وكالات-
في ردٍّ دبلوماسي من الدوحة متزامنٍ على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري السابق، إن الوجود الأجنبي في بلاده "ليس لدرء خطر البعيد"، فيما أكد وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن "سوريا" مسؤولية جماعية للمجتمع الدولي.
ولم يشر المسؤولان القطريان إلى تصريح الوزير السعودي بوضوح، إلا أن حديثهم يأتي بعد يوم من تحوير الجبير كلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال ترامب إن دول منطقة الشرق الأوسط لم تكن لتبقى أسبوعاً لولا الحماية الأمريكية، مطالباً ما أسماها "الدول الثرية" بالدفع لمواجهة نفوذ إيران.
مطالبة ترامب صراحة للرياض، وفي أكثر من مناسبة، بدفع فاتورة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط حوّرها الجبير بأنه يجب على الدوحة أن تدفع ثمن الوجود الأمريكي في سوريا، مشيراً إلى أن "انسحاب الحماية الأمريكية من قطر سيُسقط النظام هناك (في قطر) خلال أيام".
والغريب في تصريحات الوزير السعودي هو أنها تجاهلت حديث ترامب المباشر حول رغبته بدفع السعوديين لتكلفة الوجود الأمريكي.
فقد كرّر ترامب صراحة أنه نجح في جعل الرياض تدفع المال مقابل الحماية قائلاً: "نتحدث عن الدفاع. نحن نعمل من كثب مع السعودية، وهم يدفعون جزءاً كبيراً من فاتورة الدفاع للشرق الأوسط بأكمله".
وفيما بدا رداً على حديث الجبير، قال حمد بن جاسم، في سلسلة من التغريدات على صفحته بـ"تويتر": "آسف لتصريحات بعض المسؤولين المتناقضة والتي قد أجزم أنها ليست من بنات أفكارهم، وآسف لأنهم قبلوا على أنفسهم هذا الحال، أستطيع أن أقول ما هو التناقض وأستطيع أن أبدي أسباب وجود الأجنبي في بلدي، للأسف فهو هنا ليس لدرء خطر البعيد، ولكن لدرء خطر.."، دون أن يوضح هوية المستهدف بكلامه.
وتابع قائلاً: "هم يحاولون أن يتناسوا مشاكلهم وما جلبوا على المنطقة من أخطار، وإذا أردنا أن نتحدث بوضوح أكثر عن الدول الكبيرة التي لم تستطع أن تحسم معاركها واستعانت بجيوش كثيرة في السابق، نتذكر بأننا استعنا بأكثر من 60 دولة لحماية الخليج وتحرير العزيزة الكويت".
وأضاف في تغريدة منفصلة: "أما في الوضع الراهن فهناك أمثلة فشل وتحديات كثيرة، يستطيع المواطن الخليجي أن يعيشها ويراها كل يوم"، في إشارة إلى الأزمة الخليجية وحصار قطر من قبل الرياض وأبوظبي والمنامة، منذ يونيو الماضي.
وتجمع الدوحة وواشنطن علاقات عسكرية متينة، ويتمركز نحو 11 ألف عسكري أمريكي، غالبيتهم من سلاح الجو، في قاعدة العديد، على بعد 30 كم جنوب غرب العاصمة، هي الأهم في المنطقة.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأزمة السورية "مسؤولية جماعية للمجتمع الدولي"، وذلك فيما بدا رداً منه على تصريحات لنظيره السعودي أن على قطر دفع كلفة الوجود الأمريكي بسوريا.
وقال نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن "سوريا باتت تشكل الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم"، مجدداً دعوته إلى "إيجاد حل سياسي للأزمة".
وفي تغريدة أرفق فيها الوزير صورة للمشاركين في مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، والذي قدمت فيه بلاده 100 مليون دولار للشعب السوري، ظهر الجبير ضمن المشاركين.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر اختتم أمس الربعاء، وشارك فيه ممثلون عن 85 دولة ومنظمة دولية.