وكالات-
أكد وزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن تجاهل الخلاف بين أعضاء التحالف العربي الجديد الذي تعتزم واشنطن تشكيله يؤثر على مصداقيته، مشدداً على أنه لن يكتب النجاح لأي تحالفات إذا لم يحسم الخلاف حول مفاهيم أمنية جوهرية.
ومنذ فترة وبهدوء تعمل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على إنشاء تحالف أمني من ست دول خليجية إضافة إلى مصر والأردن، ويعرف هذا التحالف بشكل غير رسمي باسم "الناتو العربي"، كما يحمل أيضاً أسماء مثل "ميسا" و"تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي".
وقال آل ثاني خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، اليوم الجمعة: إن "احترام سيادة الدول يجب أن تكون جزءاً من سياسة أي تحالف، لذا يجب أن يقوم على أسس واضحة وأجواء أكثر إيجابية، والأزمة الخليجية اختبار حقيقي للتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة".
وفي وقت سابق، أعلن وزير خارجية قطر انتهاء الاجتماع بين وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو ووزراء خارجية مجلس التعاون والأردن ومصر بروح إيجابية.
وعقد بومبيو في وقت سابق الجمعة لقاء مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتحضير للقمة المزمع عقدها يناير المقبل.
وأشار بومبيو في وقت سابق إلى إن "تحالفاً سوف يقوم على أساس اتفاقية أمنية واقتصادية وسياسية تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة ومصر والأردن".
وأضاف وزير خارجية قطر: "منفتحون على الحوار مع دول الحصار ولا يوجد حتى الآن مفاوضات مع السعودية والإمارات، والأزمة الخليجية اختلقت لأسباب واهية أدت لشلل مجلس التعاون واليوم نتحدث عن تحديات إقليمية أكبر".
واستطرد بالقول: " نأمل أن تسود الحكمة بين دول الحصار والخروج من مرحلة الإنكار التي تعيشها، ويجب التخلي عن العناد فنحن دول ولسنا أطفال"، داعياً إياهم إلى التراجع عن الإجراءات غير القانونية التي اتخذوها بحق قطر.
وتابع: "نهنئ واشنطن على جمع مجلس التعاون الذي لم يلتئم منذ بدء الأزمة، وهذه المرة الثالثة التي تنجح فيها الولايات المتحدة على عقد لقاء بين دول الخليج بعد الحصار".
وأكد آل ثاني أنهم ناقشوا خلال الاجتماعات المشتركة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة القضايا الإقليمية ومن بينها القضية الفلسطينية.
وشدد أنه لا يمكن تجاوز القضية الفلسطينية وإن تم تجاهلها سياسياً.
وعن الحرب في اليمن، ذكر أن الحل الرئيسي للأزمة اليمنية يجب أن يكون سياسياً وفق الآليات المتفق عليها سابقاً، مشيراً إلى أن بلاده وقعت اتفاقية مع اليونيسيف لمحاربة مرض الكوليرا في اليمن.
وفي تصريحات سابقة، قال وزير الخارجية القطري: إن "اجتماعنا مع بومبيو كان مثمراً وإيجابياً"، مضيفاً: "يمكننا الانتظار لسنوات"، وذلك في رده على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي قال إن السعودية بإمكانها أن تصبر على قطر عشرة أعوام أو 15 عاماً أو خمسين عاماً، وذلك في معرض حديثه عن الأزمة الخليجية خلال جلسة نقاش في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك.
بدوره، قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج العربي، تيم لندركينج، في تصريحات: إن "الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت جولات إقليمية مكوكية عبر الخليج للتحضير للقمة التي تستضيفها الولايات المتحدة في يناير المقبل بهدف مناقشة قضايا المنطقة منها حل الأزمة الخليجية".
ومنذ يونيو من العام الماضي، قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر؛ بدعوى "دعم الإرهاب"، وفرضت حصاراً عليها، وهو ما تنفيه الأخيرة بشدة.
وخلال الفترة الماضية لم تنجح جهود كويتية رعتها واشنطن في رأب الصدع الخليجي؛ بسبب تعنّت دول الحصار، في حين أكدت قطر أنها مستعدة للحل دون المساس بسيادتها.
كما سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد قمة بمنتجع كامب ديفيد قرب العاصمة واشنطن، في مايو الماضي، لحل الأزمة الخليجية، لكنَّ فشل جهود المصالحة حال دون ذلك؛ بسبب تعنّت دول الحصار.