التاريخ الحديث لقطر، ولم تتفاجأ من استفحالها.
حديث الأميرة بسمة لبرنامج بلا قيود تؤكده البرقيات المسربة للخارجية السعودية والتي تعكس بوضوح تحول مهمة سفارة السعودية في قطر من تعزيز للعلاقات الثنائية الى دور استخباراتي ونشاط تجسسي وصل الى متابعة موظفي قناة الجزيرة التي شكلت صداعا في رأس المملكة التي ضجت من وجود قناة إخبارية تحررت من الطرق التقليدية للأخبار وأطاحت بالخبر الرسمي من مقدمة نشرة الاخبار وطرحت الرأي والرأي الآخر، فاضطرت السعودية والامارات الى اطلاق قنوات تحاول مجاراتها مثل العربية وسكاي نيوز لكنها لم تكن سوى ابواق لدول الحصار ولم تقنع المشاهد العربي انها قناة الرأي والرأي الآخر ولم تكتسب مصداقية قناة الجزيرة.
وترصد البرقيات كم الغيرة والحيرة السعودية من قناة الجزيرة ففي احدى البرقيات تصف القناة بأنها "السبب الرئيسي التي وضعت قطر على خريطة العالم السياسي وتقول البرقية ان هناك قناعات مشتركة من قبل قطر والولايات المتحدة الامريكية على الخطوط والدوائر التي تعمل فيها الجزيرة وهي في الحقيقة لاتتجاوز المسموح به في الفضائيات الأمريكية وهو مايكشف حرص دول الحصار على غلق قناة الجزيرة كواحد من اهم المطالب الـ 13 بعد ان تحولت قطر الى لاعب في القضايا الإقليمية والدولية وهو ما لا تريده دول الحصار.
ازدواجية
البرقيات المسربة للخارجية السعودية ترصد مدى انزعاج النظام السعودي من كل ما هو في قطر من مؤسسات تعليمية الى مؤسسات إعلامية واهتمت بملاحقة كل نشاط للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في قطر وبمتابعة الشيخ القرضاوي سواء ما يكتبه عبر حسابه او مشاركاته في المؤتمرات، فضلا عن متابعة اي مؤتمر تشهده قطر وملاحظة طريقة جلوس الضيوف قبل توصيات المؤتمر!! .
ولم تجد الخارجية السعودية مانعا من التعامل بازدواجية ترقى إلى درجة النفاق مع قطر ففي الوقت الذي تشيد فيه بقدرات الدوحة وتشارك في مؤتمراتها يتضح فيما بعد انها تكن عداء وتربصا بقطر وترصد كل شاردة وواردة في الدوحة وتفسره بلغة تآمرية .
وفي ذروة الصفاء في علاقات الدوحة والرياض يفاجأ المتابع للبرقيات المسربة للخارجية السعودية بقيام السعودية بتشكيل لجنة وزارية من وزارات الداخلية والخارجية والدفاع والاستخبارات السعودية مهمتها رصد تحركات قطر في الخارج والبرقية المعنية بذلك يعود تاريخها الى نحو 6 سنوات اي سنة 2012 وهو تاريخ يسبق الأزمة الخليجية الاولى او ما عرف بأزمة سحب السفراء ما يؤكد ان النية مبيتة ضد قطر وأن العداء من جانب السعودية مبكر جدا ضد قطر .
ورصدت السعودية خطوات قطر لتعزيز علاقاتها الأفريقية بل وانخراط قطر في تحقيق السلام في دارفور رغم أن هذا الهدف كان بقرار من الجامعة العربية التي فوضت لجنة السلام العربية برئاسة قطر لتحقيق الاستقرار في دارفور والسودان! وكتبت الخارجية السعودية مانصه: إن قطر تسعى لأن تكون دولة محورية في منطقة القرن الأفريقي وان هذا يظهر من خلال الاهتمامات الارترية القطرية المشتركة بمشاكل السودان وبمنطقة القرن الأفريقي، حيث دعمت قطر الوساطة الارترية بين حكومة السودان وجبهة الشرق كما تعمل قطر على إعداد مبادرات سلام لإيجاد حل لقضية دارفور ولحل النزاع الحدودي بين دولة ارتريا وجمهورية جيبوتي ولم يتوقع احد أن هذا الامر يقلق السعودية او ان القيام بوساطة لحل النزاع في دارفور لم يكن بتكليف من الجامعة العربية وبتأييد السعودية نفسها!!.
ومن باب التناقضات الغريبة في سياسة السعودية إزاء جارتها قطر عرقلة مرور شحنات محملة بالمصاحف من قطر مهداة من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية إلى دول وجهات خارجية بدون تقديم أي مبرر لمنع تلك المصاحف رغم ان حرص قطر على التدقيق في طباعة المصحف من الأمور المفروغ منها والبديهية لكنها تدخل في باب المناكفة والمماطلة والتعنت غير المبرر تجاه قطر في أزهى عصور صفاء العلاقات بين البلدين وهو تعنت لم يسلم منه حتى العابرون لأراضي السعودية الى دولهم المجاورة، حيث تكررت شكاواهم من سوء المعاملة على المنافذ السعودية، والتي وصلت في بعض الحالات إلى إلقاء عبوات "نسكافيه " في صناديق القمامة بحجة انها مواد غريبة ولم يرق لموظف الجمرك تمريرها!
للاطلاع على كتاب "البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية".. اضغط هنا