ديلي بيست- ترجمة شادي خليفة -
تم إسناد مهمة لمحارب قديم في عمليات الدعاية في «البنتاغون»، العام الماضي، لإنشاء فيلم يتهم قطر بوجود صلات لها بالإرهاب، وفق ما كشفه موقع «ذا بيرو» للصحافة الاستقصائية.
وكان «تشارلز أندريه»، الذي تم التعاقد مع شركته «أندريا آند أسوشيتس» لإنتاج الفيلم، يعمل في شركة «بيل بوتينغر» للعلاقات العامة أثناء حرب العراق، وفي ذلك التوقيت، ساعد في الإشراف على عقد بقيمة 500 مليون دولار مع «البنتاغون» لإدارة عمليات تأثير سرية خلال حرب العراق.
ويبرز عقد قطر الجديد مخاوف متزايدة بشأن حملات التأثير الأجنبي في قلب واشنطن، وفي الوقت الذي كان فيه الكثير من التركيز على دور روسيا في الانتخابات الأمريكية، كانت دول الخليج العربي تنفق مبالغ طائلة من المال لدفع إدارة الرئيس «ترامب» لتبني أجندتها.
وفي أغسطس/آب عام 2017، تم منح «أندريا»، الرئيس التنفيذي السابق لـ«بيل بوتينغر»، أكثر من 500 ألف دولار أخرى لإنتاج فيلم وثائقي من 6 أجزاء يربط قطر بالإرهاب العالمي.
وضم الفيلم الذي تم إنتاجه بشكل متقن، تحت عنوان «قطر.. حليف خطير»، خبراء متمرسين يتحدثون عن صلات قطر مع الجماعات الإسلامية، يتخللها أخبار ومقاطع فيديو.
وتم توزيع نسخ من الفيديو في فعالية أقيمت في معهد «هودسون» في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، وكان «ستيف بانون»، كبير المحللين الاستراتيجيين للرئيس «ترامب» سابقا، المتحدث الرئيسي في هذه الفعالية، كما كان وزير الدفاع السابق «ليون بانيتا» والجنرال «ديفيد بترايوس»، مدير وكالة المخابرات المركزية ضمن قائمة الحضور.
وقد تم عرض الفيلم الوثائقي أكثر من 700 ألف مرة على موقع «يوتيوب»، كما أنه قابل للانتقال إلى موقع «أمازون».
ووفقا لـ«تيم بيل»، المؤسس المشارك في «بيل بوتينغر»، أدار «أندريه» برنامج الدعاية للبنتاغون في العراق بينما كان في «بيل بوتينغر»، وتم الكشف عن العقد لأول مرة من قبل «ذا بيرو» و «ذا صنداي تايمز» عام 2016.
وتضمن برنامج العراق تقارير إخبارية تم إعدادها لتبدو وكأنه قد أنتجتها القنوات الإعلامية العربية، ومقاطع فيديو مزيفة للقاعدة تستخدم لتتبع المشاهدين، وكان فريق «بيل بوتينغر» «للحرب النفسية» يبلغ المعلومات للجنرال «بترايوس»، الذي قاد القوات الأمريكية في العراق.
وظيفة إماراتية
وظهر عقد الفيلم القطري في إعلان تسجيل عمل ضغط جديد تم تقديمه لوزارة العدل الأمريكية، وأظهر الإعلان أنه تم إنتاجه بتكليف من شركة «لابيس» للاتصالات، وهي شركة ناشئة مقرها دبي، مملوكة لصاحب عمل أفغاني من أصل أسترالي.
وينص عقد «لابيس» على إنتاج 6 منتجات وسائط متعددة تركز على التحقيق في دور دولة قطر وإثبات علاقتها بالإرهاب العالمي.
وتم التكليف بالفيلم في وقت كانت فيه الحكومتان السعودية والإماراتية تصعدان حملة دولية غير مسبوقة ضد قطر.
وفي الصيف الماضي، قطعت الدولتان العلاقات مع الدولة الخليجية الصغيرة، التي يتهمانها برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ويمثل الصدع انقساما كبيرا بين الدول الغنية بالموارد، وكلا الطرفان من حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين.
وبعد فترة وجيزة، منح المجلس الوطني للإعلام الإماراتي عقدا بقيمة 250 ألف دولار لشركة علاقات عامة في لندن، وذهب جزء كبير من هذا العقد إلى «إس سي إل سوشيال»، لشن حملة إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي ضد قطر.
وتعتبر شركة «إس سي إل سوشيال» جزءا من مجموعة «إس سي إل»، التي تمتلك أيضا «كامبريدج أناليتيكا»، وهي شركة غارقة الآن في جدل حول استغلالها لبيانات مستخدمي «فيسبوك».
ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز»، سعى «جورج نادر»، المستشار السياسي للحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة «محمد بن زايد آل نهيان»، أيضا إلى دفع أجندة دول الخليج في واشنطن من خلال عضو حملة «ترامب» «إليوت برويدي».
وذكرت صحيفة «التايمز» أن شركة «برويدي» «سيركينوس» حصلت على عقود مربحة في الإمارات، وأن «برويدي» نفسه كان يوزع مقترحات لحملة مناهضة لقطر في مارس/آذار عام 2017.
وليس من الواضح مدى نجاح أي من العمليات المعادية لقطر، ومع قراءة أول التعليقات على الفيلم في «يوتيوب» بعنوان «التحالف الخطير»، نجد أن التعليق الأول يقول: «هذا الفيديو دعاية أمريكية»، أما الثاني فيقول: «أنا أقف مع قطر».
كما أنفقت قطر الكثير على ممارسات الضغط في الولايات المتحدة، وفي وقت سابق من هذا الشهر، رحب «ترامب» بأميرها في البيت الأبيض.
وأيا كان الجانب الذي يسود، فإن الخلاف الخليجي كان داعما لشركات العلاقات العامة وشركات الضغط في واشنطن.