ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

الإمارات تطرد مخرجا سودانيا بسبب مكالمة مع فنان قطري

في 2018/09/03

وكالات-

أبعدت السلطات الإماراتية، المخرج المسرحي السوداني "الرشيد أحمد عيسى"، متهمة إياه بالتواصل مع ممثل قطري، قبل أن ترفض تسليمه مستحقاته المالية.

وحكى "عيسى"، تفاصيل ما جرى له، بالقول إنه "كان يعد العدة لافتتاح الدورة السادسة لمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، إلا أنه وقبل يومين من الافتتاح، تم إبلاغه بإبعاده من البلاد".

وأضاف: "تم استدعائي من قبل جوازات الشارقة، وقال لي الضابط المسؤول، أنت مُبعد من البلاد، عليك أن تغادر خلال أسبوع، والآن ستذهب للتوقيف حتى يأتي ضامن".

ورفض الضابط، بحسب "عيسى"، إبلاغه بالسبب، وقال له: "نحن جهة تنفيذية فقط"، وفقا لما نقله عنه موقع "ألترا صوت".

وأضاف "عيسى": "اتصلت بمديري المباشر أحمد بورحيمة، وأخبرته بما جرى، وجاء مديره على الفور وقام بضمانته وإنقاذه من الحبس المؤقت، وقال له: "لا بد من سبب، وسأعرف السبب".

وبعدها من خلال علاقات "بورحيمة"، علم أن "عيسى" مشتبه بالتخابر مع قطر، وأن كل شيء "مسجل لديهم"، مؤكدًا بأنه لم يهتد إلى واقعة تشير إلى حقيقة ذلك الاتهام.

وتابع "عيسى": "بدأت أتذكر مع من تخابرت.. فأنا ليس لدي نشاط سياسي.. أنا مبدع، وعلاقاتي مع مبدعين".

واستطرد: "إلا أنني وفي غمرة تساؤلاتي، استدعيت علاقتي بالمبدع القطري غانم السليطي، فهو الوحيد الذي كان على تواصل معي (..) كان يرسل لي فيديوهات لها علاقة بالمسرح والأدب لا أكثر".

يحكي "عيسى" تفاصيل معرفته وتواصله مع "السليطي"، بالقول: "بدأت التواصل معه عندما تم تمت دعوة فرقة مسرحية سودانية هي (تالتن ومخالتن)، لتدقيم عروض في الدوحة، وفي حفل تكريم الفرقة سألهم السليطي عني، فأشاروا له بأني موجود في الإمارات".

وتابع: "هنا اتصل بي غانم، وشكرني على ما قمت به من جهد مسرحي، وكانت مكالمة ودية، لكنها كانت بمثابة قاصمة الظهر"، على حد وصف "عيسى"، الذي فوجئ بعد ذلك بأن تلك المكالمة مسجلة كما قيل له.

وغادر "عيسى"، الإمارات بعد أسبوع، دون أن يستلم حقوقه، كاشفا أنه عندما تواصل بعض أصدقائه بحاكم الشارقة الشيخ "سلطان القاسمي" للتدخل، قال لهم: "أنا أعرف هذا الرجل وأقدره، لكن أي قرار من (وزير الداخلية الإماراتي) سيف بن زايد لا نتدخل فيه".

واعتبر "عيسى" تجربته في الإمارات، والتي امتدت لسبعة أعوام جيدة من حيث العطاء الفني، إلا أن الإمارات، وكما اتضح لاحقًا: "دولة لا تحترم ولاتقدر حقوق الإنسان، وأبسطها أن أعرف لماذا أُبعدت"، كما قال.

وبدأ "عيسى" نشاطه المسرحي في الإمارات مطلع عام 2010، حين قدم إليها لتقديم عرض مسرحي في ملتقى المسرح العربي بإمارة الشارقة، بعنوان "مأساة يرول"، لينتقل العرض بعدها إلى أبوظبي.

وفي نهايات العام نفسه، تم استقدام "عيسى" للعمل بدائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة كمنشط مسرحي.

وبدأ بعد ذلك، في تأسيس مسرح الشارع، وكوّن فرقة قدمت 20 عرضًا في مدن وبلدات إمارة الشارقة، قبل أن يؤسس مهرجان المسرح الكشفي في عام 2011، ومهرجان "كلباء للمسرحيات القصيرة"، وهو مهرجان معني بتكوين وإعداد المخرجين.

علاوة على ذلك، فقد عمل "عيسى" مديرًا فنيًا أيضًا لمهرجان "خورفكان المسرحي" لأربعة دورات.