الغارديان- ترجمة فتحي التريكي -
تدرس دول خليجية خططا لكسر الجمود الذي تقوده المملكة العربية السعودية بحصار قطر عبر إقناع الجانبين بالموافقة على تخفيف القيود المفروضة على الحركة المدنية كخطوة أولى نحو صفقة أوسع.
ومن المحتمل أن يكون النزاع مع قطر أحد المواضيع الرئيسية للمناقشة بين ولي العهد السعودي ورئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» عندما يلتقي الزعيمان يوم الأربعاء.
وقد حثت بريطانيا السعودية على رفع الحصار الذى أدى إلى الإضرار بالاقتصاد فى جميع أنحاء الخليج ولكنه لم يؤد الى تغيير فى النظام القطري.
وفيما يمكن اعتباره بادرة حسن نية متبادلة تهدف إنهاء المقاطعة المستمرة منذ 9 أشهر من قبل السعودية والبحرين ومصر والامارات العربية المتحدة، سيسمح الجانبان لمواطني دول كل منهما في السفر بحرية عبر الجانبين.
ومن شأن هذه الخطوة أن تقتضي من جيران قطر إنهاء الحصار الجوي الذي يمنع الرحلات القطرية من الهبوط في أراضيها ومن استخدام مجالها الجوي.
وقد تأثر ما يصل إلى 10 آلاف مواطن خليجي بالقيود البرية والبحرية والجوية.
وحث القادة السعوديون والإماراتيون الغرب على عدم اعتبار المقاطعة خلافا داخليا بين دول الخليج ولكن خطوة جادة ضد دعم قطر للحركات السياسية المتطرفة في الشرق الأوسط بما في ذلك «حزب الله» و«الإخوان المسلمون» و«حماس».
ونفت قطر هذه الاتهامات بشكل قاطع واتهمت التحالف بقيادة السعودية بمحاولة التعدي على سياستها.
ودخلت قطر ودول المقاطعة في منافسة باهظة الثمن للتأثير في الغرب، وأنفق الطرفان مليارات الدولارات على شراء الأسلحة، والعلاقات العامة والزيارات الحكومية.
وتصر قطر على أنه من خلال الرد على المقاطعة بطريقة محسوبة، أظهرت أنها يمكن أن تكون شريكا دبلوماسيا وعسكريا موثوقا للغرب.
وتريد الولايات المتحدة أن ينتهي النزاع لأنها تخشى أن يقود قطر الغنية إلى إيران، وتفضل الولايات المتحدة وجود قوة خليجية موحدة على استعداد لتحدي إيران حول طموحاتها النووية وسياساتها الخارجية، كما أن لدى الدوحة أكبر قاعدة عسكرية إقليمية للولايات المتحدة.
وسيكون أمام «دونالد ترامب» فرصة لاختبار المرونة السعودية عندما يلتقي ولي العهد مع الرئيس الأمريكي في واشنطن بعد زيارته للمملكة المتحدة يومي الأربعاء والخميس هذا الأسبوع.
وفي محاولة لإقناع الغرب بأن قطر لديها رؤية بديلة متماسكة لشرق أوسطي تعاوني ومستقر ينافس مغامرة ولي العهد، فإن أمير قطر، «تميم بن حمد آل ثاني»، وضع مقترح ميثاق أمني للشرق الأوسط لا يشمل فقط دول الخليج، بل أيضا دولا أخرى في المنطقة.
وتهدف الخطة إلى التصدي لما تصفه قطر بأنها السياسة الخارجية المتهورة أحادية الجانب للسعودية.
وقال الشيخ «سيف بن أحمد آل ثاني» مسؤول اتصالات أمير قطر في حديث لصحيفة الجارديان إن الميثاق «سيكون وسيلة لضمان ألا يحدث ما حدث في قطر في أي مكان آخر»، وهو يمثل «خطا للتعايش، مدعوما بآليات تحكيم ملزمة، وتضمن تنفيذه جميع دول المنطقة».