الراي الكويتية-
أوضحت مصادر ديبلوماسية خليجية لـ «الراي» ان التحرك الكويتي الأخير لرأب الصدع بين دول الخليج «لم ينجح في فتح كوة في جدار الأزمة التي تقترب من بلوغها العام».
وأشارت المصادر إلى أن الرسالة الكويتية الى قادة دول الخليج «تضمنت الرؤية المعروفة حول ضرورة رصّ الصفوف في مواجهة التحديات، وضرورة الالتقاء وطرح كل المواضيع الخلافية في اطار من الصراحة والشفافية ووضع إجابات مع ضمانات للتنفيذ».
وأضافت أن التحرك الكويتي هدف إلى «أن تكون المبادرة بيد الدول الخليجية لا بيد الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية الصديقة، مع الاحترام الكامل لكل تحرك مساعد، إنما أهل مكة أدرى بشعابها. كما أن الحل عندما يأتي من داخل البيت الواحد تكون كلفته أقل مهما حصل من تنازلات بين الأشقاء، لأن الحلول الخارجية قد تفرض التزامات بأحلاف امنية واقتصادية ما قد يعرض دولنا ومجتمعاتنا لاستنزافات مادية، إضافة إلى ارتباطات سياسية قد لا تنسجم بالضرورة مع توجهات دول الخليج».
وشخصت المصادر وضع المنطقة بأنه «غير طبيعي على الإطلاق وتوقع المخاطر منسوبه عال، فهناك تداعيات الزلزال المسمى إلغاء الاتفاق النووي مع ايران، وهناك الأوراق الملتهبة التي يتم تحريكها في إطار المواجهة الإيرانية - الأميركية، وهناك خطة التمدد الإقليمي سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو سورية أو اليمن... وهذه المعطيات تفرض - حسب رؤية الكويت - أن تواجهها دول الخليج بشكل موحد، لأن مخاطر البقاء متفرقين، مهما كانت الأسباب، اكبر بكثير من مخاطر مواجهة التحديات بالحد الأدنى من التوافق».
وأكدت المصادر ان «التفاصيل اليومية والأفعال وردودها ووسائل الاعلام وبعض التدخلات الاجنبية ما زالت تلعب دورا في بقاء الأزمة، فالدول المقاطعة لقطر تعتبر ان اسباب المقاطعة قائمة وان شيئا لم يتغير، وقطر تعتبر ان دول المقاطعة غير مستعدة لملاقاة اي خطوة قد تخطوها لجلاء الأزمة... وعندما يفتح كل طرف دفتر التفاصيل والتدخلات والممارسات الاعلامية وتسريبات اللقاءات مع الغربيين، يفتح الطرف المقابل التفاصيل نفسها وبالتالي يعود الجميع الى المربع الأول».
وخلصت المصادر الى القول ان الجميع «يحترم دور الكويت ورسالتها للتلاقي ورؤيتها الجدية للمخاطر التي تعصف بالمنطقة، وبالتالي فإن هذا الدور سيستمر وان وسم التعثر الجهود الأخيرة».