ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

صحف أمريكية: ترامب أكثر قرباً لموقف قطر بعد عام من الحصار

في 2018/04/11

ترجمة منال حميد -

رأت كبرى الصحف الأمريكية تحولاً لافتاً في موقف الرئيس الأمريكي إزاء الأزمة الخليجية، وذلك في تعليقها على اللقاء الذي جمع دونالد ترامب بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الزيارة الودية لأمير قطر إلى البيت الأبيض شكلت تحولاً ملحوظاً في موقف ترامب الذي كان يصور قطر مع اندلاع الأزمة الخليجية على أنها جزء من المشكلة. بالمقابل، شكل ترحيب ترامب بالأمير دليلاً آخر على نجاح الجهود المكثفة التي بذلتها الدوحة لنقل الحقيقة إلى واشنطن، والتأكيد أنها شريك أساسي بمكافحة الإرهاب.

وتابعت الصحيفة الأمريكية: عندما قال ترامب إنه متأكد أن الدول التي كانت تدعم الإرهاب تعمل بنشاط من أجل وقف تمويله، وهذا يشمل الإمارات والسعودية وأيضاً قطر، لم يقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هذا التوصيف، ورد على الرئيس ترامب بالقول: "نحن لم ولن ندعم الإرهاب، ولا نتسامح مع من يمولونه، نحن نتعاون مع أمريكا لوقف تمويله في جميع أنحاء المنطقة".

ترامب أثنى خلال اللقاء على أمير قطر، واصفاً إياه بأنه "صديق عظيم، وهو يتمتع بشعبية كبيرة في بلده، شعبه يحبه، ونحن نعمل عى الوحدة في هذا الجزء من الشرق الأوسط، وأعتقد أن جهودنا تعمل بشكل جيد للغاية".

لم يكن هذا موقف ترامب من الأزمة الخليجية، فقد أعلن حينها موقفاً مؤيداً لدول الحصار، وقال إن قطر ممولة للإرهاب، وهو ما أدى إلى خلاف بينه وبين وزير خارجيته المقال، ريكس تيلرسون، الذي كان يرفض هذه الاتهامات، وتدخَّل من أجل إيجاد حلٍّ للصراع الخليجي.

صحيفة الواشنطن بوست، وفي تقرير لها عن اللقاء الذي جمع أمس ترامب وأمير قطر، قالت إنه وبعد مرور نحو عام على الأزمة الخليجية، لا يبدو أن هناك حلحلة لها، ولكن هناك تغيير واضح في موقف الرئيس ترامب حيالها.

وعلى مدى الأشهر الماضية، تقول الصحيفة، فقدت إدارة ترامب صبرها حيال الأزمة، خاصة بعد جهود قادتها للتوسط مبكراً لحلها، فلم يعد يكرر ترامب اتهاماته لقطر بشأن تمويل الإرهاب، وأعاد المسؤولون الأمريكيون تأكيد فضل الدوحة في إحراز تقدم بتحسين الشفافية.

وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن ترامب تحدث مؤخراً مع زعماء معظم الدول الخليجية، وحث الجميع على حل الأزمة، وكمثال على الجهود التي تبذلها قطر في مجال مكافحة الإرهاب، أشارت وزارة الخارجية للقائمة التي أصدرتها قطر بشأن وضع أفراد وكيانات قطرية على لائحة الإرهاب.

ومن العلامات الأخرى التي تؤكد أن هناك تغييراً كبيراً بموقف ترامب لصالح قطر في أزمتها مع جيرانها، الإعلان قبل يوم واحد من لقاء أمير قطر بترامب، أن الولايات المتحدة ستبيع قطر أنظمة متقدمة وصواريخ موجهة بالليزر بصفقة تبلغ قيمتها 300 مليون دولار.

وفي أوائل يونيو من العام الماضي، قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر دبلوماسياً وتجارياً، وفرض حصار بري وجوي عليها، بحجة دعمها للإرهاب، وهي التهمة التي نفتها الدوحة بشدة، ورفضت أيضاً أي مساس بسيادتها.