ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

مورو: ترامب "لهف" أموال السعودية والإمارات ولا علاقة لنا بالإخوان

في 2018/05/01

الخليج أونلاين-

فى القيادي في حركة النهضة التونسية عبد الفتاح مورو أن يكون ترشيحهم يهودياً تونسياً بإحدى قوائمهم الانتخابية البلديّة مناورةً سياسيةً تهدف إلى إرضاء النظام الدولي، مشيراً إلى أن "النهضة" حركة سياسية كبقية الحركات لديها علاقة ثابتة مع اليهود منذ استقلال تونس.

وأكد مورو، في حوار خاص مع "الخليج أونلاين"، أن كره بعض السياسيين حركة النهضة مردُّه معاداة الدّين والإسلام والعقلية الإقصائية التي تُعشّش في أفكارهم.

وعن رأيه في التغيرات التي تشهدها المملكة العربية السعودية سياسياً ودينياً، رأى القيادي بـ"النهضة" أن الذي يحدث في المملكة محض مواقف سياسية، ولا يوجد تغيير اجتماعي جذري؛ لأن التغيير الجذري يقوم على أساس منهج فكري وآلة وجهاز متكوّن من مفكرين ودعاة وغيرهم، والسعودية مجتمع قبلي لا يَنفذ إليه الإصلاح من خلال حفلة موسيقية أو إعطاء سيارة إلى امرأة لتقودها.

وعن تعمّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إهانة بعض حكام الخليج وابتزازهم، قال مورو: "يؤلمنا أن نرى غرباً يبتزنا ويفتك أموالنا ويسخر منا، كما يحزّ في نفسي ألّا ندافع عن ثروتنا، فالسعودية ملكنا نحن أيضاً ولنا معها وشيجة مَحبّة".

والشيخ عبد الفتاح مورو، أحد أبرز مؤسسي الحركة الإسلامية في تونس، ونائب رئيس حزب النهضة، مرَّ بمحطات متعددة في حياته السياسية والعلمية والثقافية، وكانت ثروته الدعوية وفكره المنفتح على التيارات الأخرى محطَّ اهتمام كبير، جعله من أبرز مفكري ومنظري المنطقة.

هو سياسي ومحامٍ تونسي وقيادي تاريخي بحركة النهضة، يشغل حالياً خطة نائب أول لرئيس البرلمان محمد الناصر منذ 4 ديسمبر 2014، عُرف بمواقفه المثيرة للجدل وجرأته الكبيرة في انتقاد الأوضاع داخل تونس وخارجها.

ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في تونس والمتغيرات التي تمرّ بها المنطقة العربية وخاصة دول الخليج، كان لـ"الخليج أونلاين" هذا الحوار مع مورو، وفيما يلي نصه الكامل:

- "الخليج أونلاين": رشّحتم سيمون سلامة التونسي اليهودي على رأس قائمتكم الانتخابية في المنستير (واحدة من أهم مدن تونس)، هل تعتقد أن النظام الدولي قد يغيّر موقفه من إسلاميي تونس بعد هذه "المناورات"؟

- وهل كان لدينا موقف قديم من اليهود أردنا تغييره حسب رأيك؟!

- "الخليج أونلاين": لم يسبقكم أي حزب لترشيح يهودي على رأس قائمته.

هذا مواطن تونسي نعامله كرقم بطاقة هوية فقط، وواجبنا معاملته كذلك، فالانتخابات لا تقوم على أساس انتماء عقائدي؛ بل وطني وجهوي ومحلي، وهذا المواطن هو في الأصل إطار من إطارات المنطقة، التي ترشّح عليها.. وأظن أن الإشكال يكمن فيمن يتوقف على هذا الحدث وليس فيمن قام به، ومن يفكر على هذه الشاكلة هو الذي يجب أن يتطور.

"الخليج أونلاين": ولكن في المقابل، هناك أرض يحتلها اليهود، والهوّة آخذة في الاتساع بيننا وبينهم، فلِم تأتي حركةٌ مرجعيتُها إسلامية مثل حركتكم وتقوم بتبجيل مواطن يهودي ووضعه على رأس قائمتها الانتخابية؟! أليس في هذا إماءة للرأي العام الدولي؟

- نحن كما قلت سابقاً، لا موقف لدينا من اليهود ولا النصارى، نحن موقفنا من الصهاينة الذين يحتلون بيت المقدس، هؤلاء نحن معهم على فصال تام، كما أنني لا أتصور أنه يوجد لدينا اليوم مشكلة مع اليهود، فاليهود الذين في تونس هم تونسيون، وأنا زرت البيعة اليهودية (معبد لليهود في العاصمة) عدة مرات، ولدي علاقات كبيرة مع اليهود، وأنا تربّيت في منطقة "الحفصية" مع اليهود، الإشكال في ذهن من لم يفهم أن حركة النهضة هي حركة سياسية كبقية الحركات.

- "الخليج أونلاين": ولكنها حركة إسلامية.

- يقيناً هي ذاك، ولكنها لا تنازع على أساس عقائدي أو ديني مطلقاً؛ بل على أساس برامج، ونحن منذ الاستقلال إلى اليوم لدينا علاقة ثابتة مع اليهود، الذين كان منهم الوزير والنائب والقاضي والمسؤول في تونس.

- "الخليج أونلاين": قبل أيام قليلة من الانتخابات البلدية (6 مايو 2018)، ما توقُّعك لنتائجها بالنسبة لحركة النهضة؟

- ليس لدي توقّع؛ لأنني لا أملك أدوات الإحصاء، لكن ما يهمني هو إقبال الناس على الانتخاب، والتغيير الأهم هو نسب إقبالهم على المشاركة وليس نسبة نجاح "النهضة"؛ لأن "النهضة" حزب كبقية الأحزاب يخوض الغمار ليربح أو ليخسر فقط، وكغيره يخوض تجربة جديدة، وهي تجربة العمل المحلي والجهوي بكفاءات تتوافر لديه، والشعب هو الذي سيقيّم، المهم لدي الآن هو أن تنجح هذه المغامرة لإثبات تعلّق الناس بالمسار الديمقراطي واعتبارهم إياه ممارسة يومية لديهم.

- "الخليج أونلاين": من المتوقع أن يَصدر، خلال الأسابيع المقبلة، مشروع قانون المساواة في الميراث بعد أن تنهي لجنة الحريات الفردية أعمالها، ما موقفك من هذه المساواة؟

- نحن ننتظر أعمال اللجنة لنرى أوّلاً ما ستفضي إليه، ونذكّر بأن هذه اللجنة ستقدِّم دراسة وتعطي تحليلاً وتصورات، وقد تطرح أكثر من رأي، وهي تعمل منذ ما يقارب سبعة أشهر.. إلى ذلك، لا يمكن لي تقدير ما ستطرحه في النهاية.

- "الخليج أونلاين": ماذا لو مُرّر مشروع قانون المساواة؟ كيف سيكون موقفكم؟

- لا نستطيع تقديم رأينا في شيء ما زلنا نفترضه، ولكن إذا وُضع هذا المشروع قيد الطرح فسترى إجابتنا في البرلمان.

- "الخليج أونلاين": ليس هذا فحسب، فاللجنة قد تصدر مشاريع قوانين أخرى تتعارض مع الشريعة الإسلامية، فهل ستتصدّون لهذه القوانين كحركة ذات مرجعية إسلامية؟

- اللجنة لا تُصدر مشاريع قوانين؛ لأنها ليست لجنة تشريعية؛ بل لجنة فكرية قانونية تقدّم لنا رؤية تُناقش.

- "الخليج أونلاين": في أكثر من مناسبة عبّر مفتي تونس عن عدم تعارض مثل هذه القوانين مع الشريعة الإسلامية، ما تعليقك؟

- لا أذكر أن المفتي قال هذا، كما أنه جاءنا سابقاً إلى البرلمان فيما يتعلّق بموضوع المساواة في الميراث، وقال إن هذا القانون حرام، وكلامه مسجّل في محاضرنا.

- "الخليج أونلاين": ما موقفك من مفتي تونس عثمان بطّيخ؟

- نحن نقول إنه لا بد من تطوير مؤسسة الفتوى وليس الشخص، أي أن تقوم على عمل جماعي وعلمي، لا أن يقتصر عملها على متابعة الهلال فقط.

- "الخليج أونلاين": كثير من المشايخ يقولون إن الشريعة في تونس مطبَّقة بنسبة 95%، هل تشاركهم الرأي؟

- أمر الشريعة ليس مطروحاً أصلاً بالنسبة لنا، هل رأيت مثلاً أننا طالبنا بتطبيقها؟ نحن ملتزمون بما يقرَّر في مجلس الشعب فقط.

- "الخليج أونلاين": حتى لو كان يتعارض مع الإسلام؟

- على كل حال، لم يحصل ذلك.

- "الخليج أونلاين": لماذا يتهمك خصومك بأنك أصبحت داعية للانحلال أكثر منه إلى دَمَقْرَطَةِ الإسلام؟

- وأين يتبلور هذا؟! لا يوجد أحد في تونس يتشبث بثوابت المجتمع التونسي مثلي، كلامك ليس صحيحاً.

- "الخليج أونلاين": لكن الفيديو الأخير الذي أظهرك تغنّي في تجمُّع نسائي دفع بعض النهضاويين أنفسهم إلى التبرُّؤ من أعمالك.

- غنّيتُ النشيد الرسمي في تجمُّع نسائي، ولا يوجد في الشرع ما يمنعني من ذلك، والمحظور هو أن نمشي في منكر كأن أجلس مع امرأة في خلوة. إذا كان هنالك أناس لديهم في أذهانهم فكرة أن هذا ممنوع، فأنا أقول لهم إنكم مبتدعون.

- "الخليج أونلاين": هل اختارت "النهضة" الانسلاخ عن الإسلام السياسي أم أنها أُجبرت على ذلك؟ فمواقف العديد من قياداتكم تغيّرت بين سَنة الثورة (عام 2011) واليوم، وعلى رأسهم راشد الغنوشي مثلاً، الذي غيّر موقفه من بورقيبة.

- موقفه سياسي، ثمّ متى انسلخت حركتنا عن الإسلام السياسي أو انضبطت له؟ نحن اليوم حركة سياسية في الحكم، ليس مطروحاً عليها إسلام أو عدم إسلام؛ بل مطروح عليها إصلاح البلاد وتطويرها وتنميتها، أعندما ننشغل بهذا تطلبون منا خوض معارك الأيديولوجيات؟!

- "الخليج أونلاين": الفصل بين النشاط الدعوي والسياسي، هل كنتم مجبَرين عليه؟

- هذا فصل تخصُّصي، فأنا عندما أريد مثلاً إقامة طريق في منطقة ما، لا أستطيع الاستعانة بإمام.

- "الخليج أونلاين": ما موقفك من التهديدات التي تعرّضت لها هيئة الحقيقة والكرامة ورئيستها سهام بن سدرين (منع الهيئة المعنيّة بملف العدالة الانتقالية من استكمال أعمالها إلى نهاية العام)؟

- فيما يتعلّق بمسار الهيئة فكلنا متمسكون به، وأما ما يتعلق بتقييم أداء رئيسة الهيئة سهام بن سدرين، فهذا يعود إلى وجهات نظر مختلفة، ولا نستطيع تقييمها إلا إذا كاشفتنا في تقريرها النهائي، فالهيئة لم تقدم لنا غير ستّ أو سبع حلقات تلفزيونية فقط لا غير (جلسات استماع علنيّة لضحايا الانتهاكات في تونس، تم بثها على الهواء مباشرة).
 

- "الخليج أونلاين": هناك تهديدات جدية لمكاسب الثورة اليوم، هل كانت "النهضة" سبباً فيها؟
- التهديدات موجودة نعم، لكن هل "النهضة" تملك مفتاحاً لتسمح للناس بالتهديد من عدمه؟ تونس تَسَعَ الجميع، ولا يمكننا إقصاء أحد، وهذا هو الإقصاء الذي لا نريد الوقوع فيه.

- "الخليج أونلاين": ولكنكم مهدَّدون بالإقصاء اليوم!

- دعهم يقصونا، نحن لن نقصي أحداً، وسنبقى حريصين على حق الجميع في البقاء بإطار القانون، نعم هنالك تهافت وتهديد لقدرة الدولة على تسيير الشأن الاقتصادي، هنالك رغبة في تعجيز الدولة ؛لأن الطلبات التي تقدّم منها منذ الثورة إلى الآن لا تأخذ بعين الاعتبار قدرات الدولة وإمكاناتها.

- "الخليج أونلاين": رغبةٌ ممّن؟

- رغبة من الجميع، الكل يريد أخذ حصته من الدولة ولا يهمّه غيره، والسياسيون أنفسهم ما زالوا يقدمون وعوداً يستحيل تحقيقها؛ لأنهم فعلاً لم يأخذوا قدرات الدولة بعين الاعتبار، فالسياسة ليست تعداد النقائص؛ بل هي انطلاق من الممكن، الذي نعرف من خلاله ما الذي يمكن إنجازه.

- "الخليج أونلاين": ألا يمكن القول إن تهديد مكاسب الثورة يأتي على أيدي أناس أنتم سمحتم لهم بالمرور دون حساب؟

- نحن حزب لديه 59 كرسيّاً في البرلمان ولا نمثل إلا أقل من ثلث المجتمع التونسي.

- "الخليج أونلاين": ولكنكم تحالفتم في إطار كتلة محترمة مع من اضطهدوا في النظام القديم، ألم تستطيعوا الضرب بيد من حديد؟

- هنالك عدالة انتقالية في البلاد، ولم نأتِ لنخنق كل من هبَّ ودبَّ؛ لأننا دولة منظَّمة فيها قانون وبرلمان، ولسنا نحن من نتصرَّف؛ بل الشعب من خلال نوّابه الذين يسنُّون القوانين المتماشية مع تصوراته، والدولة التونسية اختارت أن يعاقَب الظالمون عن طريق العدالة الانتقالية.

- "الخليج أونلاين": وما رأيك في "المنجي الرحوي" (نائب بالبرلمان وقيادي بالجبهة الشعبية)، الذي قال إنه خُلق هو ورفاقه فقط لإزاحة حركة النهضة من الساحة السياسية ودحرها؟

-الفيصل بيننا ليس إقصاء أمثال "الرّحوي" من الساحة؛ بل الصندوق.

- "الخليج أونلاين": لماذا تثق كثيراً بالصندوق، في حين قد يُنقَلبُ عليه أيضاً كما فُعِل بالرئيس محمد مرسي في مصر، وهنالك من دعا من النواب اليوم إلى تفعيل البيان رقم 1 (الدعوة لانقلاب عسكري)؟

- إذا كنا نثق بالصندوق فأمر الداعي إلى البيان رقم 1 مردود إلى الاقتراع والصندوق أيضاً، ليس لدينا وسيلة أخرى للفصل بين الفرقاء.

- "الخليج أونلاين": وما رأيك في التقارير التي تزعم وجود تدخّل إماراتي-سعودي في الشأن الداخلي التونسي؟

- هو كلام نسمعه دائماً، لكنني أنزّه إخواننا المشارقة من أن يكون لهم طمع في تونس؛ لأن تونس ليس مطموعاً فيها، نحن بلد صغير يريد العيش بإمكاناته الذاتية، يحتاج لإخوانه من أجل تمكينه من الخروج من الأزمة.

- "الخليج أونلاين": لكن المطمع هو ألّا تنجح التجربة الديمقراطية في تونس كي لا تصاب أنظمتهم "بعدواها".

- نحن أبعد من أن نعدوهم بتجربتنا، وأنا أتصور أن لبنان نفسه وهو الأقرب جغرافيّاً، لم يصب أحداً بعدوى تجربته الديمقراطية الناجحة والعتيدة.

- "الخليج أونلاين": لكن، ليس هنالك إسلاميون في لبنان، والأنظمة المشرقية تتخوّف من الإسلاميين بالذات.

- نحن ليس لدينا شيء نريد تصديره للناس، وكوننا في بلدنا، فنحن متفقون مع محبينا وكارهينا في الوقت نفسه.

- "الخليج أونلاين": لكن معلوماتنا تؤكد أن "النهضة" ناقشت هذا التدخل في أكثر من اجتماع داخلي، وأعرب قياديون بحركتكم عن تخوفهم من حدوث انقلاب في تونس؟

- تضخيم الدور الإماراتي في السعي إلى تدبير انقلاب لا يقوم على وقائع مادية في الحقيقة.

- "الخليج أونلاين": التمويلات أليست دليلاً، رئيس الدولة نفسه تلقى من الإمارات عطايا؟

- هذا ليس ثابتاً بالنسبة لي، وإذا ثبت فإنه يُدخلنا تحت طائلة القانون.

- "الخليج أونلاين": ومن يعاقب رئيس الجمهورية؟ فلديه الكثير من الملفات المُدخَلة تحت طائلة القانون، ومع ذلك لم نره يعاقَب.

- لم يشتكه أحد.

- "الخليج أونلاين": بصراحة، هل تتأهبون لأي محاولة انقلاب قد تقوم ضدكم.. فقد صرتم آخر الإسلاميين تقريباً على الساحة الدولية؟

- في المغرب موجود إسلاميون ناشطون مثلنا، والتعامل السياسي على الساحة السياسية لا يفصله إلا الساحة السياسية، هنالك أناس يحبوننا وأناس يكرهوننا.

- "الخليج أونلاين": مِن الناس الذين يكرهونكم، ألا تتوجسون من أن ينقلبوا عليكم؟
- نحن ساعون إلى أن تظل مؤسسات البلاد فاعلة لحماية تونس من أي تصرف غير قانوني بقدراتنا وإمكاناتنا، ومشاركتنا في الحياة السياسية والحياة العامة هي رغبة منّا في ألا ينقلب على المسار الديمقراطي.

- "الخليج أونلاين": هل خوفكم من الإمارات والسعودية دفعكم للتبرُّؤ من الإخوان المسلمين ومعاداتهم في حواراتكم؟

- ليس لنا علاقة بالإخوان المسلمين من قديم، وقلناها ونعيدها.

- "الخليج أونلاين": إذن، لماذا تُوضع صورة راشد الغنوشي تحت صورة حسن البنا في مقر الإخوان المسلمين بمصر؟

- لا أعرف هذه الصورة إطلاقاً، ولكن إذا وُجدت فهي -حسب رأيي- مجرد اعتبار؛ لأن فكر راشد الغنوشي يصبّ في تيار "الإخوان"، نحن قلنا منذ قديم إنه لا يجمعنا مع الإخوان المسلمين غير بعض التقاطعات، ونحن منذ خلقنا حركة النهضة كنا نختار قياداتنا وننظّم مشاريعنا دون إملاء من أحد.

- "الخليج أونلاين": ألا يمكن اعتبار كلامك هذا ضرباً من ضروب التقيّة وأنكم تنتظرون لحظة التمكين؟

- وهل نمارس التقيّة منذ سنة 1974؟! ألا ترى تصرفاتنا؟ أين التقية فيها؟!

- "الخليج أونلاين": رغم كل هذا الكلام "المدني والحداثي" يا شيخ، لماذا إلى اليوم نجد شخصاً كالنائب بالبرلمان "منجي الرحوي" يناصبكم العداء؟ لماذا لا يزال البعض يكرهكم إلى الآن؟

- "الرحوي" جُبل على معاداة الدين أصلاً، وُلد على معاداة الإسلام، فليس بإمكانه أن يحبّنا.

- "الخليج أونلاين": السياسية عبير موسى (رئيسة الحزب الدستوري الحر) أيضاً تناصبكم العداء وغيرها، لماذا يا ترى؟


- لأنها امرأة إقصائية، وترى أنها الوحيدة التي لها أحقّية في أن تعيش، فضلاً عن عيشها بفكر دستوري لم تُبيّنه.

- "الخليج أونلاين": كداعية، ما رأيكم في التغيرات التي تشهدها المملكة العربية السعودية سياسياً ودينياً؟

- أنا أقول إن الذي يحدث في السعودية هو محض مواقف سياسية، ولا يوجد تغيير اجتماعي جذري؛ لأن التغيير الجذري يقوم على أساس منهج فكري وآلة وجهاز متكوّن من مفكرين ودعاة وغيرهم، والسعودية مجتمع قبلي لا يَنفذ إليه الإصلاح من خلال حفلة موسيقية أو إعطاء سيارة إلى امرأة لتقودها.

- "الخليج أونلاين": يتعمّد دونالد ترامب، رئيس أمريكا، اليوم، إهانة بعض حكام الخليج وابتزازهم لو صحّ التعبير، ماذا تعتبره؟

- يؤلمنا أن نرى غرباً يبتزنا ويفتك بأموالنا ويسخر منّا، كما يحزّ في نفسي ألّا ندافع عن ثروتنا، فالسعودية مِلكنا نحن أيضاً ولنا معها وشيجة مَحبّة.

- "الخليج أونلاين": ألا ترى أن هذا الرضوخ مبرّر؟

- ليس جديداً، فأمريكا تحكم العالم منذ الحرب العالمية الثانية، لكن لم يحصل أن "لَهَفَتْ" منا مثل هذا المبلغ الذي لهفه ترامب من السعودية والإمارات، يبدو أننا اليوم نعاني حالة قصوى من الضَّعف.

- "الخليج أونلاين": ألا يمكن اعتبار هذا الابتزاز خوفاً على العروش؟

- كلُّ شيء ممكن، ولا نريد أن تحمي دولٌ مبتزةٌ أنظمتَنا.