الشرق القطرية-

فتاوى كثيرة من الفقهاء تقول أنه لا يجوز تعطيل فريضة الحج على الناس ممن يسيرون أمور الحرم، إلا لأسباب كبرى تحول دون إتمامها، كانتشار وباء فى الحرم... ولكن كل المؤشرات تدل على أن الأمر في هذا المكان الطاهر يسير على ما يرام، لا وباء لا أمراض ولا حرب.. فلماذا تحاول السعودية عرقلة ومنع أهل قطر من مواطنين ومقيمين من أداء الفريضة؟

لا قطريين في الحرم

القطريون لم يصلوا للسعودية إلى الآن لأداء فريضة الحج، هكذا يقول أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية في السعودية الأمير خالد الفيصل... لم يذكر الرجل الأسباب ولم يحدد لماذا "غُيّب" أهل قطر عن الحج هذا العام كما سابقه.

شكل حديث للمنع
الأمير خالد الفيصل أمس أثناء تدشينه حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" ظهر عليه الاستغراب بأنه لم يصل أي حاج من قطر، بيد اآن الاستغراب هنا لم يكن في مكانه الصحيح، فالمنع الذي تتبعه السعودية أخذ اشكالاً جديدة في العام 2018 ، فالشكل الحديث للمنع قائم على وضع العراقيل وتكثيفها والتفنن فيها لمنع حجاج دولة من من الحج لظروف سياسية بحتة واستخدام صريح لفريضة الحج للضغط على الدول للانصياع والدخول في عباءة خادم الحرمين الشريفين وتنفيذ سياسات الرياض..

يقول الأمير خالد الفيصل إن محاولات تسييس الحج هي في الأصل حملات موجهة ضد المملكة السعودية وليس الحج ذاته، مضيفا أن تلك حملات تهدف إلى الانتقاص من مساعي المملكة في هذا المجال "لكن أفعالنا تكذب الشائعات التي ينشرها الحاقدون والكاذبون".

أفعال السعودية تكذب السعودية

إلا أنه من الواضح بأن أفعال السعودية تكذب السعودية نفسها وليس أحداً آخر، فالسلطات السعودية تشير المعطيات بأنها هي من تمنع خطوط الطيران القطرية بالتحليق في الأجواء، وتمنعها من نقل حجاج قطر، ولا تسمح لهم بحجز تذاكر السفر إلا على خطوط الطيران السعودي، ومنع التعامل بالريال القطري وعدم صرفه.

والسعودية ذاتها تقول اللجنة الوطنية لحقوق الانسان أنا تقود حملات التشويه والكراهية والتحريض ضد القطريين، الأمر الذي أثرت على طريقة تعامل المجتمع السعودي مع القطريين، فلن يجد القطري نفسه آمناً، وهذا سيعرضه لحملات الكراهية والعنف.

كما أنّ حملات الحج والعمرة القطرية تضررت كثيراً من خسائر موسم الحج العام 2017، ومنعت السلطات السعودية التعامل مع الحملات القطرية، وأغلقت سفارتها في الدوحة، ولم تسمح لأيّ بعثة قطرية رسمية بالتواصل مع الوزارة السعودية. وذكرت الحملات القطرية أنها تتخوف من تعريض حياة القطريين للخطر بترتيب إجراءات السفر للحجاج خوفاً من موقف لا يحمد عقباه، ومن تعريض حياتهم لإجراءات تعسفية.

السعودية اعتقلت مواطنين قطريين كانوا في طريقهم لأداء العمرة ذهبوا ولم يعودوا إلى الآن، ويبدو أن إلا أن التاريخ سيذكر جيداً بأن السعودية منعت القطريين ومن يقيمون على أرض قطر من الحج بوضع عوائق وعراقيل تمنع أي مسلم من أداء الفريضة.. مثلهم فعل القرامطة قبل مئات السنين..

الأوقاف تضع النقاط على الحروف

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر قالت في هذا السياق استمرار نفس العراقيل والمعوقات التي تقوم بها السعودية دون تطور ملموس واستمرار منع حملات الحجّ القطرية من الدخول إلى الأراضي السعودية، بالإضافة إلى عدم تمكين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من رعاية شؤون الحجاج كما هو معمولٌ به مع جميع دول مجلس التعاون.

وأكدت أنه تم رصد عشرات الانتهاكات المتعلقة بحقوق القطريين والمقيمين على أرض دولة قطر أثناء أداء فريضة العمرة خلال الفترة الماضية ومنع الكثير منهم من دخول الأراضي السعودية وقد وصل الأمر حدّ إعادة بعضهم بعد وصولهم إلى مطار جدّة ، مما يؤكد على الانتقائية وضبابية الإجراءات التي تخضع أحيانا لمزاج الأفراد.

مبينة تواصل الخطاب الإعلامي المؤجج للمشاعر ضد المواطنين القطريين وبشكل ممنهج مما قد يشكّل خطراً على سلامتهم.هذا مما حال دون استكمال حملات الحج القطرية تنظيم رحلات الحج والعمرة للقطريين والمقيمين أسوة بدول مجلس التعاون الخليجي بناءً على محاضر الاتفاق على ترتيبات وأسس شؤون الحج قبل موسم عام 1438هـ .