ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

قطر تحدت الحصار بإنشاء تحالفات جديدة

في 2018/03/16

ترجمة منال حميد -

أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن قطر تواصل تحدي الحصار المفروض عليها من قبل 3 دول خليجية، قائلة إن الدوحة "بدأت تعتاد على هذا الواقع الجديد الذي فُرض عليها".

وأوضحت الصحيفة أن قطر عمدت إلى فتح طرق جديدة للتجارة، وأصبحت تختار لنفسها تحالفات جديدة؛ قد تؤثر على توازنات الشرق الأوسط للسنوات القادمة.

وكات السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، اتخذت قراراً جماعياً ومفاجئاً بقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية وغلق الأجواء الملاحية مع قطر في الخامس من يونيو الماضي؛ بحجة دعم قطر للإرهاب (التهمة التي تنفيها الدوحة ودول كبرى)، ورغم الضغط الذي مورس على قطر فإنها تمكنت من تحمله، رافضة الاستسلام لجيرانها الخليجيين، بحسب الصحيفة.

وتنقل وول ستريت جورنال عن الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، قوله: "إنهم لا يريدون أن نتخذ قراراتنا بل يريدون أن يتخذوا القرارات بالنيابة عنا. إنهم يعتقدون أن قراراتنا معروضة للبيع، ببساطة نحن لن نستسلم ولن نقبل ما يريدون".

وتابع: "لا نريد ما حدث لنا أن يحدث لبلد آخر؛ سيكون الأمر خطيراً للغاية بالنسبة للمنطقة إن أصبحت هذه الأعمال قاعدة في التعامل".

وأضافت الصحيفة: "قطر، وردّاً على الحصار المفروض عليها، أقامت العديد من التحالفات التجارية عبر إيران وتركيا، وهما الدولتان اللتان وفرتا بديلاً للمجال الجوي والتجاري السعودي".

ونقلت الصحيفة عن نادر قباني، مدير الأبحاث في معهد بروكنجز بالدوحة، قوله: إنه "بالنسبة للسعوديين الذين يحاولون احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة، فإن هذا التحول من قبل قطر باتجاه إيران وإن بدا وقتياً لكنه سيتحول إلى مستمر ومستقر بمرور الزمن، وهذا قد يؤثر على الجغرافيا السياسية في المنطقة مستقبلاً".

وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية، التي توجد في أكبر قاعدة عسكرية بقطر، أن تتصدى لتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة؛ لذا فإنها تتوسط من أجل حلّ هذا النزاع الخليجي، حيث من المقرر أن يجتمع دونالد ترامب بقادة قطر والسعودية والإمارات في مايو المقبل، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

وأضافت: "يقول الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني إن قطر حالياً لم تتسلم أي إشارة من الدول المحاصرة إلى أنها مستعدة للاجتماع على طاولة واحدة لمناقشة خلافاتنا".

وتحدثت عمَّا قاله مسؤول سعودي كبير: إن "الأمر مع قطر ممكن أن يستمر لمدة سبع سنوات إذا لزم الأمر. نحن لا نفكر كثيراً في قضية قطر. القطريون بالنهاية ينتسبون للمدرسة الوهابية الشائعة بالسعودية، وإن كان فيها نسبة تحرر أكبر"، وفقاً لوصفه.

واستطردت الصحيفة الأمريكية: "أحد الأسباب التي ساعدت قطر على تجاوز الحصار هو امتلاكها شركة الخطوط الجوية القطرية، التي تسعى لتكون ثاني أكبر ناقلة شحن في العالم بحلول العام المقبل".

وتابعت: "رغم الحديث عن إمكانية تعرض الشركة لبعض الخسائر، فإن توفير إمدادات الطوارئ الذي اعتمدته الخطوط القطرية عقب فرض الحصار يستحق تعريض الناقل الوطني لبعض الخسائر التي تبدو مقبولة".

وأشارت إلى ما جاء في بيان لصندوق النقد الدولي، صدر مارس الجاري، من أنه يتوقع أن تحقق قطر نمواً في الناتج المحلي بنسبة 2.6% خلال هذا العام، مؤكداً أن الأثر الاقتصادي والمالي المباشر للحصار على قطر تلاشى.