ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

الإمارات حاولت التجسس على أمير قطر عبر شركة إسرائيلية

في 2018/08/31

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية-

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الجمعة، محاولة الإمارات التجسس على هاتف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير سعودي، ورئيس تحرير صحيفة عربية.

وقالت الصحيفة، بحسب رسائل بريد إلكترونية مسربة قدمت، أمس الخميس، في قضيتين ضد مجموعة "NSO" الشركة المصنعة لبرامج التجسس، والتي تتخذ من "إسرائيل" مقراً لها، إن مسؤولين بالإمارات طلبوا تسجيل مكالمات أمير قطر الهاتفية، بالإضافة إلى تسجيل مكالمات الأمير متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني السعودي السابق.

وبينت أن قادة الإمارات يستخدمون برامج التجسس الإسرائيلية منذ أكثر من عام ، حيث حوّلوا الهواتف الذكية للمعارضين في الداخل أو المنافسين بالخارج إلى أجهزة مراقبة.

وتابعت: "عندما عُرض على كبار المسؤولين الإماراتيين تحديث باهظ لتكنولوجيا التجسس، أرادوا التأكد من أنها تعمل. وسأل الإماراتيون، وفق الرسائل المسربة: هل يمكن للشركة تسجيل هواتف أمير قطر، ماذا عن هاتف الأمير السعودي القوي الذي أخرج الحرس الوطني للمملكة؟ أو ماذا عن تسجيل هاتف رئيس تحرير صحيفة عربية في لندن؟".

وكتب أحد ممثلي الشركة في وقت لاحق، بعد أربعة أيام، وفقاً لرسائل البريد الإلكتروني: "تجدون تسجيلين ملحقين".

وتم إلحاق التسجيلين بالتسجيلات التي أجرتها الشركة من قبل رئيس التحرير ، عبد العزيز الخميس (رئيس تحرير جريدة العرب اللندنية سابقاً، وهو صحفي سعودي)، الذي أكد هذا الأسبوع أنه أجرى المكالمات وقال إنه لا يعرف أنه كان تحت المراقبة، وفق ما أوردت الصحيفة.

وتقع إجراءات مجموعة "NSO" الآن في قلب الدعوى المزدوجة، التي تتهم الشركة بالمشاركة النشطة بالتجسس غير القانوني، كجزء من جهد عالمي لمواجهة سباق التسلح المتزايد في عالم برامج التجسس.

وفي الوقت الذي تقوم فيه الشركات الخاصة بتطوير وبيع تقنيات المراقبة الحديثة للحكومات مقابل عشرات الملايين من الدولارات، تقول جماعات حقوق الإنسان إن "الرقابة الضئيلة على هذه الممارسة تؤدي إلى سوء الاستخدام".

وتعد "NSO"، واحدة من أشهر منشئي برامج التجسس التي تغزو الهواتف الذكية.

وبحسب الصحيفة، رفعت دعاوى في "إسرائيل" وقبرص من قبل مواطن قطري وصحفيين ونشطاء مكسيكيين استهدفهم كلهم ​​برنامج التجسس التابع للشركة.

وفي المكسيك، باعت مجموعة "NSO" تكنولوجيا المراقبة إلى الحكومة المكسيكية على شرط واضح أنها تستخدم فقط ضد المجرمين والإرهابيين، إلا أن بعض أبرز محامي حقوق الإنسان في البلاد والصحفيين ونشطاء مكافحة الفساد قد تم استهدافهم بها.

كما اشترت حكومة بنما برامج التجسس، واستخدمها الرئيس في ذلك الوقت للتجسس على منافسيه السياسيين والنقاد، وفقاً لوثائق المحكمة في قضية هناك.

 

- تجسس على مؤسسات دولية 

وكانت العديد من التقارير كشفت تجسس الإمارات على مؤسسات دولية. وفي تقرير ببداية أغسطس 2018، لمؤسسة "سكاي لاين" الدولية، قالت فيه إنها وثقت عدداً من حوادث محاولات تجسس نفذتها السعودية والإمارات على موظفي منظمة العفو الدولية، ونشطاء بمنظمات حقوقية تعمل بمنطقة الخليج العربي.

ونددت المؤسسة التي تتخذ من استوكهولم مقراً لها، في بيان، بالثاني من أغسطس، بتعرُّض منظمة العفو وموظفي مؤسسات أخرى لمحاولات تجسس من حكومات دول خليجية، على خلفية أنشطة ومواقف تلك المؤسسات، فيما يتعلق برصد وفضح انتهاكات واسعة ترتكبها هاتان الدولتان.

وكانت "سكاي لاين" حذرت، في أكتوبر الماضي، من تداعيات تعاون إسرائيلي-إماراتي للتجسس، خاصة بمجال مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي وتقييد حرية الرأي والتعبير - المكفولة دولياً- بالإمارات.

وفي حينه، أعربت المؤسسة عن بالغ قلقها إزاء الأنباء عن تعاقد شركة "فيرينت" الإسرائيلية، الناشطة في الولايات المتحدة، مع الإمارات، لتصبح الشريك الرئيسي لها بمجال أنظمة الاعتراضات عبر الإنترنت.

 

- تجسس على سفارة إيران

وفي نهاية يوليو الماضي، فجرت صحيفة فرنسية فضيحة مدوية تتعلق بتجسس الإمارات على السفارة الإيرانية بالعاصمة أبوظبي؛ من خلال زرع كاميرات مراقبة لرصد مداخل ومخارج السفارة.

وكشفت صحيفة لوموند، في تحقيق استقصائي لمراسلها جاك فولورو، أن الإمارات من أكثر النقاط نشاطاً في العالم فيما يتعلق بالقضايا "الكلاسيكية" لعمليات التجسس؛ لأنها تمثّل محور النقل العالمي، ومركزاً يحتضن المؤتمرات الراقية، ووجهة سياحية جذابة.

وقالت الصحيفة في تقريرها: إن "الممرات الأربعة بشارع "الكرامة" الموجودة فيه السفارة، والفاصلة بين المبنيين، والغطاء النباتي الذي يخفي سفارة إيران، لا يشكل عائقاً أمام عملية تحديد هوية الأشخاص والسيارات التي تخرج من مقر السفارة".

وكشفت الصحيفة عن دبلوماسي غربي في أبوظبي قوله: إن "الهاجس الجيوسياسي الذي يشغل بال ولي العهد ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد آل نهيان، هو إيران و قطر، لهذا السبب تم تركيز نظام أمني متكامل، من بين أهدافه الرئيسية التجسس".

ونقلت الصحيفة عن ضابط تابع للقاعدة العسكرية الفرنسية في أبوظبي حول قضية التجسس على السفارة الإيرانية قوله: إن "السفارات الغربية بالإمارات أصبحت على يقين أن لا شيء يمر دون أن تلاحظه السلطات الإماراتية".

وليست هذه القضية التي كشفتها الصحيفة الفرنسية الأولى للإمارات في محاولتها بالتجسس، إذ نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريراً، العام الماضي، كشفت من خلاله عن سعي الإمارات لبناء شبكة تجسس ضخمة بالخليج، وذلك عبر التعاقد مع موظفين سابقين بأجهزة استخبارات أجنبية، وإغرائهم بالمال للقدوم إلى أبوظبي، وجعل خبراتهم تحت تصرفها.

وكشفت تقرير موقع "ميدل إيست" البريطاني في وقت سابق عن قيام الحكومة الإماراتية بالتجسس على المواقع الإلكترونية والهواتف الذكية لجميع المقيمين.