صحيفة الاندبندنت-
أكدت صحيفة الاندبندنت أن الأزمة الخليجية جعلت السعودية تمنع بث جميع مباريات كأس العالم الـ64 بعد حظر beIN Sports" القناة الرياضية القطرية التي تملك حقوق البث. حيث اتخذ هذا الموقف في أعقاب حصار قطر في يونيو الماضي ، مما أدى إلى منع السعودية "beIN Sports" بسبب حظر التجارة بين البلدين.
وقالت الصحيفة البريطانية إنه بالإضافة إلى كأس العالم ، تملك القناة التي مقرها الدوحة حقوق بث الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي في جميع أنحاء الشرق الأوسط. بعد فترة وجيزة من بدء الأزمة ، منع السعوديون بيع أجهزة البث الخاصة بـ beIN ومنعوا العملاء الحاليين من دفع الاشتراكات في القناة.
وأضافت الصحيفة أن السعودية تمكنت من قرصنة القناة باستخدام خدمة ساتاليت مقرصنة تدعى beOutQ ، وهي "مقفلة جغرافيًا" ، لذا لا يمكن إلا لمستخدمي الإنترنت في السعودية الذين يدفعون 80 جنيهاً إسترلينيا فك الشفرة والوصول للمباراة . حيث تبث قناة beOutQ نفس المحتوى تمامًا كما هو الحال على شاشة beIN ، مع نفس خبراء الأستوديو ، بتأجيل لمدة 10 ثوانٍ فقط مع وضع شعار beOutQ .
وأنفقت beIN Sports" نحو 120 ألف جنيه إسترليني في محاولة لمعرفة كيف تقوم المحطة التي تتخذ من السعودية مقرا لها بسرقة البث حتى يتمكنوا من قطع الصورة عليها ،ولكنهم إلى حد الآن تمكنوا فقط من تتبع إشارة BeOutQ إلى الرياض.
قرصنة سعودية
نقلت الاندبندنت عن توم كايفني، المدير التنفيذي في شركة beIN: "يتم نقل الإشارة المقرصنة من قبل شركة القمر الصناعي" عربسات "التي تتخذ من الرياض مقرا لها ، وأكبر مساهم فيها هي السعودية". وأضاف أن عملية BeOutQ " تملك قدرات تقنية هائلة وتمويل بملايين الدولارات... هذا ليس شخصًا في غرفة نومه".
وقالت الصحيفة إن ممثل وزارة الثقافة والإعلام في السعودية لم يجب على رسائل وجهتها الصحيفة تطلب فيها التعليق على هذه الاتهامات ".
وبينت الصحيفة انه من المعتقد أن القناة السعودية قادرة على إعادة بث المحتوى الذي تم تسليمه لمشتركي beIN. ومن المفروض أن كل عميل لديه رقم تعريف خاص به ، يسمى بصمة الإصبع ، وعادة ما يمكن الكشف عن الاختراق إذا تم تنفيذ الاحتيال وقطع العرض. ويبدو أن عملية BeOutQ وجدت طريقة لتجاوز بصمة الإصبع.
وقال كيرون شارب الرئيس التنفيذي لشركة FACT ، وهي شركة بريطانية لمكافحة القرصنة: "نحن على دراية بالغضب الذي يصيب قناة beIN بسبب هذه القرصنة.
وأضاف أن فقدان beIN لحصتها في السوق لفائدة مشغل غير قانوني يسبب لها مشاكل ضخمة. على الرغم من أن البعض قد يشعر أن الأمر لم يعد كما كان ، فإن نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ما زال أمرا مهما في جميع أنحاء العالم...في الماضي ، اتخذت رابطة الدوري الممتاز إجراءات ضد القرصنة في أماكن مثل الشرق الأقصى . لكن الأمر يصبح صعبًا عندما تكون هناك حكومة متورطة. الجميع يقول إنها القرصنة التي ترعاها الدولة.
شريك دولي
وقال أحد المتحدثين باسم الاتحاد الانجليزي : "تعد beIN شريكا دوليا قيما لـنا . نتعامل بجدية مع قضايا القرصنة ونقدم الدعم إلى beIN في جهودها لمكافحة القرصنة".
بالإضافة إلى كأس الاتحاد الإنجليزي كانت الأشهر القليلة الماضية من موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لعام 2017-2018 مقرصنة أيضًا من قبل شركة BeOutQ.
حيث قال متحدث باسم الدوري الإنجليزي الممتاز: "يدير الدوري الممتاز برنامجًا مهمًا لمكافحة القرصنة في مجموعة من الدول لحماية حقوق النشر . وأضاف "مثل جميع منشئي المحتوى وأصحاب الحقوق ، يعتمد نموذج أعمالنا على القدرة على تسويق الحقوق المحمية وبيعها وسنتخذ جميع الإجراءات المتاحة لدعم الاستثمار الذي قام به شركاء البث الشرعيون لدينا".
وواصل التقرير : إن مسؤولية موردي الحقوق - مثل الاتحاد الإنجليزي ودوري الدرجة الأولى - تقع على عاتقهم ضمان عدم قيام الآخرين بالتعدي على حقوقهم. حيث صرحت صوفي جوردان ، المستشارة العامة لمجموعة beIN MEDIA: "خلال الـ 10 أشهر الماضية ، قائلة : قامت BeOutQ ومساندوها السعوديون بنقل المحتوى الخاص بنا بشكل غير قانوني ، وسرقة الملكية الفكرية بوقاحة وجعلها خاصة بهم. وإذا تم ترك الوضع دون مراقبة، فسيكون لذلك تأثير كبير وطويل المدى على تمويل الرياضة و برامجها التي نتمتع بها جميعًا".
وذكرت الصحيفة البريطانية أن beIN أنفقت المليارات لتأمين الحقوق الحصرية لبث أهم البطولات في العالم ، وفي بعض الحالات تقدم القناة القطرية أكثر من القيمة التسويقية لتأمين أسبقيتها في الشرق الأوسط. لكنها تواجه الآن سيناريو القرصنة وهو خدمة الأقمار الصناعية التي توفر إمكانية الوصول إلى جميع مباريات كأس العالم الـ64 ، وعدم القدرة على إيقافها.
وعلى الرغم من أن الفيفا تدعم جهود beIN لمكافحة القرصنة ، إلا أنها كانت مترددة في انتقاد السعودية علانية. حيث يشير المراقبون في هذا الإطار إلى أن سبب هذا الموقف ربما يعود إلى الاستثمارات السعودية التي أعلن عنها مؤخرًا في بطولة كأس العالم للأندية التي تبلغ قيمتها 15 مليار جنيه إسترليني والتي تأمل هيئة كرة القدم في إطلاقها عام 2021.