شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية- ترجمة منال حميد -
كشفت شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية عن جهود كانت تقوم بها إدارة أمريكا لحل الأزمة الخليجية قبيل إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، أشد المناهضين للحصار الذي فرضته السعودية والإمارات على قطر، مشيرة إلى أن تلك الجهود توقفت بعد إقالته.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن مسؤولين أمريكيين كانوا قد توصلوا إلى اتفاق لعقد اجتماع بين دول الأزمة في الكويت بأبريل المقبل بشأن اتفاق مبدئي لإنهاء النزاع، وفقاً لما ذكره مسؤول خليجي رفيع المستوى، والذي أكد أنه تم إنهاء تلك الإجراءات عقب إقالة تيلرسون، وترحيل الملف إلى القمة المقررة في مايو بكامب ديفيد بالولايات المتحدة.
رحيل وزير الخارجية الأمريكي، الذي كان يدعو باتجاه تسوية تفاوضية للأزمة منذ بدايتها، واستبداله بمايك بومبيو، يعني أن السعودية وحلفاءها لن يكونوا تحت الضغط لإنهاء الأزمة قريباً، بحسب محللين.
يقول هشام الغنام، الباحث السعودي في معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكسترا، إن الحكومة السعودية ستستقبل وزير الخارجية الجديد بومبيو، ولكن التغلب على الأزمة الخليجية الحالية سيكون تحدياً صعباً بالنسبة له.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد أعلنت عن قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية مع قطر في الخامس من يونيو الماضي، متهمة الدوحة بتمويل الإرهاب وهو ما نفته قطر مراراً.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين قطريين قولهم إن الدوحة استوعبت الصدمة التي أحدثها الحصار، رغم أنه عطل فترة بسيطة الواردات، وقلص موجودات البنوك من الودائع الأجنبية.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، نفى في جلسة بواشنطن أهمية الخلاف مع قطر مقارنة بقضايا مثل اليمن، قائلاً إن قضية قطر ليست مهمة، ومؤكداً أيضاً أن الخطوات التي اتخذتها الدوحة حتى الآن، مثل توقيع مذكرة تفاهم لمكافحة الإرهاب مع أمريكا، وتقليص تمويل حماس، خطوات جيدة لكنها بحاجة إلى عمل المزيد، بحسب تعبيره.
وبالنسبة لإدارة ترامب فإن التركيز ينصب على دعم السعودية وعزل إيران، أما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فإنه لا يبدو في عجلة من أمره لحل الخلاف مع قطر، وفقاً لما قاله لعدد من محرري الصحف المصرية.
وقبل إقالة تيلرسون بيومين، أعلن وزير الخارجية المقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الجيبوتي محمود علي يوسف، أن الرئيس دونالد ترامب ناقش الأمر مباشرة مع قادة الدول الخليجية، وأشار إلى أن الخارجية الأمريكية ستقوم بمهمة جديدة هذا الأسبوع إلى دول الخليج. لكن المهمة لم تكتمل بسبب إقالته.
ويخطط الرئيس الأمريكي لاستضافة القادة الخليجيين بواشنطن في مايو المقبل، بيد أن إدارته تشترط تحقيق تقدم نحو حل الأزمة قبل عقد القمة.