أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-
أسفر التعاون السعودي الاماراتي المكثف والمنفرد عن مجلس التعاون الخليجي، عن علاقة ثنائية صريحة تستغني بها الدولتان عن المحيط الخليجي، عمليا، وذلك عبر مجلس التنسيق السعودي الاماراتي، والذي اتضح جليا انه بديل عن مجلس التعاون.
وكما جاء بالاخبار بدايات يونيو الجاري وتحديدا في الاسبوع الاول منه، فقد بدأ الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي عقد في جدة ، بالمملكة العربية السعودية.
وقالت التقارير ان المجلس الجديد سيعلن حقبة تعاون أوثق بين البلدين في مجالات مثل الدفاع والسياسة والثقافة.
وعلقت صحيفة ذي ناشيونال بالقول، انه ومع تشكيل مجلس التعاون الخليجي منذ عام 1981، وافقت الدول الأعضاء على أهداف تعزيز التنسيق والتكامل والاتصال المشترك. وقال ميثاق دول مجلس التعاون الخليجي إنه سيعمق ويعزز العلاقات والروابط ومجالات التعاون الموجودة بالفعل بين أهل الخليج في مختلف المجالات من خلال صياغة أنظمة مماثلة في القطاعات الرئيسية، مثل الشؤون المالية والتشريعية.
ومع ذلك، فإن شراكة محددة بين الإمارات والسعودية متجذرة بعمق في تاريخ الشعبين.
ورصدت الصحيفة كذلك ارهاصات لهذا المجلس تمثلت في عقد اللجنة الأمنية الإماراتية السعودية المشتركة، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني، أول اجتماع لها في أبو ظبي في 15 نوفمبر 2017. واتفق الجانبان آنذاك على العمل معاً على مكافحة جميع أشكال الجريمة، وخاصة الاتجار بالمخدرات، وعملية لتبادل المعلومات.
وبعيدا عن الصيغة الخبرية، فإن هذا التعاون اسفر في اول شكل له عن الهجوم والعدوان على الحديدة، هذا الميناء الذي يشكل المدخل الرئيسي للغذاء، وهذه المدينة التي تؤوي اكثر من 600 الف مدني، دون العبء بمصيرهم او مصير الملايين المعتمدين في غذائهم اي حياتهم على الميناء!
حتى المواقع الصهيونية ربطت بين الهجوم وبين انشاء المجلس وكشفت عن رعاية ترامب له!
يقول موقع ديبكا الصهيوني في تقرير مرحب بهذا المجلس وبالعدوان على اليمن، انه: "تم إطلاق الهجوم المشترك بعد أقل من أسبوع من تأسيس المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة رسمياً منظمة خليجية جديدة تسمى مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، والتي تستولي فعليًا على سلطة مجلس التعاون الخليجي المخضرم. من خلال المجلس الجديد النابض بالحياة، سيحصل أميران ولي العهدان والرئيس دونالد ترامب على آلية هجومية في منطقة الخليج الغنية بالنفط".
بالطيع كان لمجلس التعاون الخليجي حسناته وسيئاته، بالنسبة لشعب الخليج، ولكنه كان ضمانة وحدة خليجية وتنسيق على اعلى المستويات في القضايا العميقة والملفات الخطيرة.
وبعد وصول اشبال السياسة وصبيانها للسيطرة على السلطة الفعلية، تغيرت الموازين وبدت نوايا ابتلاع السيطرة على القرار الخليجي لطرفين بعينهما وهما السعودية والامارات.
وكان الملف اليمني خير شاهد على هذا التنسيق وهذه الهيمنة الحمقاء.
واليوم تم فيما يبدو الاستغناء عن المجلس العريق، لتشكيل مجلس يعكس الواقع الخليجي المؤسف، والذي مفاده سيطرة دولتان تتميزان بقيادة متهورة، قد تجلب الويلات على منطقة الخليج بكاملها.
والمؤسف انه لا يوجد رد فعل خليجي قوي يوقف جموح الدولتين، بل ويسعى لترميم مجلس التعاون حتى في مواجهتهما لاستعادة التوازن والامن الخليجي، بدلا من العبث الحالي والذي لن تفرق تبعاته بين اي دولة خليجية، ايا كانت مواقفها او تمايزاتها.